
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـابَ الصـَّبوحُ لَنـا فَهـاكَ وَهـاتِ
وَاشـْرَبْ هَنيئاً يـا أَخـا الَّلـذَّاتِ
كَـمْ ذا التَّـوانِيْ وَالشَّبابُ مُطاوِعٌ
وَالــدَّهْرُ سـَمْحٌ وَالحَـبيبُ مُـوَاتِي
قُـمْ فَاصْطَبِحُ مِنْ شَمْسِ كَأْسِكَ وَاغْتَبِقْ
بِكَــواكِبٍ طَلَعَــتْ مِــنَ الْكاسـاتِ
صــَفْراءَ صــافِيَةٌ تَوَقَّــدَ بَرْدُهـا
فَعَجِبْــتُ لِلنّيــرانِ فِـي الجَنَّـاتِ
يَنْسـَلُّ مِـنْ قـارِ الظّـروفِ حَبابُها
وَالــدُّرُّ مُجْتَلَــبٌ مِــنَ الظّلُمَـاتِ
وَتُريـكَ خَيْـطَ الصـُّبْحِ مَفْتـولاً إِذْا
مَرَقَـتْ مِـنَ الـرَّاووقِ فِي الطّاساتِ
عَـذْراءُ واقَعَهـا المِزاجُ أما تَرى
مِنْــديلَ عُــذْرَتِها بِكَــفِّ ســُقاةِ
يَسـْعى بِهـا عَبْـلُ الـرَّوادِفِ أَهْيَفُ
خَنِــثُ الشـَّمائِلِ شـاطِرُ الحَرَكـاتِ
يَهْـــويْ فَتَســْبقُهُ ذَوائِبُ شــَعْرِهِ
مَلْتَفَّــــةً كَأســـاوِدِ الحَيَّـــاتِ
يَــدْري مَنــازِلَ نَيِّــراتِ كُؤوسـِهِ
مـــا بَيْــنَ مُنْصــَرِفٍ وَآخَــرَ آتِ
لَــو قُســِّمَتْ أَرْزَاقُنــا بِيَمينـهِ
عَـدَلَ الزَّمـانُ عَلـى ذَوي الْحَاجاتِ
حَظّـيْ مِـنَ الزَّمَـنِ القَلِيـلُ وَهـذِهِ
نَفَثـــاتُ فِــيَّ وَهــذِهِ كَلَمِــاتِي
أَشـْكو إلى شَاهَ ارْمَنٍ مُوسى الْمَلي
كِ الأشـــْرَفِ الســَّبَّاقِ لِلْغايــاتِ
مَلِـكٌ إِذْا اعْتَكَـرَ العَجـاجُ رَأَيْتَهُ
طَلْــقَ المُحَّيــا واضـِحَ القَسـَماتِ
لَـوْ كـانَ قَبْـلَ اليَوْمِ كانَ جَبينُهُ
أَوْلــى مِـنَ التَّمْثيـلِ بِالمِشـْكاةِ
جَــرَّارُ إِذْيــالِ الجُيُـوشِ يَحُفّهـا
طَيْــرُ السـَّماء وَكاسـِرُ الفَلَـواتِ
ضـَمِنَتْ لَهـا عـاداتُ نَصْرِ اللَّهِ أَنْ
تَجْــري جِرايَتُهـا عَلـى الْعـاداتِ
أُســْدٌ بَراثِنُهـا النّصـالُ تَقَحَّمَـتْ
أُجَـمَ الوَشـيجِ فَغِبْـنَ فِـي غَابـاتِ
طَلَعَـتْ مِـنَ الخُوذِ الحَديدِ وُجوهُهُمْ
فَكَأَنَّهــا الأَقْمَــارُ فِـي الهَـالاتِ
وَاسـْتَلأمَتْ حَلَـقَ الحَديـدِ جُسـُومُهُمْ
فَكَأَنَّهـــا لُجَــجٌ عَلــى هَضــَباتِ
يَرْمـي بِهـا سـُبُلَ المَهالِـكِ ماجِدٌ
كَـمْ خـاضَ دونَ الـدِّينِ مِـنْ غَمَراتِ
كَـمْ رَكْعَـةٍ لِقَنـاهُ فِي ثُغَرِ العِدى
وَلِسـَيْفِهِ فِـي الهَـامِ مِـنْ سـَجَدَاتِ
ســُمْرٌ ذَوابِــلُ لايُبَــلُّ غَليلُهــا
إلاَّ إِذْا ســــُقَيتْ دَمَ المُهُجـــاتِ
يُلْهـي مَسـامِعَهُ الصـَّليلُ وَأَيْنَ مِنْ
طَبْــعِ القُيــونِ تَطَبُّـعُ القَيْنـاتِ
ظِــلُّ البُنُــودِ مَقيلُــهُ وَمِهَـادُهُ
جُــرْدٌ تَطيـرُ بِـهِ إِلـى الْغـاراتِ
دُهْـمٌ تَخَيَّرَهـا الصَّباحُ عَلى الدُّجى
فَغَــدا وَمَطَلعُــهُ مِــنَ الجَبَهـاتِ
حُمْـرٌ تَرَبَّـتْ بَيْـنَ مُشـْتَجِرِ الْقَنـا
لاَ بُــدَّ دُونَ الْــوَرْدِ مِـنْ شـَوْكاتِ
شـُهْبٌ بِهـا قُـذِفَتْ شـِياطينُ الْعِدى
فَجَــرَتْ كَجَــرْيِ الشــُّهْبِ مُشـْتَعِلاتِ
هـذا الّـذي أضـْرى العِبادَ وَرَبَّهُمْ
بِغَـــرائِبِ الإِحْســانِ والحَســَناتِ
هذا الّذي اسْتَغْنَى عَنِ الوُزَراءِ فِي
