
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجـبْ فالشـعب داعيـه دعاكـا
وأســقط مـن معـاليه أخاكـا
وأجـزل مـن حباك الملك شكراً
فقـد رحـم البلاد بمـا حباكا
تنـزلْ مـن سـمائك وأبدُ فينا
ودع أبصــارنا هــذي تراكـا
ألا طـال الحنيـن إليـك شوقاً
كفانـا مـن فراقـك ما كفاكا
ثلاثــون انقضــت وثلاث أخـرى
بكـاء الشـعب فيها من بكاكا
وآواك الزمــان لــدارٍ حـزن
يجمجــم سـورها عنـهُ نـداكا
فكنــت تحـس مـن بُعـد ضـناهُ
وكـان يحـس مـن بعـد ضـناكا
وكنــت وكـان خطبكمـا سـواء
رمـاهُ المسـتبد كمـا رماكـا
ولـو كنـت الخـؤون حظيت منهُ
ولـو كـان الـوفيّ رعى أباكا
نقيضــك شــيمةً وأخـو أصـلاً
بـراه اللـه ليـس كما براكا
عـزاء أيهـا النافي الرعايا
ولا تجــزع فخــالقهم نفاكـا
حرمـت كـراك أعوامـاً طـوالاً
وليتـك بعـد ذا تلقـى كراكا
فمـا أنـا شامت بك حين تُنكى
كمـن شـمتوا ولكـن ذا بذاكا
تفارقــك الســعادة لا لعـود
وقـد شـاعت خطاهـا في خطاكا
فـدع صـرحاً أقمـت بـه زماناً
وقـل يا صرح ليست لمن بناكا
سـتذكرني طيـورك حيـن تشـدو
وتـذكر خطرتـي فيهـا رباكـا
بلــى سـيؤمّك الأقـوام بعـدي
وكنــتُ حميـت دونهـم حماكـا
نعـم عبد الحميد أندب زماناً
تــولى ليــس يحمـدهُ سـواكا
تــولى بيــن أبكــار حسـان
تعلّــق فـي غـدائرها نهاكـا
جعلـت فـداءها الدنيا جميعاً
ومــذ ملّكتهـا جعلـت فـداكا
وطـال سـراك في ليل التصابي
وقـد أصـبحت لـم يحمد سراكا
لمــن ركـبٌ أعـدّ هنـاك ليلاً
يصــفّر للنــوى هـذا نواكـا
مكانـك فيـه ليـس مكـان ملك
ولكـن أنـت تحمـل مـا أتاكا
ســتعلم منـهُ أنّ النفـي مـرٌّ
كـذلك كنـت تنفـي مـن عصاكا
فمـا نهـل بمـاء فـروق يروي
وما أروى الدم الجاري صداكا
بربـك هـل علمـت مجيـء يـوم
تزفــك فيــه غاليـة عـداكا
وهـل أمّلـت أنـك سـوف تمسـي
غـداء معاشـر كـانوا غـداكا
ســتحيا فــي سـلانيك زمانـاً
فتحسـد فيـه عـن بعـد أخاكا
وتعلــم أنّ ملكــاً يرتضــيه
وليـت بـه ولكـن ما ارتضاكا
فـإن غشـي الكرم جفنيك ليلاً
وعــادك تحــت طيتـه أسـاكا
تمثـل فـي المنـام لديك ناسٌ
نخبّــر عــن دمـائهم يـداكا
رمــاهم بـالأفول دجـاك لمـا
تبـدوا كـالكواكب فـي دجـاك
سـقيت الغيـث يـا مثوى مراد
ودمعـي قبـل ذلـك قـد سقاكا
خلا القصـران مـا بهمـا مقيم
هنــا ضــيف وضـائفه هناكـا
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).