
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ساريَ الشِّعْرِ يَطْوِي الْجَوَّ في آنِ
وَيَمْلأُ الأُفْــقَ تَغْريــداً بأَلْحــاني
يَخْتـالُ فـي بُـرْدَةِ الفُصْحَى وتُسْعِدُهُ
بَـدَائِعُ الْحُسـْنِ مـن آيـاتِ عَـدْنان
سـِرْ أَيُّهـا الشِّعرُ واركَبْ كلَّ ناجيَةٍ
مـن الرِّيـاحِ فقـد أُلْقَـتْ بأَرْسـَان
سـِرْ بالرِّيـاضِ وخُـذ مِنْها نَضارَتها
ونَـاغ مـا شـِئْتَ مِـنْ وَرْدٍ ورَيْحـان
الكَــوْنُ أُذْنٌ لِمَـا تُلْقِيـه وَاعِيـةٌ
فــامْلأْ مَــدَاهُ بصـَوْتٍ مِنْـكَ رَنَّـان
وَبَلِّــغِ الأَرْضَ أنَّـا فـي حِمَـى مَلِـكٍ
صــَوْبُ الْحَيَـا ونَـدَى كَفَّيْـهِ سـِيّان
وَإِنْ تَــزُرْ كَعْبَــةَ الآمـالِ مُشـْرِقَةً
مِـنْ عابِـدينَ فطُفـء مِنهـا بأَرْكان
وقِـفْ وأَطْـرِقْ خُشـُوعاً أنـتَ في قُدُسٍ
ضافي المَهَابةِ عالي الشَّأْوِ وَالشَّانِ
قَصـْرٌ بَنـاهُ بُنـاةُ المَجْـدِ مِن هِمَمٍ
فَلَـــمْ يُطـــاوِلْ عُلاهُ أَيُّ بُنْيــان
فـأَيْنَ كِسـْرَى وَمـا أَعْلَـى مَشـَارِفَهُ
فـي بُهْـرَة المُلْـكِ مِنْ صَرْحٍ وإِيوان
أَساســـُهُ عَزَمــاتٌ جَــلَّ خالِقُهَــا
لا مـا يَـرَى النـاسُ من صَخْرٍ وصَوّان
يُطِــلّ مِنْــهُ عَلَــى آمالنـا مَلِـكٌ
يُزْهَـى بـه الشـعْبُ فـي سـِرّ وإعْلان
فـي وَجْهِـهِ قَسـَمات قَـدْ دَلَلْـنَ عَلَى
مـا ضـَمَّهُ القَلْـبُ مِـنْ نُبْلٍ وإِيمان
يـابْنَ الأُلَـى بَعَثُوا مِصْراً لِنَهْضتِها
وَأيقَظـوا مـن بَنيهـا كُـلَّ وَسـْنان
وأرْسـَلُوها إِلَـى العَلْياءِ فانْطَلَقتْ
تَعْـدُو إِلَـى الْمَجْـدِ في جدٍّ وإمْعانِ
كأنَّهـا تَبتغِـي فـي الشَّمْسِ حاجَتَها
أو أنّهــا أوْدِعَــتْ سـِرّاً لكَيْـوان
آثـارُهُمْ فـي ضـِفافِ النِّيـلِ ماثِلةٌ
أبْقَـى عَلـى الدَّهْرِ مِنْ رَضْوَى وثَهلان
كأنَّهـا وهْيَ في الوَادِي قد انْتَثَرتْ
عِقْــدٌ تَنَــاثَرَ عَــنْ دُرٍّ وَعِقْيــان
جـاءُوا بمـا عَـزَّ في الآذانِ مَسْمَعُهُ
عَـنِ المُلـوكِ ولـم تُبْصـِرْهُ عَينـان
فـي باحَةِ السِّلْمِ كانُوا رَحْمةً وهدىً
وفـي الكَريهـةِ كـانوا أُسـْدَ خَفّان
قـد حـاوَلُوا الصَّعْبَ حَتَّى ذَلَّ شامِسُهُ
ومـالَ بـالرَّأْسِ عَـنْ يُسـْرٍ وإمْكـان
غَفْـراً فُؤَادُ أَبا الفارُوقِ إِن عَجَزَتْ
