
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَغْــدَادُ مَكَّتُنــا وَأَحْمَـدُ أَحْمَـدُ
حُجُّوا إلى تِلْكَ المناسِكِ وَاسجُدوا
يَـا مُـذْنِبينَ بِها ضَعُوا أَوْزارَكُمْ
وَتَطَهَّــرُوا بِترابِهــا وَتَهَجَّـدُوا
فَهُنـاكَ مِـنْ جَسـَدِ النُّبُـوَّةِ بَضْعَةٌ
بِــالْوَحْيِ جِبْريــلٌ لَهـا يَتَـرَدَّدُ
بَـابُ النَّجَاةِ مَدينَةُ الْعِلْمِ الَّتي
مــا زالَ كَـوْكَبُ هَـدْيِها يَتَوَقَّـدُ
مــا بَيـنَ سـِدْرَتِهِ وَسـُدَّةِ دَسـْتِهِ
نَبَـأٌ يُقِـرُّ لَـهُ الكَفُـورُ المُلْحِدُ
هَـذا هُـوَ السِّرُّ الَّذِي بَهَرَ الوَرَى
فِــي ظَهْــرِ آدَمَ فَـالمَلائِكُ سـُجَّدُ
هـذا الصـِّراطُ المُسـْتَقيمُ حَقِيقَةً
مَـنْ زَلَّ عَنْـهُ فَفِـي الجَحيمِ يُخَلَّدُ
هـذا الـذي يَسـْقِي العِطاشَ بِكَفِّهِ
وِالحَـوْضُ مُمْتَنِـعُ الحِمـى لا يُورَدُ
سـَمْعاً أَميـرَ المـؤمِنينَ لِمدحَـةٍ
صـَدَقَتْ فَهَـلْ أَنَـا قَارِئ أَوْ مُنْشِدُ
القَـائِمُ المَهْـدِيُّ أنـتَ بَقِيَّةُ ال
إســلام تَمْهَــدُ تــارَةً وَتُشــَيِّدُ
بُعْـداً لِمُنْتَظِـرٍ سـِواهُ وَقَـدْ بَدَتْ
مِنْـهُ البَرَاهِيـنُ الّـتي لا تُجْحَـدُ
إنْ كـانَ فَـوْقَ الطُّـورِ ناجِى رَبَّهُ
موسـى فَبِـالمِعْراجِ أَنْتُـم أَزْيَـدُ
أوْ كـانَ يُوسـُفُ عَبَّرَ الرُّؤْيا فَكمْ
لِلْغَيْــبِ مِنْكُـمْ مَصـْدَرٌ أَو مَـوْرِدُ
اللَّــه أَنْــزَلَ وَحْيَــهُ لِمُحمَّــدٍ
وَإِليْكُــمُ أَفْضــَى بِــذاكَ مُحَمَّـدُ
يـا سـاكِنْي دارَ السـَّلامِ لجِارِكُمْ
شــَرَفٌ أُنافِســُكُمْ عَلَيْـهِ وَأحْسـُدُ
إنّــي أَوَدُّ إِذْا وَطِئْتُــمْ أَرْضـَها
لَــو أنَّ تُرْبَتَهـا لِعَينَـيْ إثْمِـدُ
إنَّ الخَليفَـةَ مِـنْ ذُؤَابَـةِ هاشـِمٍ
لِلــدّين وَالـدُّنيا دَليـلٌ مُرْشـِدُ
الــدَّهْرُ فِـي يَـدِهِ فَجـودٌ مُرْسـَلٌ
ســـَبْطٌ وَبَــأْسٌ مُكْفَهِــرٌّ أَجْعَــدُ
يـا مَـنْ لِمْبغِضـِهِ الجَحيمُ قَرارُهُ
ولِمَـن يُـواليْهِ النَّعيـمُ السَّرْمِدُ
لَــولا التَّقِيَّـةُ كُنْـتُ أَوَّلَ مَعْشـَرٍ
