
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقولـون تـب عنهـا لسـوف أتـوب
وســـوف إذا ربــي أراد أنيــب
فــأنكر نـدماني وأهجـر حـانتي
وللرشـد بعـد الغـي سـوف أثـوب
وسـوف أغـض الطـرف إن عرضـت له
محاســـنها رعبوبـــة ولعـــوب
وسوف الألى قالوا عرار قد ارعوى
ومـن يرعـوي بعـد الضـلال لـبيب
يقولـون طـب نفساً بما قد فعلته
فمــا يســتوي مســتهتر وأَريـب
أناشــدكم وادي الشـتا وظبـاءه
وغـزلان وادي السـير وهـو حـبيب
بغيــر هـوى مضـن وكـأس مدامـة
ولحــن شــجي كيــف كيـف تطيـب
دعـاني وقـد ولـى شبابي شبابها
دعـاني وهـل يعصـي الشباب مشيب
وإنـي ولـو جـزت الثمـانين حجة
لــداعي صـبابات الهـوى لمجيـب
لك اللّه يا قلبي لك اللّه خافقاً
بـه مـن تباريـح الهيـام نـدوب
هـل المـرء إلا أصـغريه فما عسى
يقولـــون عنــي إن خلاك وجيــب
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.