عَــنْ عَــدِّ آلائِكَ الغَـرَّاءِ أوْزانـي
حَـاولْتُ تَصـْوِيرَها جُهْدِي فما اتَّسَعَتْ
لِبَعْــضِ ذلــكَ أَلْــواحي وأَلْـواني
والبحـرُ تُبْصـِرُ جُـزْءَا حَـوْلَ ساحِلِهِ
ولَيْــسَ فــي دَرْكِــهِ طَـوْقٌ لإِنسـان
فـي كُـلِّ يَـوْمٍ لكُـمْ في مِصْر عارِفَةٌ
فـي طَيِّهـا مِـنْ نَـدَاكُمْ أَلْفُ بُرْهان
نَشـَرْتَ فيهـا رُبُـوعَ العِلْـمِ زاهِرةً
جَلاَلَــةُ المُلْـكِ فـي عِلْـمٍ وعِرْفـان
غرَســـْتَهُ دَوْحَــةً غَنَّــاءَ وَارِفَــةً
قَريبَـــةَ المُتَمَنَّــى ذَاتَ أَفْنــان
وساســَنا منــكَ رأْيٌ زانَــهُ خُلُـقٌ
قـد صـاغَهُ اللّـهُ مـن رِفْقٍ وإِحْسان
الـدِّين زاهٍ وَوَجْـهُ المُلْـكِ مُؤْتَلِـقٌ
كــالرَّوْضِ جـادَ ثَـراهُ صـَوْرُ هَتَّـانِ
رَدَدتَ لِلُّغَــةِ الفُصــْحى بَشَاشــَتَها
مِـن بَعْـدِ أَنْ هَجَرتهـا مُنْـذُ أَزْمان
قـد ذَكَّرَتْهـا أيادِيـكَ الـتي عَظُمَتْ
مَنَــازِلَ العِـزِّ فـي دَاراتِ قَحْطـان
أَوْلَيْتَهــا مَجْمَعـاً طـابَتْ مَشـارِعُهُ
وَبَــلَّ منــهُ صــَداهُ كــلُّ صـَدْيان
أعـادَ فـي مِصـْرَ عَهْداً للرَّشيدِ مضَى
أيــامَ أشــْرَقَتِ الـدُّنْيا بِبَغْـدان
ســَعَتْ لِســاحَتِكَ الـدُّنْيا ويَمَّمَهـا
جَهابِـذُ القَـوْمِ مِـنْ قاصٍ ومِنْ داني
هَـذِي الإِذاعَـةُ يـا مـولايَ قد نَطَقَتْ
بمــا بَــذَلْتَ بإِفْصــَاحٍ وتِبْيــان
مِـنْ قَبْلهـا سارَ سَيْرَ الشمسِ ذكْرُكمُ
يَطْــوِي الْجِـواءَ بأقْطـارٍ وبُلْـدانِ
أنشــَأْتَها جَنــةً غَنَّــتْ بلاَبِلُهــا
وغَـــرّدَتْ بيـــن أوراقٍ وأَغْصــانِ
فيهــا الثَّقافـاتُ ألـوانٌ مُنَوَّعَـةٌ
تُزْجَـى إِلـى الشـَّعبِ من آنٍ إلى آن
قــد أصـْبَحَتْ مَنْهلاً يَسـْعَى لِطـالِبِه
فـاعجبْ إِلـى مَنْهـلٍ يَسـْعَى لِظَمْـآن
عِـشْ لِلْبِلادِ أبـا الفَارُوق نُورَ هُدىً
وأَعْــلِ رايَتَهــا فـي كُـلِّ مَيْـدان
وعــاشَ فــاروقُ للـدنْيا يُجَمِّلُهـا
ويَزْدَهِـــي بمُحَيَّـــاهُ الْجديــدان
لمـا دَعـوْهُ أَمِيـراً للصـعِيدِ سـَمَا
بِــهِ الصــَّعيد وأضـْحَى جِـدَّ جَـذْلان
لا زالَ زِينَــةَ عَهْــدٍ طـابَ مَـوْرِدُهُ
مُجَمَّـــلٍ بِجَلاَلِ المُلْـــكِ مُـــزْدَان
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.