
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الــرَّوْضُ بَيْــنَ مُتَــوَّجٍ وَمُشــَنَّفِ
وَالأرْضُ بَيْـــنَ مُدبَّـــجٍ وَمُفَــوَّفِ
وَالْغُصــْنُ غَنَّـاهُ الْحَمـامُ فَهَـزَّهُ
طَرَبــاً وَحَيَّـاهُ الغَمـامُ بِقَرْقَـفِ
وَالظِّـلُّ يَسـْبَحُ فِـي الغَديرِ كَأنَّهُ
صــَدَأٌ يَلُـوحُ عَلـى حُسـامٍ مُرْهَـفِ
قِـسْ بِالسـَّماءِ الأرْضَ تَعْلَـمْ أَنَّها
بِكَــواكِبِ الأزْهـارِ أَحْسـَنُ زُخْـرُفِ
أحْــداقُ نَرْجِسـِها بِخَـدِّ شـَقِيقِها
مَبْهوتَــةُ لِجمَــالِهِ لَــمْ تُطْـرَفِ
وَالطَّـلُّ فِـي زَهْـرِ الأقَـاحِ كَـأَنَّهُ
ظَلْـمٌ تَرَقْـرَقَ فِـي ثَنايـا مَرْشـَفِ
راقَ الزَّمـانُ وَراقَ كَـأْسُ مُدامنا
وَرُضــابُ سـاقينا الأَغَـنِّ الأَهْيَـفِ
فَمَزْجــتُ ذاكَ بِهــذِهِ وَشــَرِبْتُها
وَلَثَمْتُـــهُ وَضـــمَمْتُهُ بِتَعَطُّـــفِ
وَجَنَيْـتُ مِـنْ وَجَنـاتِهِ لَمَّا اسْتَحى
وَرْداً بِغَيْـر مَراشـِفي لَـمْ يُقْطَـفِ
وَرَنــا إلَــيَّ بِطَرْفِــهِ فَكَأنَّمـا
أَهْـدَى السـَّقامَ لُمِـدْنَفٍ مِن مُدْنَفِ
بِتْنـا وَقَـد لَـفَّ الْعِناقُ جُسومَنا
فِــي بُرْدَتَيْــنِ تَكَــرُّمٍ وَتَعَفُّــفِ
حَتَّـى بَـدا فَلَـقُ الصـَّباحِ كَجَحْفَلٍ
رايــاتُهُ رَنْـكُ الْمَليـكِ الأَشـْرَفِ
مَلِــكٌ بَيــاضُ يَمينِــهِ لِســَمِيِّهِ
مُوسـى وَمَنْظَـرُهُ البَـديعُ لِيوسـُفِ
تَشـْتامُ ظـاهِرَهُ العُيُـونُ وَتَقْتَدي
مِنْـهُ العُقـولُ بِسـِرِّ مُعْجِـزَةٍ خِفِِي
مُتَنــاقِضُ الأوصـَافِ طَـوْدُ مَهابَـةٍ
رَســَختْ رَكــانَتُهُ وَغُصــْنُ تَعَطُّـفِ
وَيُريـــكَ مِــنْ آرائِهِ وَعَطــائِهِ
تَحْريــرُ نِحْريــرٍ وَبَــذْلَ مُجَـزِّفِ
وَعَلَـى مُتـونِ الْجُـرْدِ أَظْلَمُ ظالِمٍ
وَعَلَـى سـَريرِ الْمُلْـكِ أَنْصَفُ مُنْصِفِ
فَحَريــقُ جَمْـرَةِ سـَيْفِهِ لِلْمُعْتَـدي
وَرَحيــقُ خَمْـرَةِ سـَيْبِهِ لِلْمُعْتَفِـي
يـا بَـدْرُ تَزْعُـمُ أَنْ تُقاسَ بِوَجْهِهِ
وَعَلَــى جَبيِنـكَ كُلْفَـةُ المُتَكَلِّـفِ
يـا غَيْـمُ تَطْمَـعُ أَنْ تَكـونَ كَكَفِّهِ
كَلاَّ وَأَنْـتَ مِـنَ الْجَهـامِ المُخْلِـفِ
جَنَحَـتْ مُلُـوكُ المُشـْرِكينَ لِسـَلْمِهِ
فَأجــابَ مُتَّبِعــاً لِنَـصِّ الْمُصـْحَفِ
وَيَعِــزُّ ذاكَ عَلَـى ظُبـاهُ وَخَيْلِـهِ
وَبِرَغْــمِ آنـافِ الرِّمـاحِ الرُّعَّـفِ
إِمْهــالُ مُقْتَــدِرٍ لِيَــوْمٍ نـارُهُ
أَبَـداً بِغَيْـرِ دِمـائِهِمْ لا تَنْطَفِـي
زَأَرَتْ أُســُودُ كُمــاتِهِ وَتَفَســَّحَتْ
خُطـواتُهُمْ فِـي ضـيقِ ذاكَ الْمَوْقِفِ
فَكَــأنَّني بِجِيــادِهِ قَـد أَصـْبَحَتْ
ســُوراً لمِعْصـَمِ كُـلِّ سـُورٍ مُشـْرِفِ
وَكَــأَنَّني بِــدِيارِهِمْ قَـدْ بُـدِّلَتْ
صـَوْتَ المُـؤّذِّنِ مِـن خُـوارِ الأسْقُفِ
وَكَــأَنَّني بِسـِبائِهِمْ وَيَـدي عَلَـى
بَيْضــاءَ مُتْرَفَــةٍ وَأَبْيَـضَ مُتْـرَفِ
وَكَـأَنَّني بِـكَ قَـدْ طَلَعْـتَ عَلَيْهِـمُ
كَالشَّمْسِ فِي الشَّرَفِ الّذي لَمْ يُكْسَفِ
إِنْ كـانَ مَهْـديٌّ فَـأنتَ هُـوَ الّذي
أَحْيَيْـتَ ديـنَ المُصْطَفى وَالمُصْطَفي
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.