
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رأَى الأُمَّـةَ اسـْتَوْلَى عليهـا جُمُردُهـا
وكــادَ يُوارِيهــا الفَنـاءَ خُمُودُهـا
بهــا نَـزَلَ الخَطْـبُ العَصـِيبُ فَهَـدَّها
وكـانَ ثَبِيـرا فـي الرّواسـي عَمُودُها
ومـا راعَهـا مِـنْ قَبْـلُ ما لَوْ حَمَلْتَهُ
علــى حَمَلاَيــا ذَلَّ وَهْنــاً وَطِيــدُها
فَكَــمْ حَفَّهــا رُزْءٌ جَلِيــلٌ ونابَهــا
شــُجُونٌ إِذا عُــدَّتْ شــَجاك عَديــدُها
وَكَــمْ اثّقَلَتْهـا الحادِثـاتُ بِعِباهـا
وشــَدَّ عليهــا بــالتَّجَنِّي شــَدِيدُها
فَمــا وَهَنَــتْ مِـنْ حـادثٍ جَـلَّ خَطْبُـهُ
وَلاَ لاَنَ فــي يــومِ الشـَّدائدِ عُودُهـا
راى مــا دَهاهــا بَعْـدَ عِـزٍّ ومَنْعَـةٍ
تَهــابُ لِقــاءَ الكانِســاتِ اسـُودُها
قَـدِ اسْتَضـْعَفَتْ لَيْـثَ الشَّرَى في عَرينهِ
ظِبــاءٌ أَمــانيُّ الغُــرُورِ نَقُودُهــا
فَراعَـتْ اسُودَ الغابِ ما الذُّعْرُ راعَها
ولكـــنَّ اعْبـــاءَ الخِلافِ تاودُهـــا
أَبـى أَنْ يَـرَى شُوشَ الرِّجالِ عَلَى الأَذَى
تَبِيــتُ وتَعْنُــو لِلْخُطُــوبِ حُــدُودُها
فقـامَ ومـا فـي الحَـيِّ لِلْمَجْـدِ قائِمٌ
يَــرُدِّ عــنْ الحـيِّ العِـدَى ويَـذُودُها
دَعــا الـوَطَنَ الكـابي فَلَبَّتْـهُ امَّـةٌ
تَــداعَتْ مَعالِيهــا وطــالَ رَقُودُهـا
أَحـاطَتْ بهـا مـنْ كُـلِّ صـَوْبٍ نُحُوسـُها
تُــذَلِّلُها حَتَّــى اجْتَوَتْهــا سـُعُودُها
اذا هِــيَ نــامَتْ فالقَتـادُ فِراشـُها
وانْ هــيَ قــامتْ اثْقَلَتْهـا قُيُودُهـا
تَراهـا عَلَـى الحـالَيْنِ تَصْلَى بِشَجْوِها
ومـا ذَنْبُهـا فـي النـاسِ الا وُجُودُها
رَمَتْهــا مَصــايِيبُ الـدَّواهي بِحـادثٍ
إِذا حَــلَّ بالشـُّمِّ الرَّواسـي يُمِيـدُها
رآهــا فلــمْ يَمْلِــكْ بَـوادِرَ دَمْعِـهِ
تَــرُودُ الرَّزايـا والهَـوانُ يرُودُهـا
فَهَــبَّ إلــى أَغْلالِهــا غيــرَ جُبَّــإٍ
فَحَطَّمَهـــا حتَّـــى تَخَلَّـــصَ جِيــدُها
وأَوْقَــدَ فيهــا نــارَ عَــزْمٍ وهِمَّـةٍ
الـى انْ نَضـَتْ عنهـا الرُّقادَ رُقُودُها
فَقــامَ يَحُــدُّ البــاسَ كُــلُّ سـَمَيْذَعٍ
إلـى الثـأْرِ حـتى شـَيْخُها وَوَلِيـدُها
وهَبَّـتْ اسـُودُ الغـابِ مِـنْ كـلِّ وِجْهَـةٍ
