
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللـــه يَشـــْهَدُ والأَمْلاَكُ والأُمَــمُ
انـا حُمـاةُ العُلا والصـارِمُ الخَذِمُ
سـَلِ البَرِيَّـةَ عـنْ أَدْنَـى مَكارِمِنـا
تُنْبِئْكَ عنها الظُّبَى والبأْسُ والكرَم
فالْمَجْــدُ لا يَرْتَضــِي إلاَّ مَنازِلَنـا
والحَـزْمُ والشـَّرَفُ الوَضـاحُ والشِّيَم
لَنــا نُفُـوسٌ ابَـتْ الا العُلا غَرَضـا
فَهَـلْ تُصـَرِّفُها عـن عَزِمهـا الخُـذُمُ
داءان لِلْمَــرْءِ فَلْيَختَــرْ اخْفَّهُمـا
المـوتُ أَوْ عَيْشـُهُ في الهُونِ يُهْتَضَمُ
ومَــنْ يُلاَقِ المَنايـا وَهْـوَ مُمْتَنِـعٌ
حَمِــيُّ أَنْـفِ فَـذاكَ السـّيِدُ العَلَـمُ
الحَتْـفُ أَوْ يَبْلُـغَ الإِنسـانُ مـأْمَلَهُ
خَيْــرٌ وشـَرُّ حيـاةٍ عَيْـشُ مَـنْ يَجِـمُ
مـا قِيمـةُ المَرْءِ يَحْيا وَهْوَ مُهْتَضَمٌ
تَبّــاً لِعيـشٍ بِمَـوْجِ الـذُّلِّ يَلْتَطِـمُ
إذا دَعـاهُ الهَـوَى لِلَّهْـوِ طـاعَ لهُ
وإِنْ دعـاهُ الهُـدَى أَلْوَى بهِ الصَّمَمُ
إِنَّ الحيـاةَ إذا لـم يَحْمِهـا شـَمَمٌ
يـأْبَى لهـا الضـَّيْمَ وِرْدٌ آجِـنٌ وَخِمُ
وَهَـلْ يُقِيـمُ عَلَـى ضـَيْمٍ يُـرادُ بـهِ
إِلاَّ امْـرُؤٌ مـا لَـهُ عنـدَ العُلاَ رَحِمُ
يا مَرْحَباً بالخُطُوبِ الدُّهْمِ تَنْزِلُ بي
إِنْ كـانَ بالعَيْشِ هامُ المجدِ تَتْثَلِمُ
هُبُّـوا الى المجدِ يا ابْناءَ بَجْدَتِهِ
إِنَّ المعـالي لهـا فـي حَيِّكُـمْ ذِمَمُ
وجَـرِّدوا الهِمَـمَ القُعْسَ التي عُرِفَتْ
بهـا جُـدُودُكُمُ لَـمْ يَعْفُهـا القِـدَمُ
مَـنْ طَوَّقـوا عُنُـقَ الاحْقـابِ مَكْرُمَـةً
لهـا ثُغُـورُ حُمـاةِ المجـدِ تَبْتَسـِمُ
لـم يَعْرِفُوا في مَيادينِ العُلاَ كَلَلاً
الـدهرُ كَـلَّ ولـم تَكْلِـلْ لَهُـمْ هِمَمُ
يا ايُّها الخَلَفُ الزاهي بما تَرَكُوا
مـنَ المَـآثِرِ أَقْـدِمْ فـالمُنَى أَمَـمُ
واصْبِرْ كما صَبَرُوا تَبْلُغْ كما بَلَغُوا
مَجْـدا اشـَمَّ لَـهُ شـُمُّ الـذُّرا قَـدَمُ
فالصـبرُ فـي غَمَـراتِ الخَطْبِ مَبْلَغَةٌ
للقصــِد واليَــأْسِ لِلآمـالِ مُخْتَـرِمُ
ومَـنْ رَجـا انْ يكـونَ المجدُ غايتَهُ
يَصـْبِرْ عَلى الهَوْلِ والهاماتُ تَنْحَطِمُ
فَشَدِّدُوا العَزْمَ وامْشُوا مشيَ ذي حَرَدٍ
إِنَّ البَطِيـءَ عَلَـى العَلْيـاءِ مُتَّهَـمُ
إلـى النُّهوضِ إلى كَسْرِ القُيودِ إلى
رَفْـعِ البُنُـودِ إلى ما يَطْلُبُ الشَّمَمُ
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.