
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلْ رَسـْمُ دَارِسـَةِ الْمَقَـامِ يَبَـابِ
مُتَكَلِّــــمٌ لِمُســــَائِلٍ بِجَـــوَابِ
قَفْـرٌ عَفَـا رِهَـمُ السـَّحَابِ رُسـُومَهُ
وَهُبُـــوبُ كُـــلِّ مُطِلَّــةٍ مِرْبَــابِ
وَلَقَـدْ رَأَيْـتُ بِهَا الْحُلُولَ يَزِينُهُمْ
بِيــضُ الْوُجُــوهِ ثَـوَاقِبُ الْأَحْسـَابِ
فَـدَعِ الـدِّيَارَ وَذِكْـرَ كُـلِّ خَرِيـدَةٍ
بَيْضــَاءَ آنِســَةِ الْحَــدِيثِ كَعَـابِ
وَاشـْكُ الْهُمُومَ إِلَى الْإِلَهِ وَمَا تَرَى
مِـــنْ مَعْشــَرٍ مُتَــأَلِّبِينَ غِضــَابِ
أَمُّـوا بِغَزْوِهِـمِ الرَّسـُولَ وَأَلَّبُـوا
أَهْــلَ الْقُــرَى وَبَـوَادِيَ الْأَعْـرَابِ
جَيْــشٌ عُيَيْنَـةُ وَابْـنُ حَـرْبٍ فِيهِـمِ
مُتَخَمِّطِيـــنَ بِحَلْبَـــةِ الْأَحْـــزَابِ
حَتَّى إِذَا وَرَدُوا الْمَدِينَةَ وَارْتَجَوْا
قَتْــلَ النَّبِــيِّ وَمَغْنَــمَ الْأَســْلَابِ
وَغَـدَوْا عَلَيْنَـا قَـادِرِينَ بِأَيْـدِهِمْ
رُدُّوا بِغَيْظِهِـــمِ عَلَــى الْأَعْقَــابِ
بِهُبُــوبِ مُعْصــِفَةٍ تُفَــرِّقُ جَمْعَهُـمْ
وَجُنُـــودِ رَبِّــكَ ســَيِّدَ الْأَرْبَــابِ
وَكَفَـى الْإِلَـهُ الْمُـؤْمِنِينَ قِتَـالَهُمْ
وَأَثَـابَهُمْ فِـي الْأَجْـرِ خَيْـرَ ثَـوَابِ
مِـنْ بَعْـدِ مَـا قَنِطُـوا فَفَرَّجَ عَنْهُمُ
تَنْزِيــلُ نَــصِّ مَلِيكِنَــا الْوَهَّـابِ
وَأَقَـــرَّ عَيْــنَ مُحَمَّــدٍ وَصــِحَابِهِ
وَأَذَلَّ كُــــلَّ مُكَــــذِّبٍ مُرْتَـــابِ
مُسْتَشـــْعِرٍ لِلْكُفْــرِ دُونَ ثِيَــابِهِ
وَالْكُفْــرُ لَيْــسَ بِطَـاهِرِ الْأَثْـوَابِ
عَلِــقَ الشــَّقَاءُ بِقَلْبِـهِ فَـأَرَانَهُ
فِــي الْكُفْـرِ آخِـرَ هَـذِهِ الْأَحْقَـابِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.