
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا الصـبر ينفعـه ولا الجـزع
قلــب يكــاد شــجاه يطلـع
يــا ليـل هـذا سـاهر قلـق
يرعـى النجـوم وقومه هجعوا
هـل فيـك ذو شـجن يشـاركني
أشـكو لـه مـا بـي فيسـتمع
سـرت الهمـوم فقمـت أدفعها
وإذا همــوم ليــس تنــدفع
مـن بـات تـدمع عنيـه أسفاً
فأنــا فــؤادي بـات يـدمع
أشـفقت مـن دهـري على أملي
واليـوم أنظـر كيـف ينقطـع
ويلــي عليـه وهـو يخـدعني
أدري حقيقتــــه وأنخـــدع
يـا شـرق لج بك العداة هوى
يـا شـرق أغراهـم بك الطمع
وبنـوك قـد طبعـوا على خلق
وعلـى سواه الناس قد طبعوا
عاشــوا يؤلـف بينهـم وطـن
فتفرقــوا فيــه وهـم شـيع
يتفرقــون علــى مــذاهبهم
وعلـى الأخـاء النـاس تجتمع
جهلــوا فأخضــعهم تعصـبهم
واللـه لو علموا لما خضعوا
أنــذرتهم يومــاً صــوادعه
لـــو مســت الأفلاك تنصــدع
وأريتهــم زمنـاً ألـم بهـم
يـبري السـهام لهـم وينتزع
هنــأتهم بـالأمس إذ نهضـوا
واليـوم أرثيهـم وقد وقعوا
أهــديتهم ردي فمـا قبلـوا
أخلصـتهم نصـحي فما اتبعوا
والشـيء يرخـص حيـن تبـذله
والشـيء يغلـو حيـن يمتنـع
مـاذا علـى الأقدار لو نزعت
عـن حربهـا فعـداتها نزعوا
واسـترجعت عهـد الصفاء لهم
وإذا غشــاء فــذاك يرتجـع
قــد أجهـدتهم وهـي عارمـة
وأظنهـــا يومــاً ســترتدع
أبنــي بلادي قـد مضـت أمـم
هـذا طريقهـم الذي اشترعوا
أنــا حللنـا فـي منـازلهم
وقد انتجعنا حيثما انتجعوا
وإذا بطرنـا مثلمـا بطـروا
فلسـوف نصـرع مثلمـا صرعوا
إن تصـبروا فلطالمـا صبروا
أو تجزعـوا فلشـد ما جزعوا
لـم تعـدنا حـال لهـم عرضت
فحيــاتهم وحياتنــا شــرع
أبــداً نعيـش علـى مغالبـة
الــدهر يخفضــنا ونرتفــع
ونـراه يبتـدع الخطـوب لنا
حــتى تفـانت عنـده البـدع
لــم ننتفـع بتجـارب سـلفت
وإحــال لسـنا بعـد ننتفـع
أشــياخنا يمشـي بهـم كلـف
وشــبابنا يجـري بهـم ولـع
يتحــاربون علــى فــؤادهم
والحـرب تأخـذ ضـعف ما تدع
مــاذا لهــم للــه درهمـو
النـاس قـد عفوا وهم جشعوا
إن القصــور بهــن مقتعــد
مثــل القبـور بهـن مضـطجع
أبني المسيح وأحمد انتبهوا
ودعـوا رجـالاً منكـم هجعـوا
جـاؤا الـورى والأمـر ملتئم
ثـم انثنـوا والأمـر منصـدع
لـم يـرض أحمد والمسيح بما
صـنعوا فلا ترضوا بما صنعوا
أرواحكــم مـن بعضـها قطـع
وجســومكم مـن بعضـها بضـع
لا تحســـبن خلافكــم ورعــا
إن ائتلافكــم هــو الــورع
الملـــك تعليــه مدارســه
تلـك المسـاجد فيـه والبيع
ويحـــب تمـــوز لعاشـــره
لا تــذكر الآحــاد والجمــع
لمـن الطلـول كـأن عرصـتها
للمـــوت منحــرث ومــزدرع
آياتهــا ورســومها درســت
وخلابهـــا مشــتى ومرتبــع
سـكانها عـن محلهـا نزعـوا
ولطالمـا فـي خصـبها رتعوا
أسـلافهم فـي غابهـا أمنـوا
وبنـوهم فـي سـوحها فزعـوا
شـمخ الزمان بهم وقد شمخوا
واليـوم يخشـع إذ هم خشعوا
قـد زال عنهـا الصفو أجمعه
وانتـاب فيهـا الأزلم الجذع
كـم عـاش فـي آجامهـا بطـل
كـــالليث لا وان ولا ظلـــع
ثبــت تجــرد مــن مـدارعه
يلفـي الـدجى درعـاً فيـدرع
يلقـى الـردى والبيض مصلتة
وأســـنة الخطـــي تشــترع
والخيــل غضـبي فـي أغتهـا
والنقــع منطبــق ومنقشــع
تمشـي اللـواحظ منه في ملك
يســمو الجلال لــه فيتضــع
حتــام هــذا الجهـل مطـرد
والــى م ذا الجهــل متبـع
تمضـي الجـدود بنا فيدركها
مــن خلفهــا عجـز فـترتجع
وكـأن ريـب الـدهر فـي يده
ســيف علـى الأعنـاق يلتمـع
مـا يرتجـي الأحـرار من زمن
يـزداد تيهـاً كلمـا ضـرعوا
أوفـى علـى المضمار مرتقباً
يتســـابقون بــه ويقــترع
إن بلغــوا غايـاتهم هنئوا
أو قصـروا مـن دونها فجعوا
هـل تحـت هـذا الأفق من أمم
جرعـت كؤوسـهم الـتي جرعوا
أحشـاؤهم حـرى فما ابتردوا
وكبـودهم ظمأى فما انتقعوا
إ نــا لأقــوام لنــا همـم
للمجــد تــدفعنا فننــدفع
العمـر أهـون أن يضـيق بنا
والمـــوت للأحــرار متســع
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).