
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـن جمشـيد ابـن كـايو كباد
أيـن زالا زالوا جميعاً وبادوا
وعلـى الهـبر قـد رسـا مثلهم
بالأمس في مصفق المنون المزاد
لـم تفطـر مـرائر الـزط لمـا
غيبـــوه ولا انفــرت أَكبــاد
ودوى طبلهـم كمـا كـان يـدوي
يــوم للهــبر كـانت الأَمجـاد
واسـتمر النـدمان يسقون صرفاً
مــن رحيــق كرومــه جلعــاد
ومضــى عـازف الربابـة يشـدو
لحنــه وانــبرت لرقـص سـعاد
هــبر حــتى حميــر قومـك إذ
تنشــج مغـزى نشـيجها انشـاد
مـت كمـا شـئت فالندامى بلهو
ليـس مـن شـأنهم عليك الحداد
هــبر سـاقي السـقاة مـا زال
قـد نحـاك عمـا أصابه الوراد
واعوجـاج الزمـان يـا هبر ما
زال اعوجاجاً ينوء فيه السداد
وبيـاض النهـار مـا زال منـه
حظنــا كـان يـا تعيـس سـواد
لا تخـف ظلمـة القبـور ففيهـا
يتســاوى الأفــذاذ والأوغــاد
وينـام الصـعلوك جنبـاً لجنـب
والسـراة الذين شادوا وسادوا
ايهــذا الــتراب بـوركت مـن
قـاض لأحكـامه اسـتراح العباد
هــبر ليسـت دنيـاك عبـدة رق
لأنــــاس بعرفهـــا أســـياد
كـــل حـــي لســـوف تحملــه
يومـاً لمثـواك مرغمـاً أعـواد
والشــقي الشــقي مــن يحسـب
العمـر بنـاء لا يعـتريه نفاد
إن حبــل الـردى مشـاع وعنـه
قفـز الهـبر وابـن شـداد عاد
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.