
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذَهَبَـتْ بِـابْنِ الزِّبَعْـرَى وَقْعَـةٌ
كَـانَ مِنَّا الْفَضْلُ فِيهَا لَوْ عَدَلْ
وَلَقَــدْ نِلْتُــمْ وَنِلْنَـا مِنْكُـمُ
وَكَــذَاكَ الْحَـرْبُ أَحْيَانـاً دُوَلْ
إِذْ شـــَدَدْنَا شـــَدَّةً صــَادِقَةً
فَأَجَأْنَـاكُمْ إِلَـى سـَفْحِ الْجَبَـلْ
إِذْ تُوَلُّــونَ عَلَــى أَعْقَــابِكُمْ
هَرَبـاً فِي الشِّعْبِ أَشْبَاهَ الرَّسَلْ
نَضــَعُ الْخَطِّــيَّ فِـي أَكْتَـافِكُمْ
حَيْــثُ نَهْــوَى عَلَلاً بَعْـدَ نَهَـلْ
فَســَدَحْنَا فِــي مَقَــامٍ وَاحِـدٍ
مِنْكُـمُ سـَبْعِينَ غَيْـرَ الْمُنْتَحَـلْ
وَأَســـَرْنَا مِنْكُــمُ أَعْــدَادَهُمْ
فَانْصـَرَفْتُمْ مِثْـلَ إِفْلَاتِ الْحَجَـلْ
بِخَنَاطِيــــلَ كَجِنَّـــانِ الْمَلَا
مَـنْ يُلَاقُـوهُ مِـنَ النَّـاسِ يُهَـلْ
يَخْــرُجُ الْأَكْـدَرُ مِـنْ أَسـْتَاهِكُمْ
مِثْـلَ ذَرْقِ النِّيبِ يَأْكُلْنَ الْعَصَلْ
لَــمْ يَفُوتُونَــا بِشـَيْءٍ سـَاعَةً
غَيْــرَ أَنْ وَلَّـوا بِجُهْـدٍ وَفَشـَلْ
ضـَاقَ عَنَّـا الشـِّعْبُ إِذْ نَجْزَعُـهُ
وَمَلَأْنَـا الْفُـرْطَ مِنْهُـمْ وَالرِّجَلْ
بِرِجَـــالٍ لَســـْتُمُ أَمْثَــالَهُمْ
أُيِّــدُوا جِبْرِيـلَ نَصـْراً فَنَـزَلْ
وَعَلَوْنَــا يَـوْمَ بَـدْرٍ بِـالتُّقَى
طَاعَـةَ اللَّـهِ وَتَصـْدِيقَ الرُّسـُلْ
وَتَرَكْنَــا فِــي قُرَيْــشٍ عَـوْرَةً
يَــوْمَ بَــدْرٍ وَأَحَــادِيثَ مَثَـلْ
وَرَســُولُ اللَّــهِ حَقّــاً شـَاهِدٌ
يَـوْمَ بَـدْرٍ وَالتَّنَابِيـلُ الْهُبَلْ
وَتَرَكْنَــا مِــنْ قُرَيْـشٍ جَمْعَهُـمْ
مِثْـلَ مَا جُمِّعَ فِي الْخِصْبِ الْهَمَلْ
وَقَتَلْنَــا مِنْكُـمُ أَهْـلَ اللِّـوَا
إِذْ لَقَيْنَـاكُمْ كَأَنَّـا أُسـْدُ طَـلّ
فَقَتَلْنَـــا كُـــلَّ رَأْسٍ مِنْهُــمُ
وَقَتَلْنَــا كُــلَّ جَحْجَــاحٍ رِفَـلّ
كَــمْ قَتَلْنَـا مِـنْ كَرِيـمٍ سـَيِّدٍ
مَاجِــدِ الْجَـدَّيْنِ مِقْـدَامٍ بَطَـلْ
وَشــــَرِيفٍ لِشـــَرِيفٍ مَاجِـــدٍ
لَا نُبَــالِيهِ لَـدَى وَقْـعِ الْأَسـَلْ
حِيْــنَ أَعْلَنْتُــمْ بِصـَوْتٍ كَـاذِبٍ
وَأَبُـو سـُفْيَانَ كَـيْ يَعْلُـو هُبَلْ
نَحْـنُ لَا أَنْتُـمْ بَنِـي أَسـْتَاهِهَا
نَحْنُ فِي الْبَأْسِ إِذَا الْبَأْسُ نَزَلْ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.