لِتَنْشـــُدَ مَجْــداً ضــَيَّعَتْهُ قُرُودُهــا
مَشـَتْ للـوَغَى تَشـْدُو وقَـدْ لَمَعَـتْ ضُحىً
ظُباهـا ومـا غيـرُ المَعـالي نَشِيدُها
إِذا قُصــِّدَتْ فَــوْقَ الطُّــرُوسِ قَصـِيدةٌ
فــإِنَّ العَــوالي للمَعـالي قَصـِيدُها
وإنْ هــــامَ بالظِّبـــاءِ عَميـــدُها
فــــإِنَّ الظُّبَـــى الجِلادِ عَمِيـــدُها
سـَرَتْ والـدُّجا فَحْـمٌ الـى العِزِّ سِيرَةً
يَـرُوعُ العِـدَى قَبْـلَ اللِّقـاءِ وعِيدُها
اذا لَمَعَــتْ قَبْــلَ الطِّعـانِ بُروقُهـا
أَجابَتْـكَ إِذْ يَحْمَـى الـوَطِيسُ رُعُودُهـا
ولَمـا التَقَتْ في حَوْمَةِ الحَرْبِ والعِدَى
تَمَشـَّى الـرَّدَى بيـنَ الجُيُـوشِ يَصِيدُها
فمــا انْ تَـرَى الا الرِّجـالَ يَسـُوقُها
الــى حَتْفِهــا صـَوْتُ العُلا ويَقُودُهـا
قَـدِ اصـْطَبَرَتْ لِلْمَـوتِ في مَأْزِقِ الوَغَى
حِــذارَ هَــوانٍ انْ تَراخَــتْ يَسـُودُها
وقَـدْ بَـذَلَتْ حُـرَّ الـدِّماءِ امـا تـرَى
إلـى الأَرْضِ كيـفَ احْمَـرَّ منها صَعِيدُها
لَئِنْ خَفَقَـتْ مِـنْ قَبْـلُ حُمْـراً بُنُودُهـا
فَقَـدْ خَفَقَـتْ بالسـُّؤْدَدِ اليـومَ سُودُها
بنـي وَطَنـي هـذا فَتَـى التُّرْكِ مُصْطفَى
كَمـــالٍ وَذي أَنْصـــارُهُ وجُهُودُهـــا
ابَـوا انْ يَـرَوا فـي ارْضِ تُورانِ ذُلَّةً
يُعَبِّــدُهُمْ طُــولَ الزَّمــانِ خُلُودُهــا
ففَكُّـوا عَـنِ الأَيْـدِي القُيُـودِ وَحَطَّمُوا
سَلاَســِلَ فـي الأَعْنـاقِ يُـؤْذي حَديـدُها
وَهَبُّـوا الـى الاعْـداءِ مِـنْ كـلِّ جانبٍ
مَخافَــــةَ هَـــونٍ لِلْبِلادِ يُبِيـــدُها
ومـا برحُـوا يَصـْلَوْنَ مضـْطَرِمِ الـوَغَى
ويَصـــْلُونَ غُــزَّى أَرْضــِهِمْ يكِيــدُها
وأَنْتُمْ بَنِي العُرْبِ اسْتَنَمْتُمْ إلى الأَذى
فَنِمْتُــمْ عَلَـى ضـَراءَ اضـْنَى مَدِيـدُها
يَحِيــقُ بكــمْ قَيْـدٌ مِـنَ الـذُّلِّ ضـَيِّقٌ
وَيُشــْجِيكُمْ ضــَيْمُ العِــدَى وحُقُودُهـا
قَرَرْتُــمْ عَلَـى عَيْـشِ العَبِيـدِ وسـِرْتُمُ
إلــى غايــةٍ ضـَلَّ السـَّبِيلَ مُريـدُها
امـا فيكـمُ يـا مَعْشـَرَ العُرْبِ مُصْطَفى
كَمــالٍ يَشـُبُّ النـارَ يَـذْكَو وَقُودُهـا
ويَنْهَــضُ فــي عَــرْضِ البلادِ وطُولِهـا
