
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَنِـــي وَطَنــي رُدُّوا عَلَــيَّ بَيانِيــاً
مَحـا الياسُ مِنِّي اليومَ ما كانَ باقيا
يَقولــونَ لــي انـا عَهِـدْناكَ شـاعرا
إذا مـا تَغَنَّـى يَتْـرُكِ الـدهرَ صـابيا
وذا أَدَبٍ إِنْ هَـــزَّ يومـــاً يَراعَـــهُ
بِـوَجْهِ الخُطـوبِ الـدُّهْمِ هَـزَّ الرَّواسِيا
وَرَبَّ بَيـــانٍ فــي الخَطابــةِ مُقْنِــعٍ
نـرَى فيـهِ مِـنْ داءِ التَّقـاطُعِ شـافيا
فــايْنَ يَــراعٌ فــي يَمِينــكَ مُخْجِــلٌ
اذا اسْتُلَّ في الرَّوْعِ الحُسامَ اليَمانِيا
وايْــنَ لِســانٌ انْ مَضــَى فــي مُلِمَّـةٍ
فَمـا السـَّيْفُ فـي يومِ الكَرِيهةِ ماضيا
عَهِـــدْناكَ بَســامَ المُحَيــا طَلِيقَــهُ
فمـا كـانَ حـتى عـادَ باليـأْسِ ذاوِيا
فَقُلْـتُ أَلَـمْ يَبْلُغْكُـمْ اليـومَ مـا جرَى
فــأَجْرَى شــَآبِيبَ الــدُّمُوعِ هَوامِيــا
رَعَــى اللــه ايامــا تَقَضـَّتْ هَنِيـاةً
جَرَرْنــا بهـا ذَيْـلَ التَّسـامُحِ ضـافيا
لَعَمْــرِي ومـا عَمْـرِي سـِوَى حُـبِّ مَـوْطِنٍ
لاجْــلِ هَــواهُ يَرْخُــصُ الــدَّمُ غاليـا
لَئِنْ ظَلْتُــمُ شــَتَّى القُلــوبِ تَهِيضـُكُمْ
مَــذاهِبُ تَرْمِــي الوِفــاقِ المَرامِيـا
وَيَسـْرِي بِكُـمْ فـي كُـلِّ وادٍ مِـنَ العَمَى
شــَتاتٌ مِــنَ الاراءِ يَحْكـي الـدَّياجِيا
فَمــا لَكُــمُ عـنْ مَـوْرِدِ الغَـيِّ مَصـْدَرٌ
وَلَسـْتُمْ تَـرَوْنَ الرُّشـْدَ في الحَيِّ هادِيا
رَعَـى اللـه حَرْبـا وَحَّـدَتْنا وانْ تَكُـنْ
سـَقَتْنا حَميـمَ الجَـوْرِ والضـَّيْمِ غاليا
رَعاهـــا وإِنْ كــانتْ بَلاءً وإِنْ تَكُــنْ
إلـى اليـومِ جُرْحـاً بالشـَّقاوَةِ داميا
فَقَــدْ نَظَمَــتْ آلامُهــا فــي قَصــيدةٍ
مـنَ البُـؤْسِ شـَعْباً كـانَ بالخُلْفِ لاهيا
فعــادَ جميعــاً لا يَــرَى غيـرَ وَحْـدَةٍ
عليهــا بَنَــى صـَرْحَ الأَمـانِيِّ عاليـا
وإِذْ خَمَــدَتْ نـارُ الـوَغَى عـادَ بَعْضـُهُ
لِبَعْــضٍ كمــا شــاءَ الخِلافُ مُناوِيــا
الا قاتــلَ اللــه السِّياســَةَ انَّهــا
عَلَـى الشـَّرْقِ داءٌ لا نَـرَى منـهُ واقِيا
وَســَيْفٌ لَـهُ حُكْـمٌ عَلَـى النـاسِ مُبْـرَمٌ
وإِنْ جـارَ عَمْـداً أَوْ أَسـاءَ التَّقاضـِيا
تَقَلَّــدَهُ مَــنْ لا تَــرى نَفْسـُهُ الهُـدَى
وجَــرَّدَهُ يَفْــرِي العُــرا والاواخِيــا
فَفَــرَّقَ شــَمْلَ الامــرِ بَعَـد اجْتِمـاعِهِ
وعَطَّــلَ جِيــداً كــانَ بـالحُبِّ حالِيـا
وأَوْهَـــنَ صــَرْحاً بالتَّــآخي مُؤَيِّــداً
فعــادَ كمـا يَبغـي الهَـوَى مُتَـداعِيا
بَنـي وَطَنِـي أَنْتُـمْ عَلَـى الـدَّهْرِ إِخْوَةٌ
فلا تَـــدَعُوا حَبْــلَ الأُخُــوَّةِ واهِيــا
فَســـــُورِيَّةٌ أُمٌّ لكــــم وأَبُــــوكُمُ
فلا تُغْضـــِبُوها تُغْضــِبونَ المَعاليــا
تَفَرَّقْتُــمُ عــنْ كَعْبَـةِ الحـقِّ والهُـدَى
طَــرااقَ شــَتَّى اوْرَدَتْنــا المَخازِيـا
فَبَعْضـــُكُمُ للبعـــضِ خَصـــْمٌ كـــأَنَّهُ
يُنـاوِش فـي الحَـرْبِ الزَّبُـونِ الاعاديا
أَأَنْتـم وأَنتـمْ فـي الرِّجـالِ رُوؤُسـُها
تُعيـدُونَ عَهْـداً كـانَ بـالخُلْفِ داجيـا
اانْتُــمْ وانتــمُ دُرَّةُ التــاجِ شــُرَّدٌ
عَـن الحـقِّ حَكَّمْتُـمْ هَـوَى النَّفْسِ قاضِيا
دَعُوا الخُلْفَ وامْشُوا للعُلاَ مِشْيَةَ الهُدَى
جميعــاً تَنـالُوا بالوِفـاقِ الأَمانيـا
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.