
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا عصـر قـد حسـدتك اليوم أعصارُ
الأمــر شـورى وكـل النـاس أحـرارُ
تنــوّع الخيــر مرئيــاً ومسـتمعاً
فلتجتــل الخيــر أسـماع وأبصـار
حسـب الليـالي من الإحسان ما وهبت
وربمـــا أعقـــب الإقلال إكثـــار
ولـو علـى قـدر ما نرضى تجود لنا
لـم يبـق مـن سـيبها للغير مقدار
فـي ذمـة اللـه آبـاء لنـا سلفوا
لـم يبلغـوا الدرب إلا أنهم ساروا
إن لـم يكـن لهـمُ مـن بعـدهم أثرٌ
الحمــد للــه إنــا نحــن آثـار
الـدار تبكـي علـى ايـامهم حزنـاً
ونحــن تضـحك فـي أيامنـا الـدار
إن الجـدود الـتي قـد أقصرت معهم
جـدّت فليـس لهـا مـن بعـد اقصـار
وربمــا تبلــغ الهمــات منزلــة
ليسـت تؤمـل لـولا السـيف والنـار
النـاس تحـت قيـود الأسر قد وقعوا
دهـراً ومـذ أدركـوا حريـة طـاروا
أهلاً بفاتنـــة الأطيـــار داعيــة
للـه مـاذا دعـت فـي الروض أطيار
استنشــيها علــى أفنانهـا سـحراً
فإنمــا تبعــث الأشــجان أســحار
إذا تهــادى بريّـاك النسـيم ضـحى
فـي الـروض تعتنـق الأشـجار أشجار
هـل ثـامر الغصـن يستصـبي وزاهرهُ
إن لــم تعـش بـك أثمـار وأزهـار
هـذي الأغـاني الـتي تلقيـن ساحرة
وذي المعـاني الـتي تـوحين أسحار
تجري السجايا بها في النفس سانحة
وتغتـدي وهـي فـي الأفـواه أشـعار
تزيــن تيجـان أقـوام إذا عـدلوا
تشــين تيجـان أقـوام إذا جـاروا
تظــل مــن بلـد تخطـو إلـى بلـد
مسـتطردات لهـا فـي الكـون أسفار
تطـوى الفجـاج لهـا طياً إذا طردت
كـأن أميالهـا فـي الطـول أشـبار
مضـى زمـان الهجـان البزل منقرضاً
وللبخـــار كمـــا للــبزل أدوار
عـاش الرجـال الـذي قد كنت أثمرهُ
وللرجــاء بطــول الصــبر أثمـار
هـوى مـن الأفـق نجـم لم ينر أبداً
لمـا أهـابت بـه صـيحات من ثاروا
لـم ينظرالقـدر المحتـوم حين دها
وكــان فـي كـل جـزء منـه منظـارُ
واسـتطلع الشرق أقماراً به احتجبت
دهـراً فكـم فـي سماهُ اليوم أقمارُ
إخـواني الصـيد لا فُلّـت لكـم همـم
هـذا الثنـاء الـذي تبغـون مختارُ
يبقــى تراثـاً لقـوم يفخـرون بـه
إذا تــوالت علـى الأعقـاب أعصـارُ
إن المعــالي لـم تنفـد عرائسـها
بـل لا يـزال لهـا كالغيـد أبكـارُ
تبـدي صـدوداً فـإن لانـت عرائكهـا
جــادت وعاقبــة الإعســار إيسـارُ
كنـــا نمــرّ بأقطــار فنغبطهــا
وكـم أثـارت شـجون النـاس أقطـارُ
حــتى إذا رجعــت للمُلــك نضـرتهُ
أبـدت لنـا مصـرُ مـا أبدتهُ أمصارُ
هــذا الإخــاءُ بنـا شـُدّت أواصـرهُ
تقســـّمتهُ قلـــوب فهــو أشــطارُ
يســير مــن مهـج منـا إلـى مهـج
فينـا فتمضـي الليـالي وهـو سيّارُ
كالكهربـاء إذا الأيـدي بها اتصلت
ينسـاب منهـا إلـى الأجسـام تيّـارُ
إن كــان للمُلــك أنصــار تؤيـدهُ
بالشـرع أنـا لـهُ بالعقـل أنصـارُ
نســعى ويســعون والآمــال واحـدة
وإن تنــاءت عــن الأفكـار أفكـارُ
إيـهٍ بنـي الشـرق ن الشرق ينظركم
هـذي النجـوم التي في الأفق أنظارُ
وكلمـــا جـــاء تمــوز بمــوكبه
فــذاك مــن قبــل الأيـام إنـذارُ
تفـتر عنـهُ الليـالي وهـي مشـرقة
كــأن ظلماءهــا للنــاس أنــوارُ
فكــم يكتّــم مــن ســرّ تطــالعه
وتحتـهُ مـن خفايـا الـدهر أسـرارُ
الســحر لا تــدرك الألبـاب معجـزهُ
كـــذاك تمـــوز للألبــاب ســحارُ
هنّئتمــوا بإخــاء كــان مختفيـاً
بيـن القلـوب فحـان اليـوم إظهارُ
لـــم يســـتجدّ ولكنّـــا نكــررهُ
وهكــذا يســتديم الــود تكــرارُ
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).