
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَــنْ شــَجَرٌ قَـدْ أثْقَلَتْهـا ثِمارُهـا
ســـَفائِنُ بَــرٍّ وَالســَّرابُ بِحارُهــا
حُـرُوفٌ إِذْا اسـْتَقْرَأْتَها فِي انْفِرادِها
سـُطُورٌ إِذْا اسـْتَوْلى عَلَيْهـا قِطارُهـا
حَنايا إِذْا السَّاري السَّريُّ ارْتَمى بها
فَهُـــنَّ ســـِهامٌ يَســْتَطيرُ شــَرارها
تَـوالَتْ كَمَـوْجِ الْبَحْـر مُزْبِـدَةَ البُرى
عَلَيْهــا قِبـابٌ بِالـدُّموعِ احْمِرارُهـا
وَفِـي الْكِلَّـةِ الْحَمْـراءِ بَيْضـاءُ طَفْلَةٌ
بِـزُرْقِ عُيُـونِ السـُّمْرِ يُحْمى أحْوِرارُها
أَثــارَ لَهـا نَقْـعُ الجِيـادِ سـُرادِقاً
بِـهِ دونَ سـِتْرِ الخِـدْرِ عَنَّا اسْتِتارُها
لَهــا طَلْعَــةٌ مِـنْ شـَعْرِها وَجَبيِنهـا
تَعــانَقَ فِيهــا لَيْلُهــا وَنَهارُهــا
لَهـا مِـن مَهـاةِ الرَّمْـلِ جِيـدٌ مُقْلَـةٌ
وَلَيْــسَ لَهــا اسْتِيحاشـُها وَنِفارُهـا
ومَـا سـَكَنَتْ وادِي الْعَقِيـقِ وَلا الْغَضَى
وَلكِــنْ بِعَيْنــي أَوْ بِقَلْــبيَ دارُهـا
إِذْا مــا الثُّرَيَّــا وَالهلالُ تَقارَنـا
أُشــَكِّكُ هَــلْ ذا قُرْطُهــا وَســِوارُها
فَــأَيُّ قَضــِيبٍ جــالَ فِيــهِ وِشـاحُها
وَأَيُّ كَـــثيبٍ ضــاقَ عَنْــهُ إزارُهــا
ومَـا كُنْـتُ أّدْري قَبْـلَ لُؤْلـؤِ ثَغْرِهـا
بِـــأَنَّ نَفيســاتِ الَّلآِلــيْ صــِغارُها
هِــيَ الْبَــدْرُ إِلاَّ أنَّ عِنْــدي مَحـاقَهُ
هِــيَ الْخِمْــرُ إلاّ أَنَّ حَظَّــيْ خُمارُهـا
أَيــا كَعْبَـةً مِـنْ خالِهـا حَجَـرٌ لَهـا
بَعيــدٌ عَلَيْنــا حَجُّهــا وَاعْتِمارُهـا
فَـإنْ بَلَغَتْهـا النَّفْـسُ يَوْمـاً بِشـِقِّها
فَقَلْبِــي لَهـا هَـدْيٌ وَدَمْعـي جِمارُهـا
ســَقَى اللَّـهُ مَيَّافـارِقينَ وَقَـدْ سـَقَى
ســـِجالَ ســـَحابٍ لا يَغِــبُّ قِطارُهــا
ومَــالِيَ أَسْتَسـْقي لَهـا صـَيِّبَ الحَيـا
وَراحَـةُ سـَيْفِ الـدّينِ تَطْفُـو بِحارُهـا
فَفــي بَحْـرِ مـالٍ قَـدْ تَطَلَّـعَ قَصـْرُها
وَفِــي بَحْــرِ مــاءٍ يَسـْتِقِرُّ قَرارُهـا
هُـوَ العـادِلُ الظَّلاَّمُ لِلْمـالِ وَالْعِـدى
خَزائِنُـــهُ قَــدْ أَقْفَــرَتْ وَدِيارُهــا
كَريــمٌ لَــهُ نَفْـسٌ تَجُـودُ بِمـا حَـوَتْ
وَأَعْجَــبُ شــيْءٍ بَعْـدَ ذاكَ اعْتِـذارُها
عَليــمٌ بِنــورِ اللَّــهِ يَنْظُـرُ قَلْبُـهُ
فَلَـمْ يُغْـنِ أَسـْرارَ الْقُلوبِ اسْتِتارُها
حُســـامٌ لَــهُ حَــدٌّ يَــرُوعُ مَضــاؤُهُ
وَصــَفْحَةُ صــَفْحٍ لِلــذُّنُوبِ اغْتِفارُهـا
لَـهُ راحَـةٌ فِـي السـَّلْمِ تُجْنى جِنانُها
وَيَــوْمَ هِيـاجِ الحَـرْبِ تُوقَـدُ نارُهـا
فَـــأنْمُلُهُ طَـــوراً غُصــُونٌ نَواضــِرٌ
وَطَــوْراً ســُيُوفٌ دامِيــاتٌ شــِفارُها
إِذْا خَطَبَــتْ مِــن كَفِّــهِ فَـوْقَ مِنْبَـرٍ
فَســُودُ جَلابيــبِ الشــُّعورِ شــِعارُها
بِــهِ دَمَّــرَ اللَّــهُ الصـَّليبَ وَأَهْلَـهُ
بِــهِ مِلَّــةُ الإســْلامِ عَــالٍ مَنارُهـا
فَلا زالَـــتِ الأفْلاكُ تَجْـــرِيِ بِنَصــْرِهِ
وَلا زالَ عَنْـــهُ قُطبُهـــا وَمَــدارُها
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.