
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـوِنْ بمـا يُبكـي عيون الباكي
إن كـان مـا يبكيـه غيـر نواكِ
يـا مصر لا أنساك ما طال المدى
وإخـال مـا في الناس من ينساكِ
للـه اثنـا عشـر عامـاً قد مضت
ألحــق وازرنــي بهــا وهـواك
اشــتاق أخـواني بينـك وإنمـا
يشـتاق مـن صـافاك مـن صـافاك
قـد كـان لـي ذكـر بأرضك سالف
لا النيــل بجهلــهُ ولا هرمــاك
أيـام انطقنـي واسـمعك الصـبا
وغـدوتُ طيـرك إذ غـدوت أراكـي
وإذا الإلـه قضـى بوصـلك بعدذا
فلا مســحن وجهــي ببعـض ثـراك
علـم الزمـان قلاه ليـس يـذلني
فســـعى يحـــاول ذلــتي بقلاك
ولئن حييـت علـى نـواك فإنمـا
أحيــا لآمــالي بــأن ألقــاك
وأرى كــبيرات الخطـوب صـغيرة
وأرى هلاكـــي لا أخــاف هلاكــي
وتخــاذل الأنصـال عنـي زادنـي
عزمـاً فجـد مـع الزمـان عراكي
زادت تبــاريحي فــزدت تطربـاً
وشـكا سـواي فعبـت وجد الشاكي
لـو أن مـن شدوا قيودي حاولوا
يومـاً فكـاكي مـا رضـيت فكاكي
قـد سـرّك الدهر العجيب وساءني
فضـحكت أنـت وبـت وحدي الباكي
الهـاك بعدي بالجديد من المنى
يـا ليـت ألهـاني كمـا ألهـاك
وتفنـن الشـعراء فيـك فأبدعوا
لـو كنـتُ حاضـر أمرهـم لكفـاك
يأتيــك منـي مـا تجـدد خـاطر
شــعر يكــاد بــه يـرف هـواك
أجنيـه مـن روض الشبيبة ناضراً
هــذا جنـاي وأنـت كيـف جنـاك
إن كـان هـذا الصـوت بحّ بكبرة
فلطالمـــا بشـــبابه غنّـــاك
أو كـان قد أمسى اليراع مثلما
فســـينبري وســـكونه لحــراك
يـا عرش نسل الشمس في عليائهم
سامي الكواكب في السماء وحاكي
هـل فـي البرية مثل نيلك منهل
أم فـي البريـة مـن ربى كرباك
أنـت الـتي آخـاك منـذ منـاوس
قلــب الشــجاع وحجـة السـفاك
وورثـت نجـدتها التي ثأرت بها
إيــزس أمــك أوزريــس أبــاك
النـاس قـد كلفـوا بحبـك كلهم
وتنــازعوك ومــن حـواك حـواك
أمســى صــعيدك جنـة لملـوكهم
وغـــدت ســـماؤك جنــة الأملاك
تـالله أعجزهم نظيرك في الثرى
فليطلبــوه هنــاك فــي الأفلاك
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).