
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن الزمــان ولا أقــول زمـاني
بيـن الطوابـع والرسـوم رماني
وأحــال لــذاتي وسـاوس حاسـب
يهــذي بضــرب ثلاثــة بثمــان
فانظر إلى الندمان كيف تفرقوا
بعـدي وكيـف علا الغبـار دناني
وإلـى قريضـي كيـف أصبح تافهاً
وإلـى بليـغ القـول كيف عصاني
وإلـى امـاني العـذاب يسـومها
سـوط الحسـاب مهانـة العبـدان
قـانون هـوبر حـال بعـض جريضه
دون القريــض ودون كــل بيـان
فاسـتكتبوا قعـوار نـص تميمـة
غــراء تــذهب عقــده بلسـاني
وتشـــد ازر هـــواجس شــعرية
مــن كــل فاكهـة بهـا زوجـان
وتعيــد أحلام الشــباب ضـحوكة
كـالزهر يبسـم فـي سـهول معان
يـا أخـت واد قـد دعوتك باسمه
ولــه نســبت تبركــاً ديـواني
قـومي وقومك في الصغار وجهلهم
معنــى الحميــة كفتـا ميـزان
وأَنـا وأَنـت علىْ أختلاف قبيلنا
فــي عــرف بيـك وجيشـه سـيان
فـادني كؤوسـك إن بعـض عزائنا
فيهـا وفـي هذا القوام الباني
وبهــذه الزفـرات وقـع لحنهـا
صــدري وصــعدها صـداك أغـاني
يـا أَخـت سـلمى في غناك عذوبة
تبكــي ويغـرق دمعهـا أحزانـي
مـا شمت ومض اليأس في نبراتها
إلا اســتبنت بشــجوها ألحـاني
ورأيـت فـي مـرآة بؤسـك صورتي
وقــرأت فـوق اطارهـا عنـواني
وعرفـت فيمـا أنت فيه من الأذى
ومـن الصـغارة والهـوان هواني
أَهلـوك قـد جعلـوا جمالك سلعة
تشـرى وبـاع بنـو أَبـي أوطاني
وذووك قــد منعـوك كـل كرامـة
وأنــا كــذلك حارســي سـجاني
يـا بنـت فـي إسبال جفنك محمل
للإِشــتباه بــأن طرفــك جـاني
وبـأن هـذا القلـب عـاث بامنه
عينـــان واقلبــاه ســوداوان
لا مـدعي عـام اللـواء أجـارني
مـــن ســحرهن ولا طلال حمــاني
يـا بنـت تحقيـق العدالة ركنه
ولـع القضـاة براحـة الوجـدان
ولعـي بكـأس فـي ارتشاف رحيقه
ســكر يحيـل النائبـات أمـاني
ويريـك فقـه الشـيخ أقوالاً بها
مـا أنـزل الرحمـن مـن سـلطان
فــإِذا جهنـم جنـة وإِذا الأسـى
نعمـى وإِذ نـوب الحيـاة أغاني
وإذا بعفـو اللّـه يفتـح مغلقا
عبــود أوصــده علـى الغفـران
يـا شـيخ قولـك مـا أشد عقابه
غمــز بوصـف الراحـم الرحمـان
للّــه قـومي كيـف عكـر صـفوهم
طيــش الشــيوخ وخفـة الشـبان
وتســول المــتزعمين حقــوقهم
مــن زمــرة الأذان والغلمــان
وتظــاهر المتصــدرين لـبيعهم
لا عــن تقــى بحمايـة الأديـان
يـا رب إن بلفـور أنفـذ وعـده
كـم مسـلم يبقـى وكـم نصـراني
وكيـان مسجد قريتي من ذا الذي
يبقـي عليـه إذا أزيـل كيـاني
وكنيسـة العـذراء أيـن مكانها
سـيكون إن بعـث اليهـود مكاني
هـات اسـقني قعـوار ليس يهمني
قــول الوشـاة عـرار صـكرانان
فالكـأس لـولا اليأس ما هشت له
كبــد ولا حــدبت عليــه يـدان
والخمـر لولا الشعر ما أنست به
شــفة الأديــب وريشـة الفنـان
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.