
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَـتْ ذَاتُ الْأَصـَابِعِ فَالْجِوَاءُ
إِلَــى عَـذْرَاءَ مَنْزِلُهَـا خَلَاءُ
دِيَـارٌ مِنْ بَنِي الْحَسْحَاسِ قَفْرٌ
تُعَفِّيهَـا الرَّوَامِـسُ وَالسَّمَاءُ
وَكَـانَتْ لَا يَـزَالُ بِهَـا أَنِيسٌ
خِلَالَ مُرُوجِهَــا نَعَــمٌ وَشـَاءُ
فَـدَعْ هَـذَا وَلَكِـنْ مَـنْ لَطِيفٍ
يُـؤَرِّقُنِي إِذَا ذَهَـبَ الْعِشـَاءُ
لِشـَعْثَاءَ الَّتِـي قَـدْ تَيَّمَتْـهُ
فَلَيْـسَ لِقَلْبِـهِ مِنْهَـا شـِفَاءُ
كَــأَنَّ خَبِيئَةً مِـنْ بَيْـتِ رَأْسٍ
يَكُـونُ مِزَاجَهَـا عَسـَلٌ وَمَـاءُ
عَلَـى أَنْيَابِهَـا أَوْ طَعْـمُ غَصٍّ
مِـنَ التُّفَّـاحِ هَصـَّرَهُ اجْتِنَاءُ
إِذَا مَا الْأَشْرِبَاتُ ذُكِرْنَ يَوْماً
فَهُـنَّ لِطَيِّـبِ الـرَّاحِ الْفِدَاءُ
نُوَلِّيهَـا الْمَلَامَـةَ إِنْ أَلَمْنَا
إِذَا مَـا كَـانَ مَغْثٌ أَوْ لِحَاءُ
وَنَشـْرَبُهَا فَتَتْرُكُنَـا مُلُوكـاً
وَأُسـْداً مَا يُنَهْنِهُنَا اللِّقَاءُ
عَـدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا
تُثِيـرُ النَّقْـعَ مَوْعِدُهَا كَدَاءُ
يُبَــارِينَ الْأَســِنَّةَ مُصـْغِيَاتٍ
عَلَـى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ
تَظَــلُّ جِيَادُنَــا مُتَمَطِّــرَاتٍ
تُلَطِّمُهُــنَّ بِـالْخُمُرِ النِّسـَاءُ
فَإِمَّـا تُعْرِضُوا عَنَّا اعْتَمَرْنَا
وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإِلَّا فَاصــْبِرُوا لِجَلَادِ يَــوْمٍ
يُعِيـنُ اللَّـهُ فِيـهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَـالَ اللَّـهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْداً
هُـمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَـا فِـي كُـلِّ يَـوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ
قِتَــالٌ أَوْ سـِبَابٌ أَوْ هِجَـاءُ
فَنُحْكِـمُ بِالْقَوَافِي مَنْ هَجَانَا
وَنَضـْرِبُ حِيـنَ تَخْتَلِطُ الدِّمَاءُ
وَقَـالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْداً
يَقُـولُ الْحَـقَّ إِنْ نَفَعَ الْبَلَاءُ
شــَهِدْتُ بِـهِ وَقَـوْمِي صـَدَّقُوهُ
فَقُلْتُـمْ مَـا نُجِيبُ وَمَا نَشَاءُ
وَجِبْرِيـلٌ أَمِيـنُ اللَّـهِ فِينَا
وَرُوحُ الْقُـدْسِ لَيْـسَ لَهُ كِفَاءُ
أَلَا أَبْلِـغْ أَبَـا سـُفْيَانَ عَنِّي
فَــأَنْتَ مُجَــوَّفٌ نَخِـبٌ هَـوَاءُ
هَجَـوْتَ مُحَمَّـداً فَـأَجَبْتُ عَنْـهُ
وَعِنْـدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
أَتَهْجُــوهُ وَلَسـْتَ لَـهُ بِكُفْـءٍ
فَشـَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَـا الْفِـدَاءُ
هَجَـوْتَ مُبَارَكـاً بَـرّاً حَنِيفاً
أَمِيـنَ اللَّـهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
فَمَـنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ
وَيَمْــدَحُهُ وَيَنْصــُرُهُ ســَوَاءُ
فَـإِنَّ أَبِـي وَوَالِـدَهُ وَعِرْضـِي
لِعِــرْضِ مُحَمَّـدٍ مِنْكُـمْ وِقَـاءُ
فَإِمَّــا تَثْقَفَــنَّ بَنُـو لُـؤَيٍّ
جَذِيمَــةَ إِنَّ قَتْلَهُــمُ شـِفَاءُ
أُولَئِكَ مَعْشـَرٌ نَصـَرُوا عَلَيْنَا
فَفِـي أَظْفَارِنَـا مِنْهُـمْ دِمَاءُ
وَحِلْـفُ الْحَرِثِ ابْنِ أَبِي ضِرَارٍ
وَحِلْــفُ قُرَيْظَـةٍ مِنَّـا بُـرَاءُ
لِسـَانِي صـَارِمٌ لَا عَيْـبَ فِيـهِ
وَبَحْــرِي لَا تُكَــدِّرُهُ الـدِّلَاءُ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.