
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقَفْــتُ علــى الاطْلالِ اطْلالِ قَحْطـانِ
وايــاتِ عَــدْنانٍ واثــارِ غَســان
والِ بنــي العَبـاسِ عَفَّـى رُسـُومَها
عُلُـوجٌ لِغَيْـرِ الجَهْـلِ ما فيهمُ بانِ
ومـا شـَيَّدَتْ في الشَّرْقِ والغَرْبِ أُمَّةٌ
لآلِ أَبــي ســُفْيانَ تُنْمَـى ومَـرْوانِ
تَـذَكَّرْتُ صـَرْحاً كـانَ بـالأَمْسِ عالياً
بَنَـوْهُ عَلَـى العَلْيـاءِ احْسَنَ بُنْيانِ
وَرَبْعـاً بأَهْلِ العَدْلِ والعِلْمِ مُخْصِباً
وفَيْنــانَ رُوْضٍ بالســَّعادةِ رَيــانِ
تَــذَكَّرْتُ بَغْــداداً ومِصـْراً وجِلَّقـاً
وانْدَلُسـا فـي غـابرِ العِزِّ والشانِ
ومـا كـانَ مِنْ عِزٍّ وما كانَ مِنْ عُلاً
ومـا كـانَ مِـنْ مَجْـدٍ أَثِيلٍ وعُمْرانِ
ذَكَـرْتُ فَلَـمْ أَمْلِـك بَـوادِرَ دَمْعـتي
وَلَـمْ اسـْتَطِعْ كِتْمـانَ لاعـجِ احْزاني
فَسـاءَلْتُها عـن جِيـرَةِ الحَيِّ بعدَما
سـَقَيْتُ بِـدَمْعي تُرْبَهـا صـَوْبَ هَتـانِ
فقـالتْ ومـا غَيْـرُ الرُّسـُومِ مُتَرْجِم
تُسـاالُ عنهـم قدْ مَضَوا مُنْذُ ازْمانِ
فَقُلْـت لهـا يـا دراُ غَيَّـركِ البِلى
وكنـتِ طَـوالَ الـدهرِ مَنْبِـتَ تيجان
فأَصـْبحتِ مَرْعَى الجهلِ والجُبْنِ حَقْبَةً
تقاسـينَ مـن صَرْفِ الرَّدَى شَرَّ حِدْثانِ
وَتَســْقَيْنَ مِــنْ غَســاقهِ كُـلَّ اجِـنٍ
وتَلْقَيْـنَ مـن جَوْرِ العِدَى كلَّ عُدْوانِ
لَقَـدْ هِجْـتِ بي يا دارُ كامِنَ زَفْرَتي
وأَظْهَـرْتِ فـي نَفْسـِي غَوامِضَ أَشْجاني
فقـالتْ رعاكَ الله ما يَنْفَعُ البُكَى
عَلَـى طَلَـلٍ بالٍ بِدَمْعِ الأَسَى القاني
ومـا تَفْعَـلُ الشـَّكْوَى بِـداءٍ مُبَـرِّحٍ
إذا الـدارُ لم تُجْعَلْ مَواقِدَ نيرانِ
تَعُـمُّ لَظاهـا البَرَّ والبحرَ والقُرَى
الـى انْ يَعُـودَ الحقُّ مُرْتَفِعَ الشانِ
لَئِنْ كنتـمُ مِـن قَبْـلُ فـي يَدِ غاصبٍ
ضَعِيفَ القُوَى مِنْ خَمْرَةِ الجهلِ نَشْوانِ
فــإِنَّكُمُ ذا اليــومَ نَهْــبٌ مُقَسـَّمٌ
بأَيْــدٍ شــِدادٍ شــرُّها منكـمُ دانِ
تَمَشــَّيْنَ فـي احْشـااكُمْ يَنْتَزِعْنَهـا
وانتـمْ رُقُـودٌ فـي مَنـاوِمِ وسـَنانِ
رَقَـدْتُمْ وسـيفُ القـومِ يُرْهَـفُ حَـدُّهُ
ومــا غَمْــدُهُ الا طُلَـى الِ عَـدْنانِ
يُمَنُّــونَكُمْ بــالقَوْلِ كــلِّ سـَعادَةٍ
غُـروراً وَمـا خَطُّـوهُ أَسـْطُرُ حِرْمـانِ
فمـا وَعَـدُوا الأَقـوامَ إلاَّ لِيُخْلفُوا
وانْ طُولِبُــوا لاذُوا بِمَطْـلٍ ولِيـانِ
مَواعيــدُ عُرْقُــوبٍ ومَطْمَــعُ أَشـْعَبٍ
وزُورٌ مــنَ الأَقْــوالِ خُـطَّ بِبُهْتـانِ
إذا لـم تَقُومُوا أَيُّها العُرْبُ سُبُّقاً
إلـى حَقِّكُـمْ بُـؤْتُمْ بِوَيْـلٍ وخُسـْرانِ
فمــا نــالَهُ شـادٍ بِسـَجْعٍ وخُطْبَـةٍ
وكَتْــبِ احْتِجاجـاتٍ وتَقْصـِيدِ اوْزانِ
وليــسَ يُنــالُ الحــقُّ الا بِقُــوَّةٍ
هِــيَ الشــَّعْبُ يَمشـي غيـرَ هَيْبـانِ
يَجُــولُ دَمُ الابــاءِ فــي عَصـباتهِ
كما السُّخْطُ يَجْري بينَ أَحْشاءِ غَضْبانِ
ومـا الشـَّعْبُ إلاَّ قُـوَّةٌ مَنْ يَسِرْ بها
إلـى الحـقِّ يَرْهَـبْ جَيْشَهُ كُلُّ سُلْطانِ
فَقُلْـتُ لهـا انـا كَسَرْنا عن الطُّلَى
قُيُــودَ خُضــُوعٍ للغَرِيــبِ واذْعـانِ
وقُمْنـا الـى العَلْيـاءِ نَخْطُبُ وُدِّها
قِيــامَ هُمــامٍ لا يُنَهْنَــهُ يَقْظـان
لِنَأْخُـذَ هـذا الحَـقَّ مِـنْ يَـدِ غاصِبٍ
حَمــاهُ بِنِيــرانٍ وبيــضٍ ومُــرانِ
أَتَـى طامِعـاً فـي أَرْضـِنا وديارِنا
فَحَـلَّ حِماهـا يَرْتَـدِي ثَـوْبَ مِعْـوانِ
ومـا هُـوَ إلاَّ الـذِّئْبُ حَتَّى إِذا رَأَى
ذُهُـولا مـنَ الرُّعْيانٍ شَدَّ عَلَى الضانِ
ســـَنَقْرَعُهُ حَتَّــى تَلِيــنَ قَنــاتُهُ
بِعَـزْمِ فَـتىً يَحْمِـي العَقائِلَ غَيْرانِ
فقـالْت ثِقُـوا بالنَّصْرِ يا خيرَ أُمَّةٍ
إِذا مُسـْلِمٌ فيكـمْ يَقُـومُ ونَصـْراني
يَقُومــانِ لِلْمَجْـدِ المُضـَيَّعِ والعُلا
وكُــلُّ فَــتىً يَشـْدُو بِلادِيَ اوْطـاني
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.