
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نفــدت دمـوعي والأسـى لا يفنـد
اليـوم يبكينـي ويبكينـي الغد
بـالله يـا وطنـي أمالـك راحم
أكــذاك نـارك كـل يـوم توقـد
وجـدي عليـك ولسـت وحدي واجداً
مــن يعرفونـك وأجـد أو موجـد
ذهبـت محاسـنك الـتي أنشـدتها
فــإذا صـبوت فـأي حسـن أنشـد
إن يطـالمو لا فكم أصابك ظلمهم
إن كنـت تجحـده فمـا أنا أجحد
أو ينزلـوا بـك للحضـيض خيانة
فلعهــدنا بـك للكـواكب تصـعد
لـو كـان في هذي المنازل مصلح
مـا سـاد في هذي المنازل مفسد
إن يحرقوهــا ظـالمين فبعـدها
نـار سـتحرق فـي لظهـا الأكبـد
أفـروق مـا لك في البرية منجد
كلا ولا لــي فـي البريـة منجـد
فســتظلمين كنــا ظلمـت بعشـر
سـادوا وأكـثرهم بأرضـك أعبـد
يـا أفـق لـولا في الأرض لي وطن
لكــان فـي بعـض زهـرك السـكن
أرض ســـقاني نميرهــا قــدماً
وجــاد لـي مـن ثمـاره الغصـن
يســـير بــي حبهــا فــاتبعه
يفتننـــي حســـنها فـــأفتتن
ويلــي مــا للبعــاد يحزننـي
حســبي مــا جــره لـي الحـزن
أبكــي ويبكـي معـي أخـو شـجن
لا يضــحك الـدهر مـن لـه شـجن
يـا وطنـاً قـد جـرى الفساد به
مــتى يرينــا أصــلاحك الزمـن
دفنــت حيــاً ومــا دنـا أجـل
مـا ضـر لـو دافنـوك قد دفنوا
دمــاء ابنــائك الكـرام جـرت
بحـــراً فاشــلائهم لــه ســفن
يــل ليـت يـدري وليـت باطلـة
مـن خلفـوا للمقـام مـن ظعنوا
هبـوا بنـي المجـد إنهـا فـرص
تمضـي سـراعاً حـتى م ذا الوسن
أمنتــم الــدهر فــي غـوائله
والـدهر خـوان الألـى ائتمنـوا
لم تحفظوا البأس مثل من حفظوا
لم تخزنوا المال مثل من خزنوا
وا أســفاً يـا زمـان وا أسـفاً
أفنيــت ظلمـاً رجالنـا ففنـوا
نحـن هـدمنا والسـالفون بنـوا
نحـن اسـترحنا والسالفون عنوا
يـا معهـداً للخطـوب مـا عهـدت
مثلـــك عيـــن لنـــا ولا أذن
هـــذي بلاد كالـــدو مقفـــرة
أبيــات أبائنــا بهــا دمــن
فليبعــث العــدل مـن ضـريحته
وليتمــزق عــن جســمه الكفـن
واللـــه لا تجتلــي محاســنها
وليــس فينــا مـن فعلـه حسـن
عــز علينـا فـروق مـن قطنـوا
فيـك فهـم فـي العذاب قد قنوا
كــان لهـم ليـن دهرهـم ولقـد
نبــا بهــم عنــه مـوطن خشـن
كنــت لهـم مغنمـاً إذا غرمـوا
كنــت لهــم غنيـة إذا غبنـوا
وإنمــــا تصــــلح البلاد إذا
رجالهــا للصــلاح قــد فطنـوا
نشــــتاق حريـــة فيؤيســـنا
مــن دهرنـا عـن حبائهـا ضـنن
أوهننــــا حبهـــا وتيمنـــا
حــتى برانــا وشــفنا الـوهن
إن نحوهــا نحــو منــة عظمـت
تصـغر فـي جنـب نيلهـا المنـن
حلـــت بـــأرض فلا تزايلهـــا
فـالروح فيهـا ترتـاح والبـدن
ظــل لهــا مورقــاً لهـم فنـن
ونحــن فينــا لا يـورق الفنـن
تجسســــوا إنمـــا تجسســـكم
بمثلكـــم لا بمثلنـــا قمـــن
قولــوا غـداً للمليـك ذا خـبر
لقــد أتانــا بــه هــن وهـن
نطعنكـــم والطعــان يؤلمنــا
والطعـن قـد يـؤلم الألى طعنوا
مــتى يعيــد النهــى محبتنـا
وينجلــي عــن قلوبنـا الضـغن
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).