
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مُعْمــلَ الوَجْنَـا وهـيَ عَلَنْـدةٌ
وعســفتَ عِــرض الخبـتِ وهـو رحيـبُ
إذَا أنــتَ زُرتَ الهاشــميِّ بيــثرِب
فاكبادُنــا شــوقَا إليــه تــذُوْبُ
فاهْــدِ ســلاَميِ لاِبــنِ آمنـةَ الـذي
أبـى اللـه أنْ يُلْقَـى لـذاك ضـَرِيبُ
وشــُقَ يجنِـب القـبر جَيبَـك باكِيـاً
فقبلَــك كــم شــُقّتْ عليــهِ جُيُـوبُ
وقـل لا تضـعْ يا ابن الذبيحين امّةً
رَجَــوْك وَمَــنْ يرجُــوك لَيْـس يخيـبُ
سـل اللـه يُسـقينَا ويخصـب أرضـَنَا
فمـا زلـت تـدعو اللـهَ وهُـوَ يجيبُ
ويَحْفظنــا فــي ســيرِنَا ويَرُدّنــا
علــى كــلّ حــالٍ نفتــدي ونـؤوبُ
فـــانت قريــبٌ حيــنَ أدمُ مُطْــرق
ونــوحٌ علــى جنـبِ الصـراطِ قَريـبُ
لـك الكـوثرُ العـذبُ النميرُ وأنّنَا
عِطَــاشٌ عســىَ مِمــا لــديك نُصـِيْبُ
ومَـا ضـرَّ بُعْـدَ الدار يا أهل يثرِب
إذا مــا تَــدانَتْ أنْفُــسٌ وقُلــوبُ
عليـك سـلاَمُ اللـه مَـا هَبّـت الصّبا
ومـا اهْتَـزّ غُصـْنٌ فـي الزمَان رطيبُ
رأى الـبرق مـن نجـدٍ عشـْيةَ رَفْرفا
فبــتُّ عميـدَ القلـبِ حـرّان مُـدْنِفا
فهُجْــنَ لــه شــوقاً حمــائمُ هُتّـفٍ
كَشــفْن دفيـنَ الوجـدِ حـتى تكشـّفا
لقــد كَلّفــوهُ فـوقَ مَـا يسـتطيعه
ولـو قنِعـوا بـالبعضِ ممّـا به كفى
خليلـيِ مِـنْ سـَعْدٍ عفى الله مَا مضى
فلا تحْـدِثَا شـرًّا جديـداً وَقـد عَفـا
أَمُسْتحسـَنٌ عـذليِ إِذا الوُرْقُ لي شدا
على البان مِنْ نجدٍ أو البرقُ رفْرَفا
وهــل ضـائر دمعـي إذا جـاد مِنّـةً
ذكـرتُ بهـا إلْفـاً قـديماً وَمأْلَفَـا
فـانَّ أمـرأ القيـس بن حُجْرٍ بعلمكم
دعـا صـَاحبَيْه يـومَ سِقْطِ اللِّوى قِفَا
وقيسـاً بكـى الأظعـانَ يـومَ عبورهم
علــى جبلــي نعمـان حـتى تلَهّفَـا
وللنــاسِ أشـجانٌ فلـو هـانَ نـازِحٌ
علـى فاقـدٍ لـم يَبْـك يعقوبُ يُوسفا
وَمَـا لمـتُ قلـبي يـوم سَارَ بسيرهم
ولكــنّ ألـومُ الجسـمَ حيـن تخلّفـا
وقـد كنـتُ أخْفيـتُ الهـوى وشـجونَة
فـاظهَر هـذا الـدَّمْعَ مني مَا اخْتفَا
فيابانــة الرّوْحَــا نـامي بغِبْطـةٍ
فَعينـي عنهـا قد نفى النومَ مانفَا
وَلضـم تَـر عينـي بعـدَهم حَسَناً يُرىَ
ولَم تَلقْ نفسي عن هوى القوم مَصْرفَا
أَبوْهـا فلـم تَـأبَى الحنيـنَ اليهم
جَفَوَهـا فقـالت يا فديتَ على الجِفَا
وَمَـا حيلـتي فيهـم وفـيّ وكَـمْ كَذَا
أنــوحُ عَلـى رَبْـع وفـي طَلَـلٍ عَفـا
ذكـرتُ زَمـان ابـنِ الحسين وكان لي
بمِعْرَفــــتيه قِبْلــــةً ومُعَرِّفَـــا
وعَصـْرَ رفيـقِ الخصـر إن كان ذالذا
أخــاً لأخٍ بـاقٍ علـى حَالـة الصـَّفا
ســَمِيِّ رســول اللــه أشـبهَهُم بـه
فــذا مصـطفى منهـم وذلـك مُصـْطفَا
أمــرُّ علــى قبريهمــا مُتَلْجلَجــاً
فــأملأُ ذابَــلْ ذا مــدامعَ ذرَّفــا
وقـد كنْـتُ أَسـلفْتُ المـدائحَ فيهِما
ولابُـدّ قضـَى الـدَّين مَـنْ كانَ أسْلَفا
نحــجُّ إلـى هـذا الضـريحين كُلُمَّـا
أردنا فنلقي البَيْتَ والحجرِ والْصَفَا
فتعفــى بهــم زلاّتُنــا وذنوبُنَــا
ولـم نَنْـض أحمـالاً ولـم نطو صَفصَفا
أميطـوا حجـابَ الـترِب ننظر جلالَكم
على العَهْدِ فالمحجوبُ إِنْ نظر أشْتفَا
وأوفـوا لنـا العَهْدَ القَديمَ فانَّكم
رجال الوفا إنْ قَلّ في العَرَب الوفا
إذا مـا بكـتْ خنسـاءُ عاماً لِصَخرهَا
بكيتكمــا عشــرين عَامــاً وَنيّفـا
وإِنْ لـم يَجُـدْ مُـزْنٌ عَلـى جَـدَيثكمَا
بعثْــتُ غمامــاً مـن جفـوني وُكّفَـا
ســَلاَمٌ يعيـدُ الـروضَ نحـو ثراكُمـا
رِئامـاً ويُثْني الطيرَ في الجوّ عُكّفا
محمد بن حمير جمال الدين.شاعر اليمن في عصره، لزم الملك المظفر (صاحب اليمن)، حتى كان شاعره.وله فيه مدائح.ومات في زبيد أشار بروكلمن إلى قصيدتين مخطوطتين من نظمة، و (رسالة - خ) من إنشائه، يعتذر إلى ابن معيبد.