
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الــذَّوَائِبَ مِــنْ فِهْــرٍ وَإِخْـوَتَهُمْ
قَــدْ بَيَّنُــوا ســُنَّةً لِلنَّــاسِ تُتَّبَـعُ
يَرْضـَى بِهَـا كُـلُّ مَـنْ كَـانَتْ سـَرِيرَتُهُ
تَقْـوَى الْإِلَـهِ وَبِـالْأَمْرِ الَّـذِي شـَرَعُوا
قَــوْمٌ إِذَا حَــارَبُوا ضــَرُوا عَـدُوَّهُمُ
أَوْ حَاوَلُوا النَّفْعَ فِي أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا
ســَجِيَّةٌ تِلْــكَ مِنْهُــمْ غَيْــرُ مُحْدَثَـةٍ
إِنَّ الْخَلَائِقَ حَقّـــاً شـــَرُّهَا الْبِــدَعُ
لَا يَرْقَــعُ النَّـاسُ مَـا أَوْهَـتْ أَكُفُّهُـمُ
عِنْـدَ الـدِّفَاعِ وَلَا يُوهُـونَ مَـا رَقَعُوا
إِنْ سـَابَقُوا النَّـاسَ يَوْماً فَازَ سَبْقُهُمُ
أَوْ وَازَنُـوا أَهْـلَ مَجْدٍ بِالنَّدَى مَتَعُوا
إِنْ كَـانَ فِـي النَّـاسِ سـَبَّاقُونَ بَعْدَهُمُ
فَكُــلُّ ســَبْقٍ لِأَدْنَــى ســَبْقِهِمْ تَبَــعُ
وَلَا يَضـــِنُّونَ عَــنْ مَــوْلىً بِفَضــْلِهِمِ
وَلَا يُصـــِيبُهُمُ فِـــي مَطْمَـــعٍ طَبَــعُ
لَا يَجْهَلُـــونَ وَإِنْ حَـــاوَلْتَ جَهْلَهُــمُ
فِــي فَضــْلِ أَحْلَامِهِـمْ عَـنْ ذَاكَ مُتَّسـَعُ
أَعِفَّــةٌ ذُكِــرَتْ فِــي الْـوَحْيِ عِفَّتُهُـمْ
لَا يَطْمَعُـــونَ وَلَا يُرْدِيهِـــمُ الطَّمَــعُ
كَـمْ مِـنْ صـَدِيقٍ لَهُـمْ نَـالُوا كَرَامَتَهُ
وَمِــنْ عَــدُوٍّ عَلَيْهِــمْ جَاهِـدٍ جَـدَعُوا
أَعْطَـوْا نَبِـيَّ الْهُـدَى وَالْبِـرِّ طَاعَتَهُمْ
فَمَـا وَنَـى نَصـْرُهُمْ عَنْـهُ وَمَـا نَزَعُوا
إِنْ قَـالَ سـِيرُوا أَجَدُّوا السَّيْرَ جَهْدَهُمُ
أَوْ قَـالَ عُوجُـوا عَلَيْنَـا سَاعَةً رَبَعُوا
مَـا زَالَ سـَيْرُهُمُ حَتَّـى اسـْتَفَادَ لَهُـمْ
أَهْـلُ الصـَّلِيبِ وَمَـنْ كَـانَتْ لَهُ الْبِيَعُ
خُـذْ مِنْهُـمُ مَـا أَتَى عَفْواً إِذَا غَضِبُوا
وَلَا يَكُــنْ هَمَّـكَ الْأَمْـرُ الَّـذِي مَنَعُـوا
فَــإِنَّ فِـي حَرْبِهِـمْ فَـاتْرُكْ عَـدَاوَتُهُمْ
شــَرّاً يُخَـاضُ عَلَيْـهِ الصـَّابُ وَالسـَّلَعُ
نَسـْمُو إِذَا الْحَـرْبُ نَالَتْنَـا مَخَالِبُهَا
إِذَا الزَّعَـانِفُ مِـنْ أَظْفَارِهَـا خَشـَعُوا
لَا فُــرُحٌ إِنْ أَصــَابُوا مِــنْ عَــدُوِّهِمُ
وَإِنْ أُصـــِيبُوا فَلَا خُـــورٌ وَلَا جُــزُعُ
كَـأَنَّهُمْ فِـي الْـوَغَى وَالْمَـوْتُ مُكْتَنِـعٌ
أُســْدٌ بِبِيشــَةَ فِــي أَرْسـَاغِهَا فَـدَعُ
إِذَا نَصــَبْنَا لِقَــوْمٍ لَا نَــدِبُّ لَهُــمْ
كَمَــا يَــدِبُّ إِلَـى الْوَحْشـِيَّةِ الـذَّرَعُ
أَكْــرِمْ بِقَـوْمٍ رَسـُولُ اللَّـهِ قَـائِدُهُمْ
إِذَا تَفَرَّقَـــتِ الْأَهْـــوَاءُ وَالشـــِّيَعُ
أَهْــدَى لَهُــمْ مِـدْحَتِي قَلْـبٌ يُـؤَازِرُهُ
فِيمَــا يُحِــبُّ لِســَانٌ حَــائِكٌ صــَنَعُ
فَـــإِنَّهُمْ أَفْضـــَلُ الْأَحْيَــاءِ كُلِّهِــمِ
إِنْ جَـدَّ بِالنَّـاسِ جِدُّ الْقَوْلِ أَوْ شَمِعُوا
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.