
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دعـا باسـمه داعي النوى فأجابا
وودع أحبابـــاً لـــهُ وصــحابا
صـريع الهـوى لو أن للحظ معتباً
لصـاغ لـهُ زهـر النجـوم عتابـا
لقــد لمســتهُ يـوم شـط برحلـه
أشــعة الحــاظ الحسـان فـذابا
ســيبكي لمنــآه ربــاب وزينـبٌ
كــذاك ســيبكي زينبـاً وربابـا
فلا تعجبـوا مـن هلكـه يوم بينه
فليــس هلاك البــائنين عجابــا
إلا أنــه دهــر رمــى فأصــابه
وقـدماً رمـى مـن قبلـهُ فأصـابا
أرانــي وحيـداً والحـوادث جمـة
ألاقــي طعانــاً جيشـها وضـرابا
أثبّــت أقــدامي وأبـرز صـفحتي
لــديها ولا أرضـى هنـاك حجابـا
فأطعمهـا مـن لحـم جسـمي مطعماً
شـهيّاً واسـقيها الـدماء شـرابا
إذا مــا تعــدّاني طلاب أردتــهُ
فلا كــان لــي ذاك الطلاب طلابـا
ولـي أمـل أودى الزمـان بنجحـه
وخيّبــه ســوء الظنــون فخابـا
ولـو شـئت وفّيت الليالي حسابها
عليــه ولكــن لا اشــاء حسـابا
هـواي هـوى لم يذخر الناس مثله
بـه طبـت مـا بين الكرام وطابا
أحــب الليـالي لا للهـوٍ وإنمـا
لأقــرأ ســفراً أو خــط كتابــا
تســيّر أقلامــي ركابـاً خـواطري
فتـدرك مـن ظعـن الخيـال ركابا
فتـأني عصـيّات المعـاني مطيعـة
تجــرّر مــن سـحر الكلام ثيابـا
نــواهز مـن حـدّ البلاغـة رتبـة
إذا نالهـا الأدراك كـان شـهابا
صـعاب علـى غيـري إذا هو رامها
وإن رمتهــا ليسـت علـيّ صـعابا
أبـى اللـه غلا أن أزيـد تصابياً
لمجـدي ومجـدي أن يقـال تصـابى
فمن مبلغ عني الغضاب الألى جنوا
بـأني امـرؤ مـا أن أخاف غضابا
أذم فلا أخشــى عقابــاً يصـيبني
وامــدح لا أرجــو بـذاك ثوابـا
علـى م أحـابي معشراً أنا خيرهم
ومثلـي إذا حـابى الرجال يحابى
وقائلــة حــتى م يُفنـي شـبابهُ
فقلــت إلـى أن لا يصـير شـبابا
الى أن تزول الأرض عن نهج سيرها
وتصــبح هـذي الكائنـات خرابـا
ولمـا غـدا قـول الصـواب مذمماً
عزمــتُ علـى أن لا أقـول صـوابا
فجـافيت أقلامـي وعفـت استقامتي
ورحــت أرجّــي للســلامة بابــا
سينشـد ميـدان الصبا بعد عزلتي
إذا نـاب عنـي ذو القصور منابا
لـي اللـه أما منْ رضيت فقد مضى
برغمــي وأمـا مـن أبيـتُ فآبـا
ردي يـا جيادي البحر غير جوافل
وخوضــي عبابـاً للـردى وعبابـا
فما العز إلا أن يدور بنا المدى
فنمســي حضــوراً مــرة وغيابـا
وما بأس من شام الليوث فلم يهب
إذا شـامه ليـث العريـن فهابـا
أقـول وقـد مرت بي الريح موهناً
وحيــت بيوتـاً بـالحمى وقبابـا
الكنـي إلـى الأحباب حيث لقيتهم
خطـاب امـرئ انشا الفؤاد خطابا
غـداً تقطـع الأسباب بيني وبينهم
ويحـــرم كـــل خلــة وحبابــا
وتجــدب الأرض عادرتهــا خصـيبة
سـحاب مضـت لـم تبـق بعد سحابا
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).