الــى امَّــةٍ اوْهَـى قُواهـا خُمُودُهـا
إلـى أمَّـةٍ فَـتَّ العِـدَى فـي يَمِينِهـا
وازْرَى بهـــا احْجامُهــا وقُعُودُهــا
تَمُــدُّ إلـى الخَطْـبِ الجَليـلِ ذَلِيلَـةً
يَــداً خَفَقَــتْ بالمُؤْلِمــاتِ كُبُودُهـا
يَـدٌّ ضـاقَ هـذا اليومَ بالبُؤْسِ ذَرْعُها
وقـد وَسـِعَ الأَقطـارَ مـنْ قبـلُ جُودُها
لهـا كـان يَعْنُـو مُصْعَبُ الدَّهْرِ صاغرا
ويَـدْنُو إِليهـا مـنْ مُناهـا بَعيـدُها
إذا مُـدَّتِ الأَيْـدِي إلى المجدِ والعُلاَ
فمـــا خَفَفَــتْ إِلاَّ بمجــدٍ بُنُودُهــا
فَلِلَّــــهِ مَجْـــدٌ ضـــَيَّعَتْهُ وعِـــزَّةٌ
وفَخْــرٌ بَنَتْــهُ بــالعَوالي جُـدُودُها
رَمَتْهـا يَـدُ الاقْـدارِ عَـنْ قَـوْسِ ايِّـدٍ
بِــرُزْءٍ عَنــا منـهُ جَزُوعـا جَلِيـدُها
وَشـدَّ عليهـا الـدَّهْرُ لـم يَـرْعَ ذِمَّـةً
فنـامتْ عَلَـى ضـَيْمِ اللَّيـالي جُنُودُها
ألاَ أســَدٌ يَحْمِــي العَرِيــنَ غَضــَنْفَرٌ
صـَبُورٌ علـى الأَهْـوالِ يَلْظَـى وَقِيـدُها
يَهِيــجُ إلــى المَجْـدِ المُضـَيَّعِ أُمَّـةً
تَعـالَى عَلـى هـامِ النُّجـومِ تَلِيـدُها
لهـا فـي جَبِيـنِ الـدَّهْرِ آثـارُ عِـزَّةٍ
صــَحائِفُ تاريــخِ المَعـالي شـُهُودُها
ويُــوقِظُ منهـا نـائمَ العَـزْمِ عَلَّهـا
تَعُــودُ إلــى عِــزٍّ مَضـَى لا يَعُودُهـا
ايــا امَّــةً طـالتْ لِيـالي هُجُوعهـا
وضـــَرَّ بهــا إِهْمالُهــا وجُمُودُهــا
تُحيــطُ بهــا الأَرْزاءُ وَهْــيَ مُقيمَـةٌ
عَلَـى الضـَّيمِ تَنْحُـو خُطَّـةً لا تُرِيـدُها
افِيقــي افـاقَ الشـَّرْقُ مِـنْ هَجَعـاتهِ
وأَبْنــاؤُكِ الأَغْــرارُ طــالَ هُجُودُهـا
أقــامتْ عَلَـى الـذُّلِّ المُبَـرِّحِ سـُجَّداً
زَمانــاً مَدِيـداً طـالَ فيـه سـُجُودُها
حَــرامٌ عَلَـى اهْـلِ الحِمَـى يَتْرُكُـونَهُ
كمـا عـاثَ فـي مَرْعَى الأُقاطِيع سِيدُها
أَصـِيخُوا لِمَـنْ يَدْعُو وَهُبُّوا مِنَ الكَرى
وفُكُّــوا قُيُـوداً عـنْ طُلاكُـمْ تَؤُودُهـا
فـإِنْ لَم تُجِيبُوا داعيَ المَجْدِ والعُلاَ
وَرَدْتُــمْ حياضــاً لا يَســُوغُ وُرُودُهـا
فَتُمْسـي العِدَى فيكمْ عَلى الدهْرِ سادةً
وتُصــْبِحُ أَرْبابــاً وأَنْتُــمْ عَبِيـدُها
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.