
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
النِّــاسُ لِلْمَـوتِ كَخَيْـلِ الطِّـرَادْ
فَالسـَّابِقُ السـَّابِقُ مِنها الجَوادْ
وَاللَّـــه لا يَــدْعو إلــى دارِهِ
إلاَّ مَـنِ اسْتَصـْلَحَ مِـن ذِي العِبادْ
وَالمَـــوْتُ نَقَّــاٌد عَلــى كَفِّــهِ
جَــواهِرٌ يَخْتـارُ مِنْهـا الجِيـادْ
وَالمَـــرْءُ كَالظِّــلِّ وَلا بُــدَّ أنْ
يَـزولَ ذاكَ الظِّـلُّ بَعْـدَ امْتِـدادْ
لا تَصــــــــْلُحُ الأرْواحُ إلاَّ إِذْا
سـَرى إلـى الأجْسـادِ هذا الفَساد
أَرْغَمْـتَ يـا مَـوْتُ أُنـوفَ القَنـا
وَدُسـْتَ أَعْنـاقَ السـُّيوفِ الحِـدادْ
كَيْـــفَ تَخَرَّمْـــتَ عَلِيّــاً وَمــا
أَنْجَــدَهُ كُــلُّ طَويــلِ النِّجــادْ
نَجْــلَ أَميــرِ المُـؤْمِنينَ الّـذي
مِـن خَـوْفِهِ يُرْعَـدُ قَلْـبُ الجَمـادْ
مُصــيبَةٌ إِذْكَــتْ قُلــوبَ الـوَرى
كَأَنَّمــا فِــي كُــلِّ قَلْـبٍ زِنـادْ
نازِلـــةٌ جَلَّــتْ فَمِــنْ أَجْلِهــا
سـَنَّ بَنـو الْعَبَّـاسِ لُبْـسَ السَّواد
مَــأْتَمُهُ فِــي الأرْضِ لكــنْ لَــهُ
عُـرْسٌ عَلى السَّبْعِ الطِّباقِ الشِّدادْ
فَـالخَودُ فِـي المَسـْحِ لَهـا رَنَّـةٌ
وَالحُورُ تُجْلى فِي المُرُوطِ الجِسادْ
طَرَقْــتَ يــا مَـوْتُ كَريمـاً فَلَـمْ
يَقْنَـعْ بِغَيْـرِ النَّفْـسِ للضَّيْفِ زادْ
قَصــَفْتَهُ مِــن ســِدْرَةِ المُنْتَهـى
غُصـْناً فَشـُلَّتْ يَـدُ أَهْـلِ الفَسـادْ
يــا ثــالِثَ السـِّبْطَيْنِ خَلَّفْتَنـي
أهِيــمُ مِــن هَمِّـيَ فِـي كُـلِّ وادْ
يـا نائِمـاً فِـي غَمَـراتِ الـرَّدى
كَحَلَــتَ أَجْفـاني بِميـلِ السـُّهادْ
وَياضـــَجيعَ التُّــرْبِ أَقْلَقْتَنــي
كَأَنَّمــا فَرْشــِيَ شــَوكُ القَتـادْ
دُفِنْـتَ فِـي التُّـرْبِ وَلَـو أَنْصَفُوا
مـا كُنْـتَ إلاَّ فِـي ضـَميرِ الفُؤادْ
لَـوْ لَـمْ تَكُـنْ أَسـْخَنْتَ عَيْنِيْ سَقَتْ
مَثْــواكَ عَيْنَـايَ كَصـَوْبِ العِهـادْ
خَليفَــةَ اللَّـه اصـْطَبِرْ وَاحْتَسـِبْ
فَمـا وَهـى البَيْـتُ وَأنتَ الْعِمادْ
فِـي الْعِلْـمِ وَالحِلْـم بِكُمْ يُقْتَدى
إِذْا دَجَـا الْخَطْـبُ وَضـَلَّ الرَّشـادْ
أنْـــتَ ســَماءٌ طَلَعَــتْ زُهْرُهــا
لا يُنْقِــصُ الآفِــلُ مِنْهــا عِـدادْ
وَأنــتَ لُــجُّ الْبَحْــرِ مـا ضـَرَّهُ
أَنْ سـالَ مِـن بَعْـضِ نَـواحِيهِ وَادْ
حُبُّــكَ فَــرْضٌ فِـي قُلـوبِ الْـوَرى
وابْـنُ الـولا يُعْـدَلُ بِابْنِ الْوِلادْ
يـا نُـوحُ رِثْ أعمارَنـا وَاحْتَكِـمْ
مَلَّكَــكَ اللَّــه رِقــابَ الْعِبـادْ
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.