
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا جيرة البان ليت البان ما كانا
ولا عرفنــا بــوادي السـير خلانـا
أو ليتنـا كلمـا طـاف الحنين بنا
وسـامنا مـن ضـروب الوجـد ألوانا
وعــادت النفـس تـذكارات صـحبتكم
تســطيع تعزيــة عنكــم وسـلوانا
يـا جيرة البان هيهات الشباب فقد
حــالت مســراته برحــاً وأشـجانا
وبــدلته الليــالي مــن تمــرده
علـى التقاليـد تسـليماً واذعانـا
وأخلقـــت خيبــة الآمــال جــدته
وشــوهت ســفره متنــاً وعنوانــا
فبــات كــالقبر فـي قفـر تـوهره
يجــاذب الليــل والأرواح أشـطاتا
وأقفـر القلـب إلا مـن رسـيس جـوى
يكــاد أن يـوقر الأحشـاء هجرانـا
ومـــن بقيـــة احســاس وعاطفــة
تنـم عنهـا دمـوع الشـعر أحيانـا
فـانظر مغـانيه كيـف الأنس أنكرها
وكيـف مـا عـاد دوح العمر فينانا
وكيــف أصـبحت لا أهتـم هـل نزلـت
عمــان أم غــادرت لميـاء عمانـا
ولا أبــالي أركــب الهـبر شـرفها
بـالأَمس أم ركبـه عـن أرضـها بانا
أصـبحت أمسـاً ويأسـاً فادن خابيتي
أسـبح الكـاس أو أسـتغفر الحانـا
وقــل لعبــود إن أنحــى بلائمــة
لا تبـذل الـوعظ يـا أسـتاذ مجانا
فـالقوم قـومي وهـذا مـوطني وأنا
مـن تالـدي أسـأل الغوغاء احسانا
والنـاس كالكـاس رجس والوجود كما
أيقنــت حملانــه بالفتـك ذؤبانـا
والكـون غيـل لعمـري لست فيه أرى
غيـر السـعالى تنـاجي اليوم غيلا
فــأم طنــوس قـد ضـاقت بصـحبتنا
ذرعـاً وذابـت حيـاء مـن بقايانـا
أبعـد هـذا أجـب يـا شـيخ هل حرج
علــي إِمـا قضـيت العمـر سـكرانا
وكيــف بـاللّه ربـي سـوف يمنحنـي
وهـــذه قصــتي عفــواً وغفرانــا
يقــول عبـود جنـات النعيـم علـى
أبوابهــا حــارس يـدعون رضـوانا
مـن مـاء راحـوب لم يشرب وليس له
ربــع بجلعــاد أو حــي بشـيحانا
ولا تفيـــأ فــي عجلــون وارفــة
ولا حــدا بهضــاب السـلط قطعانـا
ولا أصــاخ إلــى أطيارنــا سـحراً
بـــالغور تملأه شــدواً وألحانــا
ولا بــوادي الشـتا تـامته جـؤذرة
ولا رعــى بســهول الحصــن غزلانـا
ولا تــــأردنه يومـــاً بمحتمـــل
ولا لتقديســــه الأردن امكانــــا
إن كـان يـا شـيخ هـذا شأن جنتكم
فابعـد بهـا إنهـا ليسـت بمرمانا
وقــل معــي بلسـان غيـر ذي عـوج
لا كنـت يـا جنـة الفـردوس مأوانا
يـا سـائل البـان عـن أصداء أنته
حينـاً وعـن رجعهـا يـا سـائلاً آنا
لـو أن رجـع الصـدى يغنـي تساؤله
مــن شــفه لاعــج يشــجي لأَغنانـا
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.