
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خُــذْ مِـنْ حَـديثِ شـُؤونِهِ وَشـُجونِهِ
خَبَـــراً تُسَلْســِلُهُ رُواةُ جُفُــونِهِ
لَــولا فَضــيحَةُ قَلْبِــهِ بِــدُمُوعِهِ
مــا زالَ شــَكُّ رَقيبِــهِ بِيَقِينِـهِ
وَأَغَــرَّ تُؤْيِســًني قَســاوَةُ قَلْبِـهِ
مِنْــهُ وَيُطْمِعُنــي تَعَطُّــفُ لِينِــهِ
مـا زالَ يَسـْقي خَـدَّهُ مـاءَ الحَيا
حَتَّـى جَنَيْـتُ الْـوَرْدَ مِـنْ نِسـْرينِهِ
وَإِذْا وَصـَلْتُ بِشـَعْرِهِ قِصـَرَ الـدُّجى
هَجَــمَ الصــَّباحُ بِثَغْـرِهِ وَجَـبينِهِ
خَفِــرُ الــدَّلالِ أُضــُّمُه وَأهــابُهُ
لِوَقـــارِهِ وَحَيـــائِهِ وَســـُكونِهِ
قــالَتْ رَوادِفُــهُ وَليــنُ قَـوامِهِ
إيَّـاكَ عَـنْ كُثُـبِ الحِمـى وَغُصـُونِهِ
أجْفــانُهُ شــَرَكُ الْقُلـوبِ كأنّمـا
هــاروتُ أوْدَعَهــا فُنـونَ فُتـونِهِ
يـــاقُوتُهُ مُتَبَســِّمٌ عَــنْ لُؤْلــؤ
حَجِلَـتْ عُقـودُ الـدُّرِّ مِـن مَكْنـونِهِ
ســاقٍ صــَحيفَةُ خَــدِّهِ مـا سـُوِّدَتْ
عَبَثـــاً بِلامِ عِــذارهِ أو نُــونِهِ
جَمَــدَ الَّــذي بِيَمِينِـهِ فِـي خَـدِّهِ
وَجَــرى الّـذي فِـي خَـدِّهِ بِيَمِينِـهِ
طَـابَ الرَّبيـعُ كأنّمـا عَجَنَ الصَّبا
كــافورَ مُزْنَتِــهِ بِعَنْبَــرِ طينـهِ
وَتَفضَّضـــَتْ أزْهـــارُهُ وَتَـــذَهَّبَتْ
فَكَأَنَّهــا الطّـاووسُ فِـي تَلْـويِنهِ
وَجَلَــتْ جَـبينَ النَّهْـرِ طُـرَّةُ ظِلِّـهِ
مُـذْ جَعَّـدَتْها الرِّيـحُ فَـوْقَ غُصونِهِ
وَالطّيْـرُ تُنْشـِدُ بِـاخْتِلافِ لُغاتهـا
موســى أدامَ اللَّـهُ فِـي تَمْكِينِـهِ
موسـى الّـذي أنِفَـتْ شـَهامَةُ عَزْمِهِ
أنْ يِســْتَمِدَّ النَّصـْرَ مِـن هـارونِهِ
مَلِــكٌ بِأَســْرارِ الْغُيـوبِ مُكاشـَفٌ
فَظُنــونُهُ تُغْنيــهِ عَــنْ جِبْرِينِـهِ
مَلِـكٌ غِـرارُ السـَّيْفِ خَيْـرُ دُروعـهِ
وَالصـَّافِناتُ الجُـرْدُ خَيْـرُ حُصـُونِهِ
مَلِـكٌ يُـرَى بَيْـنَ الصَّوارِمِ وَالقَنا
كــالَّليثِ فِــي أَشـبالِهِ وَعَرينِـهِ
مَلِـكٌ إِذْا مـا جـاشَ بَحْـرُ جُيوشـِهِ
مَلأ المَلا بِســــُهولِهِ وَحُزونِــــهِ
لَـو كـانَ بَيْـنَ يَـدَي عَلِـيٍّ مِنهُـمُ
صــَفٌّ لحَــازَ النَّصـْرَ فِـي صـِفِّينِهِ
يــا مَـنْ لَـهُ بِشـْرُ يُبَشـّرُ وَفْـدَهُ
فَـالعُرفُ يُعْـرَفُ مِـنْ وَفـاء ضَمِينِهِ
وَلَــهُ سـَبيلُ الحَـجِّ يُمْـزَجُ شـَهْدُهُ
فِـي الحَـرِّ للصـَّادي بِبَـرْدِ مَعِينِهِ
إبِـلٌ يَغُـصُّ بِهـا الفَضـاءُ كَأنَّهـا
شـَجَراً أتَـت مِـن أُكُلِهـا بِفُنُـونِهِ
يَحْمِلْــنَ مُنْقَطِــعَ المُشـاةِ كَـأَنَّهُ
فِــي بَطْــنِ أُمٍّ مَهَّــدَتْ لِجَنينِــهِ
لَمَّـا دَعـا داعِيـهِ أَعْلَـنَ بِاسـمِهِ
فَتَشــارَكَ الثّقلانِ فِــي تَــأمِينِهِ
طَرِبَـتْ لَـهُ عَرَفـاتُ وَاهتَـزَّ الصَّفا
وَالبَيْــتُ مَــع أَركـانِهِ وَحَجـونِهِ
لَـوْ كـانَ لِلحَجَـرِ الشَّريفِ فَمٌ شَكا
مــا عِنــدَهُ مِـن شـَوقِهِ وَحَنِينـهِ
ضـَحَّى الحَجيـجُ عَلـى مِنـىً وَسُيوفُهُ
فِي الشّركِ تَسقِي العِلْجَ ماءَ وَتِينِهِ
مـا كُـلُّ مَـنْ صـَنَعَ الجَميـلَ مُوَفَّقٌ
كَلاّ وَلا رَبُّ الســــَّما بِمُعِينــــهِ
يـا مَـنْ عَلـى كَرَمِ الطِّباعِ يَلومُهُ
مـا لُمْـتَ إِلاَّ اللَّـهَ فِـي تَكـوينِهِ
اللَّـــهُ أَهَّلَــهُ لِرَحْمَــةِ خَلْقِــهِ
وَصــَلاحِ دُنيــاهُ وَرَحْمَــةِ دِينِــهِ
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.