غَـالَوا فَقـالُوا أنـتَ ربٌ تُعْبَـدُ
مَلِــكٌ إِذْا ظَمِئَتْ شــِفاهُ رِمـاحِهِ
فِـي معْـرَكٍ فَـدَمُ الوَريدِ المَورِدُ
مَلِـكُ إِذْا الْتَطَمَـتْ صـُفوفُ جُيوشِهِ
أَيقَنْــتَ أنَّ البَــرَّ بَحْـرٌ مُزْبِـدُ
يَعْلـوهُ مِـنْ زُمَـرِ المَلائِكِ فِيلـقٌ
بِــالرُّعبِ يَنْصــُرُ عَزمَـهُ وَيُؤَيِّـدُ
يـا عاقِـداً لِلطَّعْـنِ فَضـْلَ لِوائِهِ
مَهْلاً فَأجْنِحَـــةُ المَلاّئِكِ تًعْقَـــدُ
أَنِفَـتْ صـَوارِمُهُ الجُفُـونَ فَأصْبَحَتُ
بِالنَّصـرِ فِـي قِمَمِ الخِوارِجِ تغْمَدُ
إنْ كــانَ أَطْمَـعَ مَنْكِليّـاً صـَفْحُهُ
فَـوَراءَ ذاكَ الصـَّفْحِ نـارٌ تُوقَـدُ
عَصـَفَتْ رِيـاحُ الصـّافِناتِ بِجَيْشـِهِ
شــَدّاً فَطــارَ هَبـاؤُهُ المُتَبَـدِّدُ
سـَدَّ العَجـاجُ عَـنِ الهَزيمةِ سَبْلَهُ
فَسـَقاهُ مـاءَ المَـوتِ دَجـنٌ أَسْوَدُ
ثُـمَّ انْجَلـى عَنْـهُ القَتامُ فَهارِبٌ
وَمُزَمَّــــلٌ بـــدِمِائِهِ وَمُصـــَّفَّدُ
خَلَـطَ القَنـا بِعِظَـامِهِ فَتَشـابَهَتْ
هِـيَ وَالقَنـا المُتَقَصـِّفُ المُتَقَصِّدُ
زَجَّـتْ بِـهِ عَـن أَصـْبَهانَ وَأُخْتِهـا
هَمَــذَانَ حَــرْبٌ نارُهـا لا تَخْمَـدُ
مَسـْحاً بِأعْنـاقِ الجِيـادِ وَسوِقها
إنْ كـانَ قَـد أَنْجـاهُ طِـرْفٌ أَجْرَدُ
لَـو كُنْـتُ حاضِرَ جَمْعِهِمْ لَشَفِيتُ مِن
أَعــداءِ أَحْمَــدَ غُلَّــةّ لا تَبْـرُدُ
هَلَكُــوا بِعْصـيانٍ وَفُـزتُ بِطاعَـةٍ
وَاللَّـه يُشـْقي مَـن يَشـاءْ وَيُسْعِدُ
أَمَلـي يَخِـفُّ وَجُـوْدُ مُوسـى مُثْقِلي
فَالشـَّوقُ يُنهِـضُ وَالعَطايـا تُقعِدُ
مَلِــكٌ يَهِــشُّ تَلَطُّفــاً بِعُفــاتِهِ
فَكَــأنَّهُ المُســْتَعْطِفُ المُسـْتَرفِدُ
عَقَـدَ الإمـامُ عَلَيْـهِ خِنْصـَرَ عَزْمِهِ
فَــرَآهُ ســِيْفاً لِلْخُطــوبِ يُجَـرَّدُ
مَــنْ مُبْلِـغُ عَنَّـي أَبـاهُ أَنَّ مِـن
آلِ الرَّســولِ أَبــاً لَـهُ يَتَـوَدَّدُ
دامَــتْ صــَلاةُ إلهِنــا وَســَلامُهُ
أبَــداً عَلـى ذاكَ الإمـام تَجَـدَّدُ
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.