
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وهمـت فليـس مـا سـمي
تــه الإيمـان إِيمانـا
ولا هـذا الـذي قـد خل
تــه تقــواك فحوانـا
أَتهــذي بالسـلو وقـد
غـرام الغيـد أَضـنانا
وقـد للكـأس تهفـو نف
س مـن يسـلوه أَحيانـا
وذو الشوق القديم إِذا
تــذكر عــاد ولهانـا
فـدع عنـك الهراء وقم
نــذع للنــاس إِعلانـا
أَلا مــن يشـتري بالـح
ان والألحــان تقوانـا
بســعر صــلاة أســبوع
ببعــض الكــأس ملآنـا
وأَجــود صــنف تسـبيح
بــذكر اللّــه ريانـا
يبـاع وجملـة بـالكمش
لا يحتـــاج ميزانـــا
بنظــرة شــبه حسـناء
تطلــع فــي محيانــا
فهــل وبهــذه الأســع
ار شـــارية بعمانــا
لـو أَني أَرأَس الوزراء
أَو قــــاض كمولانـــا
لأَلغيــت العقـاب ولـم
أَدع للنفــي إِمكانــا
أَمــا وأنـا مـن اتـخ
ذوه للإِرهــاق ميـدانا
فمــن ســجن إلـى مـن
فـى لآخـر شـط أبوانـا
فهــات الكـأس مترعـة
مـن الصـهباء ألوانـا
يطالعنــا بهــا حبـب
كعيـن الـديك يقظانـا
وهــب عمــان ماثلــة
وظــن حميــد حمـدانا
وهذا الكوخ ديوان الأم
يـــر وذاك رغـــدانا
وقـل للهـبر يـا باشا
وســم هــديب شوشـانا
وعــش رغـم القـوانين
الــتي آذتـك سـلطانا
فمثلـــك مــن تمــرد
كلمـا سـاموه إِذعانـا
لعمـر الحـق لـن يتـن
كـــب الإخلاص خـــذلانا
وســـوف يظـــل ســيف
النصـر للأحرار معوانا
وسـوف نهيـر مـن هـذي
الصـروح الهلس بنيانا
فلا يخـــدعك ظاهرهــا
ولا تهويـــل مولانـــا
وقــل إن قيـل لا عفـو
لعــل العفـو لا كانـا
فعيـن العـزم ترمقنـا
وعيـن الحـزم ترعانـا
ولطــف الكــاس إِثــر
الكـاس نشـربها تولانا
فحسـبي بالنخيل الباس
ق الفينــان جيرانــا
وبالنوريــة الحسـناء
والصـــحراء نــدمانا
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.