
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَطِــلَّ عَلَـى دارِ العُلاَ مـنْ جِبالِهـا
وســَلِّمْ عَلَــى نِســْوانِها ورِجالِهـا
بِنَفْسـِي ارْضٌ بِنْـتُ عَنْهـا ولَـم تَكُـنْ
قَلَتْنِـي ومـا فارَقْتُهـا مـنْ مَلالِهـا
فَيـا حَبَّـذا تِلْـكَ الـدِّيارُ واهْلُهـا
ومَــنْ حَــلَّ فـي أَسـْيافِها وقِلالِهـا
ويــا حَبَّــذا عيـشٌ بِبَيْـرُوتَ نـاعِمٌ
هَنِيــءٌ رَخــيٌّ الحـالِ تَحْـتَ ظِلالِهـا
ذَكَــرْتُ عَشــِياتِ الرُّبــوعِ فَهـاجَني
هَواهــا وذِكْراهــا وطِيـبُ وِصـالِها
فمـــا هِـــيَ إلاَّ جَنَّـــةٌ عَبْقَرِيَّــةٌ
يُقِـــرُّ بِعَيْنَـــيَّ اجْتِلاءُ جَمالِهـــا
تَرَكْــتُ بهــا أَهْلاً وصــَحْباً أَعِــزَّةً
ونَضــْرَةَ عَيْــشٍ مـا حَفَلْـتُ بِخالهـا
وظَبْيَــةَ وادٍ شــَفَّ قَلْبِــيَ بُعْــدُها
رُباعِيَّـةٌ يَـذْكُو الشـَّذا مـنْ خِلالهـا
لَهـا القَلْـبُ دارٌ والحُشاشـَةُ مُنْـزِلٌ
وإِنْســانُ عَيْنــي مَمْــرَحٌ لِــدلالِها
اذا عَرَضــَتْ يَهْفُــو فـاادي صـَبابَةً
وإِنْ تَنْـأَ تَتْـرُكُ مُهْجَتي في اعْتِلالِها
وانْ ذَكَرَتْهـا النَّفْـسُ طـالَ حَنِينُهـا
وبـاتَتْ تُنـاجِي طاافـا مـن خَيالِها
وانِّــي لَيَعْرُونـي اذا مـا ذَكَرْتُهـا
خَفُـــوقُ فــاادٍ عــالِقٍ بِحِبالِهــا
نَهــاري ولَيْلِـي والمَنـامُ ويَقْظَـتي
كُــؤُوسٌ يَعــافُ الشـَّرْبُ وِرْدَ زُلالِهـا
بُنِيَّــةَ لا يَحْزُنْـكِ مـا حـالَ دُونَنـا
فمـا بَعْدُ هذي الحالِ غيرُ انْتِقالها
بُنَيَّــةَ إِنْ طــالتْ ليـالي فِراقِنـا
فَصــُبْحُ الأمـاني مُـؤْذنٌ بارْتِحالِهـا
افــاطِمٌ مَهْلا بَعْــض لَوْمِــكِ انَّنــي
أَبَيْـتُ سـِوَى كُبْـرَى المُنَـى وجُلالِهـا
إِذا بِنْـتُ عن أَرْضي فما بِنْتِ عن قِلىً
ولكِنَّهــا أَمْسـَتْ عَلَـى غيـرِ حالِهـا
اغــارَ عليهـا الغاصـِبونَ تَسـُوقُهُمْ
مَطــامِعُ لا تَـرْوَى بغيـرِ اعْتِقالِهـا
أَيُرْضــِيكِ مِنِّــي أَنْ أَقِــرَّ وأُمَّــتي
تُقاسـِي مـنَ الاهْـوالِ وَقْـعَ نِصـالِها
بَـرِئْتُ مـنَ العَلْيـاءِ إِنْ كنتُ راضياً
عـنِ العَيْـشِ مـا تَشْكُو شَديدَ عُضالها
لَعَمْـرُ العلاَ مـا نِمْـتُ عـنْ حَقِّ أُمَّتي
ولا بِـــتُّ الا مُتْعَبـــا بِثِقالِهـــا
وقـد عَرَكَـتْ عظمـي الليالي بِهَوْلِها
وشــِدَّتِها عــرْكَ الرَّحــى بِثِفالهـا
افــاطِمَ لا يايِســْكِ طُــولُ مَقامِنـا
فـإِنَّ العَـوالي خَيْرُهـا فـي طِوالها
إِذا طـالَ عـنْ بَيْـرُوتَ بُعْـدِي فإِنَّني
أَرَى الحـالَ فيهـا آذَنَـتْ بِزَوالهـا
بني العُرْبِ في أَرْضِ الجَزِيرَةِ أَدْرِكُوا
نِســـاءً وأَطفــالاً تَغَــصُّ بِقالِهــا
تصـولُ العـدَى فـي سـاحِها ورِباعِها
عليهــا فلا تَسـْتَطيعُ دَفـعَ صـِيالها
بَنـي عَمِّنـا لا تَنْسَوُا الرُّحْمَ أَسْرِعوا
إليهـا فقـدْ قـامَ الـرَّدَى بِحيالها
ألاَ قــائمٌ مـن قوْمِنـا يَـدْفَعُ الأَذَى
عـنِ الـدارِ أَوْ يُعْنَـى بإِصلاحِ بالِها
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.