تَــدْبيرِ عَقْـدِ الـرَّأيِ وَالرَّايـاتِ
هــذا الإِلهــيُّ الّـذي فِـي يَـوْمِهِ
يُنْبِيــكَ قَبْــلَ غِـدٍ بِمـا هُـوَ آتِ
عَضـيْنٌ بِنُـورِ اللَّـهِ تَنْقُلُ ما تَرى
عَــن خــاطِرٍ أَصـْفَى مِـنَ المِـرْآةِ
سـُبْحانَ مَـنْ جَمَـعَ الْمَكـارِمَ عِنْدَهُ
وَقَضــى عَلَــى أَمْــوالِهِ بِشــَتاتِ
لَمّـا انْثَنـى الْغُصـْنُ فَوْقَ كُثْبانِهْ
جَبَـــرْتُ قَلْــبي بكَســْرِ رُمَّــانِهْ
وَنِلْـــتُ مِـــنْ رِيقِــهِ وَعارِضــِهِ
أَطْيَـــبَ مِــن راحِــهِ وَرَيْحــانِهْ
كَـــأَنَّ دَالَ الْعِـــذَارِ حَاشـــِيَةٌ
خَرَّجَهــــا ناســــِخٌ لِنِســـْيانِهْ
شـــَدَّ الكَلَهْبَنْــدَ تَحْــتَ آســَتِهِ
فِـــي مُلْقَتَـــى وَرْدِهِ وَسوســانِهْ
كـــأَنَّهُ أَرْقَـــمٌ تَخَـــوَّفَ فَــالْ
تَـــفَّ بِالْفــافِ زَهْــرِ بُســِتَانِهْ
تَرُوعًنــي فِــي الْعِنــاقِ شـَعْرَتُهُ
لأِنَّهـــا مِثْـــلُ لَيْــلِ هِجْرانِــهْ
تَجْــــذِبُ أَطْرافَهـــا حِياصـــَتُهُ
بُخْلاً بِمــا شــَدَّ تَحْــتَ هِمْيــانِهْ
يــا لائِمــي إنْ بَكَيْــتُ كُـلُّ شـَجٍ
مِــنْ شـَأْنِهِ الاِفْتِضـاحُ مِـنْ شـَانِهْ
أَنْــتَ مُعــافىً مِمَّــا بُليـتُ بِـهِ
وَعِنْــدَ قَلْــبي شــُغْلٌ بِأشــْجانِهْ
إنَّ الّـــذي لِلْغَـــرامِ أَرْشــَدَني
أَضـــَلَّني عَــنْ طَريــقِ ســُلْوانِهْ
ســَرَى ضــَنى جَفْنِــهِ إِلـى جَسـَدي
وَالْخَــدُّ أَعْـدَى الْحَشـَى بِنيرانِـهْ
إنْ لَـم تَـرَ الْبَـدْرَ بَيْـنَ أَنْجُمِـهِ
فَـانْظُرْ إليَـهِ مـا بَيْـنَ أَقْرانِـهْ
أَغَــارُ فِـي حَلْبَـةِ الطِّـرادِ عَلـى
خُـــدُودِهِ مِــن غُبــارِ مَيْــدانِهْ
تَلْقَـى أَعـادي موسـى كَمـا لَقِيَـتْ
كُرَاتُـــهُ عِنْــدَ ضــَرْبِ جُوكــانِهْ
المَلِــكُ الأَشــْرَفُ الكَرِيــمُ يَـداً
شــَاهَ ارْمَــنِ دامَ عِــزُّ سـُلْطَانِهْ
مَلْــكٌ زِمَــامُ الزَّمـانِ فِـي يَـدِهِ
فَـــاخْتَلَفَتْ كـــاخْتِلافِ أَلْــوانِهْ
بَيْضـــاءٌ يَـــوْمَ انْطِلاَقِ أَنْعُمِــهِ
حَمْــراءُ يَــومَ اعْتِقــالِ مُرَّانِـهْ
تَحْكُــــمُ أَعْــــداؤُهُ بِنُصـــْرَتِهِ
إِذْا اســـْتَهَلَّتْ نُجُــومُ خِرْصــانِهْ
عَســاكِرُ المُوْصـِلِ الّـتي انْكَسـَرَتْ
تُخْبِـــرُ عَــنْ نَفْســِهِ وَفُرْســانِهْ
يَــوْمَ أَبــو شــَزَّةٍ وَقَــد قَـدَحَتْ
ســَنابِكُ الْخَيْــلِ زَنْــدَ نِيرانِـهْ
تَفَرْعَنُـــوا بِاجْتِمـــاعِ كَيْــدِهِمْ
فَـــالْتَقَفَتْهُمْ آيـــاتُ ثُعْبــانِهْ
أَغْرَقَهُـــمْ بَحْـــرُ جَيْشــِهِ فَهُــمُ
كَـــآلِ فِرْعَــوْنَ تَحْــتَ طُوفــانِهْ
يــا وارِثَ الأَرضِ وَهْــوَ وَاهِبُهــا
يــا مَلِكــاً دامَ عِــزُّ ســُلْطانِهْ
لا يُمكِـنُ الْخَلْـقَ هَـدْمُ مَجْـدِكَ وَالْ
خــالِقُ قَــد شــَادَ أُسَّ بُنيــانِهْ
مــا تــاجُ كِســْرى نَظيـرُ كَمَّتِـهِ
وَلَيْــــسِ إِيـــوانُهُ كَـــديوانِهْ
يــا آلَ شـإِذْي زِدْتِـمْ بِـهِ شـَرَفاً
كُـــلُّ كِتــابٍ يُقْــرا بِعُنْــوانِهْ
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.