
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هاجتــك خاليــة القصـور
وشــجتك آفلــة البــدور
وذكـــرت ســكان الحمــى
ونســيت ســكان القبــور
وبكيــت بالــدمع الغـزي
ر لبـاعث الـدمع الغزيـر
ولــواهب المــال الكـثي
ر ونـاهب المـال الكـثير
حــامي الثغـور الباسـما
ت مضــيع آهلــة الثغـور
إن كــان أخلــى يلـديزا
مخلـي الخورنـق والسـدير
أو فاستســرت مــن ســما
هــا أنجـم بعـد الظهـور
فلتـــأهلن مــن بعــدها
آلاف أطلال ودور
بعـــد النجــوم ثــوابت
والبعــض دائمـة المسـير
ضــائت عقـود الملـك مـا
بيــن الـترائب والنحـور
والشـــيخ بــات فــؤاده
فــي أســر ولـدان وحـور
مــا زال معتصــر الخـدو
د هــوى ومهتصـر الخصـور
وإذا انقضــــت ليلاتـــه
وصـــلت بليلات الشـــعور
أهــدى الفتــور لقلبــه
مـا بـاللواحظ مـن فتـور
واســتنفرته عــن الرعـا
يــا كــل آنســة نفــور
تختــال مـن حلـل الصـبا
بة في الدمقس وفي الحرير
والجنـــد عاريــة منــا
كبهــا مقصــمة الظهــور
خمـص البطـون مـن الطـوى
دقــت فعــادت كالســيور
إن الزمـــان يغــر ثــم
يــذيق عاقبــة الغــرور
وعظتــك واعظــة الفـتير
ورأيــت منقلــب الـدهور
ومشـى الزمـان إليـك بال
أحـزان مـن بعـد السـرور
قـد كنـت ذا القصـر الكب
ير فصرت ذا البيت الصغير
وربيــت فـي مجـد الأميـر
ولــم تمــت مـوت الأميـر
لمــا ســلبت الحكـم قـل
ت الحكــم للــه القـدير
هـــل كنــت ترضــى أولاً
مـا قلـت في الزمن الأخير
ورآك جنــــدك ضــــارعاً
لهـــم ضــراعات الأســير
لقـــد اســتجرت بمعشــر
مـا كنـت فيهـم بـالمجير
أنــذرت لكــن لــم تشـأ
تصــديق أقــوال النـذير
وأثرتهـــا شــعواء تــد
لـف تحـت رايـات المـثير
ملمومـــة الأطــراف تــن
زو بالصـدور إلـى الصدور
تـــم التكــافؤ تحتهــا
فسـطا النظير على النظير
أســد هصــور فـي الـوغى
يســعى إلــى أسـد هصـور
يــا مســغب الأجنـاد قـد
اشــبعت ســاغبة النسـور
هــــي غـــارة لكنهـــا
دارت علــى رأس المغيــر
مـن ذا استشـرت لهـا ولم
تـك فـي الزمـان بمستشير
لقــد اســتطرت بشـر يـو
مــك كــل شــر مســتطير
وخــترت يـا عبـد الحمـي
د ومـا استحيت من الختور
إن الخفـــــور ســــجية
فـاذهب فمـا لـك من خفير
إن الثلاثيــــن الــــتي
مــرت بنــا مـر العصـور
وهبتـــك تجربــة الأمــو
ر فعشـت فـي جهـل الأمـور
ورددت عاريــــــة الخلا
فــة بعــد ذلـك للمعيـر
مــن كــان يـدعوك الخـب
يـر فلسـت عنـدي بالخبير
للــــه أجســـاد ثـــوت
بيــن الجنـادل والصـخور
بــاتت علـى خشـن الـثرى
مـن بعـد مضـجعها الوثير
كـــانت زهـــور شــبيبة
لهفـي علـى تلـك الزهـور
نضــرت ســنين ولـم تـذق
مـن لـذة العيـش النضـير
ســـقيت ميــاه دمائهــا
والــروض رقـراق الغـدير
كــم خلفهــا مــن صـبية
يتمــت ومــن شـيخ كـبير
يـــــترقبون مآبهـــــا
إن المــآب إلـى النشـور
وممنعـــات فــي الخــدو
وتمـوت حزنـاً فـي الخدور
ترجـــو زيـــادة صــبها
نبــت الزيـارة بـالمزور
لــم يُجـدها نصـح القـبي
ل ولا تســـلت بالعشـــير
أودى الـــردى بنصــيرها
فغــدت تعيــش بلا نصــير
فشــــكلتها بلســــانها
والــزن فـي طـي الضـمير
نــوح الطيــور يهجيهــا
فتنـوح مـن نـوح الطيـور
لا بالعشـــي تفيــق مــن
بـــث ولا عنــد البكــور
لـــــو أن للأيــــام ال
ســنة لصــاحت بــالثبور
عجـــت رواحلهـــا وقــد
ســئمت مواصــلة الكـرور
فــترى شــعوباً فـي أسـى
وتــرى شـعوباً فـي حبـور
أبــداً تــدار كمـا يـرا
د وأمرهــا بيـد المـدير
مـن عـاش يسـتحلي الشـرو
ر يمـوت مـن تلـك الشرور
لمــا أديـل عـن السـرير
بكـــاه عبّــاد الســرير
نــذروا النــذور لعـوده
هيهــات يرجــع بالنـذور
أســـفوا عليــه وإنمــا
أسـفوا على المال الدرير
والبعـــض بــات جريــره
فســما يـتيه علـى جريـر
طلبــوا لـه عفـو الغفـو
ر وشـذ عـن عفـو الغفـور
قلـــــص ظلالــــك راحلاً
ودع البريـة فـي الهجيـر
ويــح الربــوع الـدائرا
ت إلـى م تبقـى فـي دثور
مـاذا نـرى إحـدى العـوا
صـم أم نـرى إحدى القفور
الأفـــق مغـــبر الصــحي
فـة والـبرى خافي السطور
والملــك بينهمــا يطــل
علــى السباسـب والبحـور
كالشــمس تبـدو مـن وراء
السـحب فـي اليوم المطير
وإذا تجلــــى وجههــــا
يزهــو بنــور فـوق نـور
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).