
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هاتهـا واشـرب فإن اليوم فصح
وقبيـح بالفتى في العيد يصحو
إن فـي الـدير أبـاً فذ الندى
ونبيـــذ ورعـــابيب وصـــدح
ومســــيح كيــــس كهــــانه
دأَبهـم فـي النـاس إصلاح وصلح
هاتهــا واشـرب فمثلـي مـاله
يـا أَخـي عـن دكة الخمار ندح
أن هــذا العمــر ليـل مـاله
يا أَخي في غير إفق الكأس صبح
هاتهـا واشـرب ودع عبـود مـن
شـرح متـن الأم يسـتهويه متـح
لســـت صـــوفياً ولكنــي إذا
أحضـر الـذكر فـذكري فيه شطح
إنهـــا رجــس ولكــن ربنــا
شــأنه عفــو وإغضــاء وصـفح
وبفقـــه الــدن متــن نصــه
هـامش الكـأس لمتن الروح شرح
فــدع الشــيخ علــى منــبره
يعـظ النـاس وينهـاهم ويلحـو
قــدر اللّــه علينــا شـربها
ليـس خطـاً قـدر اللّـه فنمحـو
إن فــي الحمــر عـن وج غنـى
وبزيــزاء مــن الـدوحاء روح
وكمــا تامــك سـفح مـن منـى
تـام هـذا الشيخ في عمان سفح
وحجـــازي الهـــوى أشــواقه
أَصـبحت أنـى نحـا الأردن تنحو
ان فـي بعـد الفـتى عـن موطن
سـامه الغوغـاء إرهاقـاً لربح
حسـب مـن أجيـاد ليسـت صـرحه
فـي ظلال المجـد من رغدان صرح
وبـــآل التـــل أهلاً وحمـــى
زهـره مـا يعـتريه الدهر صوح
وبعثمــــان وأتـــراب لـــه
روضــة فينانــة أنســاً ودوح
هاتهـا واشـرب فقـومي كاد من
فـرط إيقـاظي لهـم صـوتي يبح
فأنــا يـا عـوف نشـوان أسـى
وخمــاري اليــوم آلام وبــرح
وبقلــبي مــن عشـيات الحمـى
ذكريــات فــي حنايــاه تلـح
وجمــاح الحــر هيهــات لــه
إن يـثره الضـيم إمسـاك وكبح
مـــوطني الأردن لكنـــي بــه
كلمـا داويـت جرحـاً سـال جرح
وبنفســي رحلــة عــن أرضــه
علـه يشـفي مـن الارهـاق نـزح
كــل مـا أرجـوه لـو أن منـى
عــاثر الجـد إذا يرجـو تصـح
أن أرى لــي بيـت شـعر حـوله
مـن شـلايا قومـك السرحان سرح
فــي فلاة ليــس للعلــج بهـا
حيــة تســعى وثعبــان يفــح
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.