
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا أَبْلِـــغِ الْمُســـْتَمِعِينَ لِوَقْعَـــةٍ
تَخِــفُّ لَهَـا شـُمْطُ النِّسـَاءِ الْقَوَاعِـدُ
وَظَنُّهُـــمُ بِـــي أَنَّنِـــي لِعَشــِيرَتِي
عَلَــى أَيِّ حَــالٍ كَــانَ حَــامٍ وَذَائِدُ
فَــإِنْ لَــمْ أُحَقِّــقْ ظَنَّهُــمْ بِتَيَقُّــنٍ
فَلَا ســَقَتِ الْأَوْصــَالَ مِنِّــي الرَّوَاعِـدُ
وَيَعْلَــمُ أَكْفَـائِي مِـنَ النَّـاسِ أَنَّنِـي
أَنَا الْفَارِسُ الْحَامِي الذَّمَارَ الْمُنَاجِدُ
وَأَنْ لَيْــسَ لِلْأَعْــدَاءِ عِنْــدِي غَمِيـزَةٌ
وَلَا طَــافَ لِــي مِنْهُـمْ بِوَحْشـِيَ صـَائِدُ
وَأَنْ لَـمْ يَـزَلْ لِـي مُنْـذُ أَدْرَكْتُ كَاشِحٌ
عَـــدُوٌّ أُقَاســـِيهِ وَآخَـــرُ حَاســـِدُ
فَمَـــا مِنْهُمَــا إِلَّا وَأَنِّــي أَكِيلُــهُ
بِمِثْــلٍ لَــهُ مِثْلَيْــنِ أَوْ أَنَـا زَائِدُ
فَــإِنْ تَسـْأَلِي الْأَقْـوَامَ عَنِّـي فَـإِنَّنِي
إِلَــى مَحْتِـدٍ تَنْمِـي إِلَيْـهِ الْمَحَاتِـدُ
أَنَـا الزَّائِرُ الصَّقْرَ ابْنَ سَلْمَى وَعِنْدَهُ
أُبَـــيٌّ وَنُعْمَـــانٌ وَعَمْــروٌ وَوَاقِــدُ
فَأَوْرَثَنَــا مَجْـداً وَمَـنْ يَجْـنِ مِثْلَهَـا
بِحَيْـثُ اجْتَنَاهَـا يَنْقَلِـبْ وَهْـوَ حَامِـدُ
وَجِــدِّي خَطِيــبُ النَّـاسِ يَـوْمَ سـُمَيْحَةٍ
وَعَمِّـي ابْـنُ هِنْـدٍ مُطْعِـمُ الطَّيْرِ خَالِدُ
وَمِنَّـا قَتِيـلُ الشـِّعْبِ أَوْسُ بْـنِ ثَـابِتٍ
شـَهِيداً وَأَسـْنَى الـذِّكْرِ مِنْهُ المَشَاهِدُ
وَمَـنْ جَـدُّهُ الْأَدْنَـى أَبِـي وَابْـنُ أُمِّـهِ
لِأُمِّ أَبِـــي ذَاكَ الشــَّهِيدُ الْمُجَاهِــدُ
وَفِـــي كُـــلِّ دَارٍ رَبَّـــةٍ خَزْرَجِيَّــةٍ
وَأَوْســِيَّةٍ لِــي مِــنْ ذَرَاهُــنَّ وَالِـدُ
فَمَــا أَحَــدٌ مِنَّــا بِمُهْــدٍ لِجَــارِهِ
أَذَاةً وَلَا مُـــزْرٍ بِــهِ وَهْــوَ عَامِــدُ
لِأَنَّــا نَــرَى حَــقَّ الْجِــوَارِ أَمَانَـةً
وَيَحْفَظُــهُ مِنَّــا الْكَرِيــمُ الْمُعَاهِـدُ
فَمَهْمَــا أَقُــلْ مِمَّــا أُعَـدِّدُ لَا يَـزَلْ
عَلَــى صــِدْقِهِ مِـنْ جُـلِّ قَـوْمِيَ شـَاهِدُ
لِكُـــلِّ أُنَـــاسٍ مَيْســـَمٌ يَعْرِفُــونَهُ
وَمَيْســَمُنَا فِينَـا الْقَـوَافِي الْأَوَابِـدُ
مَتَـى مَـا نَسـِمْ لَا يُنْكِرِ النَّاسُ وَسُمَنَا
وَنَعْــرِفْ بِـهِ الْمَجْهُـولَ مِمَّـنْ نُكَايِـدُ
تَلُــوحُ بِــهِ تَعْشــُو عَلَيْـهِ وُسـُومُنَا
كَمَـا لَاحَ فِـي سـُمْرِ الْمِتَـانِ الْمَوَارِدُ
فَيَشــْفِينَ مَــنْ لَا يُســْتَطَاعُ شــِفَاؤُهُ
وَيَبْقَيْـنَ مَـا تَبْقَـى الْجِبَالُ الْخَوَالِدُ
وَيُشــْقِينَ مَــنْ يَغْتَالُنَــا بِعَــدَاوَةٍ
وَيُسـْعِدْنَ فِـي الـدُّنْيَا بِنَا مَنْ نُسَاعِدُ
إِذَا مَــا كَسـَرْنَا رُمْـحَ رَايَـةِ شـَاعِرٍ
يَجِيــشُ بِنَــا مَــا عِنْـدَنَا فَنُعَـاوِدُ
يَكُــونُ إِذَا بُــثَّ الْهِجَــاءُ لِقَــوْمِهِ
وَلَاحَ شــِهَابٌ مِـنْ سـَنَا الْبَـرْقِ وَاقِـدُ
كَأَشــْقَى ثَمُــودٍ إِذْ تَعَــاطَى لِحَينِـهِ
خَصــِيلَةَ أُمِّ الســَّقْبِ وَالســَّقْبُ وَارِدُ
فَــوَلَّى فَــأَوْفَى عَــاقِلاً رَأْسَ صــَخْرَةٍ
نَمَـى فَرْعُهَـا وَاشـْتَدَّ مِنْهَـا الْقَوَاعِدُ
فَقَــالَ أَلَا فَاسـْتَمْتِعُوا فِـي دِيَـارِكُمْ
فَقَــدْ جَــاءَكُمْ ذِكْــرٌ لَكُـمْ وَمَوَاعِـدُ
ثَلَاثَــةَ أَيَّـامٍ مِـنَ الـدَّهْرِ لَـمْ يَكُـنْ
لَهُــنَّ بِتَصــْدِيقِ الَّــذِي قَــالَ رَائِدُ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.