
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهَاجَــكَ بِالْبَيْــدَاءِ رَسـْمُ الْمَنَـازِلِ
نَعَــمْ قَـدْ عَفَاهَـا كُـلُّ أَسـْحَمَ هَاطِـلِ
وَجَــرَّتْ عَلَيْهَــا الرَّامِسـَاتُ ذُيُولَهَـا
فَلَـمْ يَبْـقَ مِنْهَـا غَيْـرُ أَشـْعَثَ مَاثِـلِ
دِيَــارُ الَّتِــي رَاقَ الْفُـؤَادَ دَلَالُهَـا
وَعَـــزَّ عَلَيْنَــا أَنْ تَجُــودَ بِنَــائِلِ
لَهَــا عَيْــنُ كَحْلَاءِ الْمَــدَامِعِ مُطْفِـلٍ
تُرَاعِــي نَعَامــاً يَرْتَعِـي بِالْخَمَـائِلِ
دِيَـارُ الَّتِـي كَـادَتْ وَنَحْـنُ عَلَـى مِنىً
تَحُــلُّ بِنَــا لَــوْلَا نَجَـاءُ الرَّوَاحِـلِ
أَلَا أَيُّهَــا الســَّاعِي لِيُـدْرِكَ مَجْـدَنَا
نَأَتِـكَ الْعُلَـى فَـارْبَعْ عَلَيْـكَ فَسـَائِلِ
فَهَــلْ يَســْتَوِي مَـاءَانِ أَخْضـَرُ زَاخِـرٌ
وَحِســْيٌ ظَنُــونٌ مَــاؤُهُ غَيْــرُ فَاضـِلِ
فَمَـنْ يَعْـدِلُ الْأَذْنَـابَ وَيْحَـكَ وَالـذُّرَى
قَــدِ اخْتَلَفَــا بِــرٌّ يَحُــقُّ بِبَاطِــلِ
تَنَــاوَلْ سـُهَيْلاً فِـي السـَّمَاءِ فَهَـاتِهِ
ســـَتُدْرِكُنَا إِنْ نِلْتُـــهُ بِالْأَنَامِـــلِ
أَلَســــْنَا بِحَلَّالِيـــنَ أَرْضَ عَـــدُوِّنَا
تَــأَرَّ قَلِيلاً سـَلْ بِنَـا فِـي الْقَبَـائِلِ
تَجِــدْنَا سـَبَقْنَا بِالْفَعَـالِ وَبِالنَّـدَى
وَأَمْـرِ الْعَـوَالِي فِـي الْخُطُوبِ الْأَوَائِلِ
وَنَحْـنُ سـَبَقْنَا النَّـاسَ مَجْـداً وَسُؤْدَداً
تَلِيــداً وَذِكْـراً نَامِيـاً غَيْـرَ خَامِـلِ
لَنَــا جَبَــلٌ يَعْلُــو الْجِبَـالَ مُشـَرَّفٌ
فَنَحْــنُ بِــأَعْلَى فَرْعِــهِ الْمُتَطَــاوِلِ
مَســَامِيحُ بِــالْمَعْرُوفِ وَسـْطَ رِحَالِنَـا
وَشــُبَّانُنَا بِــالْفُحْشِ أَبْخَــلُ بَاخِــلِ
وَمِــنْ خَيْــرِ حَــيٍّ تَعْلَمُــونَ لِسـَائِلٍ
عَفَافــاً وَعَــانٍ مُوْثَـقٍ فِـي السَّلَاسـِلِ
وَمِــنْ خَيْــرِ حَــيٍّ تَعْلَمُـونَ لِجَـارِهِمْ
إِذَا اخْتَارَهُمْ فِي الْأَمْنِ أَوْ فِي الزَّلَازِلِ
وَفِينَـا إِذَا مَـا شـُبَّتِ الْحَـرْبُ سـَادَةٌ
كُهُــولٌ وَفِتْيَــانٌ طِــوَالُ الْحَمَــائِلِ
نَصــَرْنَا وَآوَيْنَــا النَّبِــيَّ وَصــَدَّقَتْ
أَوَائِلُنَــــا بِـــالْحَقِّ أَوَّلَ قَـــائِلِ
وَكُنَّــا مَتَــى يَغْــزُ النَّبِـيُّ قَبيلَـةً
نَصــِلْ حَــافَتَيهِ بِالْقَنَـا وَالْقَنَابِـلِ
وَيَــوْمَ قُرَيْــشٍ إِذْ أَتَونَــا بِجَمْعِهِـمْ
وَطِئْنَــا الْعَــدُوَّ وَطْــأَةَ الْمُتَثَاقِـلِ
وَفِــي أُحُـدٍ يَـوْمٌ لَهُـمْ كَـانَ مُخْزِيـاً
نُطَـــاعِنُهُمْ بِالســـَّمْهَرِيِّ الــذَّوَابِلِ
وَيَــوْمَ ثَقِيــفٍ إِذْ أَتَيْنَــا دِيَـارَهُمْ
كَتَــائِبَ نَمْشــِي حَوْلَهَــا بِالْمَنَاصـِلِ
فَفَــرُّوا وَشــَدَّ اللَّــهُ رُكْــنَ نَبِيِّـهِ
بِكُــلِّ فَــتىً حَـامِي الْحَقِيقَـةِ بَاسـِلِ
فَفَـرُّوا إِلَـى حِصـْنِ الْقُصـُورِ وَغَلَّقُـوا
وَكَــائِنْ تَـرَى مِـنْ مُشـْفِقٍ غَيْـرِ وَائِلِ
وَأَعْطَـوْا بِأَيْـدِيهِمْ صـَغَاراً وَتَـابَعُوا
فَـأَوْلَى لَكُـمْ أَوْلَـى حُـدَاةَ الزَّوَامِـلِ
وَإِنِّـــي لَســـَهْلٌ لِلصــَّدِيقِ وَإِنَّنِــي
لَأَعْـــدِلُ رَأْسَ الْأَصـــْعَرِ الْمُتَمَايِـــلِ
وَأَجْعَــلُ مَــالِي دُونَ عِرْضــِي وِقَايَـةً
وَأَحْجُبُـــهُ كَـــيْ لَا يَطِيـــبَ لِآكِـــلِ
وَأَيُّ جَدِيــدٍ لَيْــسَ يُــدْرِكُهُ الْبِلَــى
وَأَيُّ نَعِيـــمٍ لَيْــسَ يَوْمــاً بِــزَائِلِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.