
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تجاســلني أم لافــأبكي أنـا وحـدي
أعنـي بـدمع جـف يـا غيـث ما عندي
أمامـــك أكبـــاد تــذوب حــرارة
ودمعــي لا يجـدي ودمعـك قـد يجـدي
بروحـــي جنـــات دهنهـــا جهنــم
رأينـا الفنـا فيها يدب إلى الخلد
عـــرائس حلتهــا بليلــة عيــدها
أكــف فزفـت بعـد ذاك إلـى اللحـد
فمـا فـاز منهـا حلـف يـأس بمأمـل
ولا كادج عند القرب يشفي جوى البعد
بــدت بســمات ثـم أعقبهـا البكـا
كــذاك وميـض الـبرق يعقـب الرعـد
أإن تـم نظـم العقـد وا أتلفـت به
جـــواهره تنحــل واســطة العقــد
غررنــا بــأحلام فكــانت كواذبــاً
وسـرنا لقصـد فانحرفنـا عـن القصد
وكنــا نرجــي أن يكـون اعتزامنـا
لحــد فجزنــاه فصـرنا إلـى الضـد
فيـا حسـرتا لـو تنفـع اليوم حسرة
إذن لاشــتفت ممـا ألـم بهـا كبـدي
دعـوا فسـرت فـي أنفـس القوم رعدة
ولا عجـب فـالرعب مثـل الضـنى يعدي
فلاحــت لهــم ذات اللظــى مشـمعلة
كمـا لاح قـرن الشـمس من قمة النجد
تلـــوح برايــات وتــدعو بألســن
وتبعــث جنــداً لا يغــالب بالجنـد
تـثير دخانـاً فـي الفضـاء وقد زها
تـراءى بـه الأقمـار فـي أوجـه ربد
إذا عــالجته الريــح مــد رواقـه
وأخفـى محيـا الملـك فـي ذلك المد
تضــم القصــور الشــم ضـمة عاشـق
تلاقــى بمعشــوق هنــاك علـى وعـد
تلاق وأشــهى منــه راميــة النـوى
وعطــف وأحلـى منـه مسـتطرد الصـد
ولمــا تبـدت حمـرة الشـفق انثنـت
عليهـا فشـف الخـد عـن حمـرة الخد
لمــن دمـن لـم يبـق فـي عرصـاتها
سـوى فحـم مـن مسـعر الحجـر الصلد
تظــل نحيبهــا البــواكي بــأدمع
تـروي ثراهـا والـدموع مـن العهـد
سـلام علـى تلـك الطلـول الـتي عفت
لقـد عشـت أهـديها السـلام وأستهدي
ســلام علـى الأم الـتي فـي سـوادها
بـدت لتباكي الولد منها على الولد
سـلام علـى مهـد الأعـالي الألى مضوا
بنـاة المعـالي بـل سـلام على مهدي
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).