
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو كـانَ عندك مَا عندي من الكمدِ
مَا نمتَ يا ليل عن ليلي وعن سهدي
ولَـوْ وجـدتِ كوجـدي يـومَ ذي سـَلمٍ
لمـا رحَلْـتَ ولكـن أنـتِ لـم تجـد
أشـكو هـواك وأشـكو أن يفـارقني
ومَــنْ يحـبُّ فـراقَ الـروح للجسـد
أنـت الطـبيبُ وأنـت الداء واعجبٌ
مَـنْ عَلّـم الظـبي يسطو سطوة الأسدِ
مــا إنْ مَـرَرتُ بـواديكم وأثْلِكُـمُ
إِلاَّ وجــدتُ لـه بـرداً علـى كبـدي
فلاَ تحـــدّثَ ركـــبٌ عــن بلادكــم
إِلاَّ وَضـعتُ علـى قلبِـي الجريح يدي
ردّوا علــيّ فـؤادي فـي هـوادِجِكم
حَــولتُ عــودته عنكـم فلـم يَعـدِ
اوَوَدَّعــوني توديـع الْشـقيق فمـا
كـان الْفراقُ ولاَ التوديعُ في خِلَدي
لـو أنّ ما بي بالحادين مَا زَجَروا
حُمْـرَ النِّيـاق وبالاجمـال لـم تَخِد
لـو أنّ مـا بفـؤادي يـومَ فرقِتكم
بالماء لم يَجْرِ أو بالنار لم تَقَد
قــال العـذولُ تجلّـد ضـَلةً وغـوى
مـن أيـن أجمعُ بين الحزنِ والجَلَد
يـا رائدَ الريح هَلْ عن عالجٍ خبراً
فاقصــِصْ علــيَّ وَحـدّث ثانيـا وزد
هـلْ أوَرَقَتْ أثلةُ الوادي بشعب طُوى
وهَـل طَمَـا موجُ ذاك المشرب البردِ
مَـالي أَحـنّ إلـى أرضِ الجُناةِ ومَا
قــومي بتلـك ولا أهلـي ولاَ ولـدي
لـولاَ الفقيـه ومَـاضٍ مـن لطـائفه
لكـدتُ أتلَـفُ بيـن القُـربِ والبُعُدِ
أسـلاَني ابـنُ حسـينِ مُـذ نزلـت به
عـن الظعـون وسـجع الطائِرِ الغَردِ
رحــب الجَنــانِ بَجِيَلــيٌّ خلاَئقُــه
أذكى مِن المسكِ أو أحلى من الشَّهُدِ
هـو الشـَّفِيقُ إذا قلت الشقيقُ قسَا
هـو الجوادُ إذا مَا الْغيثُ لم يجُدِ
مبـارك الـوجه يَـدري مـن فطانتِه
فطانـةَ اليـومِ مَـا يأتيه بعدَ غدِ
فـي كـلّ يوم يُنادي يا عفاةُ فِدوا
إلـى السَّماح ويدعو يا عطاش ردوا
غيـــثٌ لَمُرتبــعٍ غــوثٌ لمنتَجَــعٍ
أنــسٌ لكـلّ غريـب الـدارِ مُنْفـرد
مَـنْ مـالَ عنـه فقـد ضـَلَّتْ ركائبه
مـن أهتـدي بـابي عبـد الإله هُدى
لا يســئلُ الركــب عنـه إِنَّ غُرتَـه
هــي الصـباحِ وَمَـا صـُبْحٍ بمنجحـدِ
اللــهُ ألْبَســه مَـا لَيـسَ يُخِلقُـه
فليـسَ يـبرحُ فـي أثـوابه الجُـدُد
واللــه أكرمــهُ واللــه عظَّمَــهُ
فمـا يحـاذر مَـسَّ النقـصِ مِـنْ أحد
ســِرْ حيــثُ شــيئتَ وخيّـم مُكنتـفٌ
فـي ذمّـةِ اللـهِ فـي هَديٍ وفي رَشَد
إذا حَلَلَــتَ بــأرض أعشـبتْ وَرَبـت
والعِقْد يحْسُن فوقَ الجِيدِ ذي الجَيَدِ
ذكَّـرت بـالله فـي دهـر بـه غَفَلَتْ
كـلُّ القلـوب لما تُصغي إلى الفَندِ
وَكـم أَسـاء مُسـيىءٌ فـاغتفرتَ لَـهُ
ولــم تَبِــتْ بفـؤادٍ عنـهُ مُنْعَقِـد
مَـا زِلْتَ تعفُو وتصفو إِنْ همُ عثروا
عَفْـوَ الكـرامِ وتُـدنى كـل مبْتَعـد
إنْ يُغْضــِبُوك فــذوِ حلـمٍ وتغطيَـةٍ
أو يقصـدوكِ ففـي أمْـنٍ وفـي رغـد
لــولا رِضــاك لأمْســتْ أمَّـةٌ بَـدداً
لازلــتَ تجمـعُ شـمْلَ الأُمـة البـددِ
رِفقـاً بهـم وانْعطافاً لاَ عدمت فقد
يعفـو الكريـم وحَـدُّ المشرفي ندي
إذا رأينـاك قلنـا ذا ابـنُ أمِنةٍ
فـي بطـن يـثرب حيًّـا غيـرَ مُفْتَقدَ
مـا زال حبُّـكِ دِينـاً فـي أوائلنا
وفـي البنيـنَ فحـبُّ الشيخِ كالولدِ
فلا عــدمنا زمانــا أنــتَ غرّتُـه
ولا عَــدْمنَاك فيــه مــدةَ الأبــد
محمد بن حمير جمال الدين.شاعر اليمن في عصره، لزم الملك المظفر (صاحب اليمن)، حتى كان شاعره.وله فيه مدائح.ومات في زبيد أشار بروكلمن إلى قصيدتين مخطوطتين من نظمة، و (رسالة - خ) من إنشائه، يعتذر إلى ابن معيبد.