
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَكَيْـتُ ومـا يُغْنِـي البُكَـى والتَّوَجُّعُ
ومـا يَنْفَـعُ الآسـى الأَسـَى والتفَجُّـعُ
ومـا الـدَّمْعُ إلاَّ عَبْـرَةٌ ثُـمَّ تَنْقضـي
ويَبْقَـى الجَـوَى في حَبَّةِ القلبِ يَلْذَعُ
لَـوِ الـدَّمْعُ يُجْـدِي باكِيـاً لَسـَفَحْتُهُ
إلـى أَنْ يَحُـقَّ الحـقُّ والـدَّمُ أَدْمُـعُ
ومــا عَبَـراتُ العَيْـنِ إلاَّ اسـْتِكانَةٌ
إلـى الضـَّيْمِ أَنْـفُ العِزِّ فيها مُجَدَّعُ
إذا لَـمْ تُصـاحِبُ قَوْلَـةَ المَرْءِ عَزْمَةً
تَــذِلُّ لهــا شــُمُّ الجِبـالِ وتَضـْرَعُ
فمــا هِــيَ الا صــَيْحَةٌ فـي مَفـازَةٍ
مـنَ الأَرْضِ يَرْوِيهـا عـنِ الرِّيحِ بَلْقَعُ
بَنـي العُـرْبِ في أَرْضِ الشَّآم تَيَقَّظُوا
فمــا هُـوَ إلاَّ المَـوْتُ أَوْ تَتَشـَجَّعُوا
هَجَعْتُـمْ وأَسـْلَمْتُمْ إلى الدَّهْرِ أَمْرَكُمْ
فَهـانَ عليكـمْ أَنْ تَهُونُـوا وتَخْشَعُوا
رَأَيْـتُ الأَبِـيَّ الحُـرَّ قَـرَّ علـى الأَذَى
ونـامَ عَلَـى الضَّيْمِ الهُمامُ السَّمَيْذَعُ
وقَدْ أَغْمَضَ العُرْبُ الكِرامُ عَلى القَذَى
عُيُونـــاً بــآلامِ التّعَبُّــدِ تَــدْمَعُ
تَنَبَّــهَ أَهْــلُ الأَرْضِ شـَرْقاً ومَغْرِبـاً
سـِواكُمْ امـا فـي الحـيِّ قلـبٌ مُشَبَّعُ
امـا فيكـمُ نَـدْبٌ اذا الخَيْلُ اقْبَلَتْ
صــَبُورٌ علــى الأَهْــوالِ لا يَتَضَعْضـعُ
يَهِيــجُ إلـى ماضـي المَكـارِمِ أَمَّـةً
تُـرادُ عَلـى خَطْـبِ اللَّيـالي فَتَخْنَـعُ
تَخُــفُّ بهـا الارْزاءُ مـن كـلِّ جـانبٍ
ويَخْضــِعُها صــَرْفُ الزمــانِ فَتَخْضـَعُ
ويَــدْفَعُها المِطْمـاعُ فـي كُـلِّ هُـوَّةٍ
بَعِيــدَةِ مَهْــواةِ القَــرارِ فَتُـدْفَعُ
ويَـدْعُو إلـى خَفْـضِ الجَنـاحِ سَراتَها
فَتَعْنُـو كمـا يَعْنُـو الحَمامُ المُرَوَّعُ
سـَتْجْتاحُ انْ لَـمْ يَجْمَـعِ الله شَمْلَها
الَـــمْ تَرَهــا اوْصــالُها تَتَقَطَّــعُ
اتَحْيــا وقَـدْ اودَى بِهـا سـُفَهااها
وقَرَّقَهــا الخُلْــفُ المُشـِتُّ المَفَجِّـعُ
وتَنْهَـضُ مـنْ دَرْك الحَضِيضِ إلى الذُّرا
فَتَســـْعَدَ أَوْطــانٌ وتَعْمُــرَ أَرْبُــعُ
أَبَى العُرْبُ إلاَّ العيشَ في قِمَمِ العُلاَ
أَوِ المـوْتَ فـي ظِـلٍّ منَ النَّقْعِ يَسْطَعُ
فــانْ بَلَغُـوا واللـه بـالِغُ امْـرِهِ
مُنـــاهُمْ فــانَّ الارْضَ رَوْضٌ ومَرْبَــعُ
والا فَوَيْــلٌ يَمْلا الســَّهْلَ والرُّبــا
عظيـمٌ يُسـِيبُ الطِّفْـلَ بـالهَوْلِ مُتْرَعُ
وإِنَّ اللَّظَـى فـي الحَرْبِ أَنْقَعُ لِلْمُنَى
إِذا لَـمْ يَكُـنْ فـي جَنَّةِ السِّلْمِ مَطْمَعُ
فـإِنْ يَجْنَحُـوا لِلسِّلْمِ نَجْنَحْ لها وإِنْ
أَبَـوْا غَيْـرَ هَضْمِ الحقِّ فالسَّيْفُ أَنْفَعُ
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.