
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مـدعي عـام اللواء
وخيـر مـن فهـم القضية
ومنــاط آمـال القضـاة
وحــرز إنصـاف الرعيـة
ليــس الزعامـة شـرطها
لبـس الفـراء البجدلية
فيفــــوز عمـــرو دون
بكـر بالمقابلة السنية
والعـدل يقضي ان تعامل
زائريــك علـى السـوية
يـا مـدعي عـام اللواء
وأنـت مـن فهـم القضية
الهــبر جــاءك للسـلام
فكيــف تمنعـه التحيـة
ألأن كســـوته ممزقـــة
وهيئتـــــه زريـــــة
قــد صـده جنـديك الـف
ظ الغليـــظ بلا رويــة
وأبــى عليـه أن يـراك
فجــاء ممتعضــاً إِليـه
يشـكو الـذي لاقـاه مـن
شــطط بـدار العادليـة
ويقـول إن زيـارة الـح
كــام لا كــانت بليــة
فاسـرع وكفـر يـا هداك
اللّـه عـن تلـك الخطية
وأدخلــه حـالاً للمقـام
وفــز بطلعتـه البهيـة
ودع المراسـم والرسـوم
لمــن عقــولهم شــوية
فـالهبر مثلـي ثـم مـث
لــك أردنـي التابعيـة
يـا هـبر بي فقر كفقرك
للإِبــــاء وللحميــــة
أو مـا ترانـي قد شبعت
علــى حســاب الأكثريـة
وأكلــت بسـكوتاً وهـذا
الشـعب لا يجـد القليـة
ولبسـت إذ قـومي عـراة
غيــر مـا نسـجت يـديه
فـأدر كؤوسـك يـا أبـا
ناصــيف مترعــة رويـة
وأحــل مقــال الشــيخ
إِن أفـتى بحرمتها عليه
إن الـذي تسـبى مواطنه
تحـــل لـــه الســبية
عبوديـا نـاعي النهـار
علـى المآذن في العشية
قسـماً بمـاحص والفحيـص
وبالطفيلــة والثنيــة
وبمـن شـقيت بهـن وهـي
بأهلهــا مثلــي شـقية
ليـس الهـدى وقفـاً على
فئة الشــيوخ الأزهريـة
إن الحيـاة لهـا قواعد
غيــر متــن الخزرجيـة
فنبيـذ قعـوار اللذيـذ
وانــة النـاي الشـجية
وهيامنـا بالغانيات من
الأمــــور الجوهريـــة
أو مـا ترانـي والمشيب
كمــا تــراه بعارضـيه
مـا زلـت خفـاق الفؤاد
ولـم تـزل نفسـي طريـة
والقلـب مـا تنفك تملأ
ســـاحه خطــرات ميــة
دنــف تطـارده العجـوز
ولا تهـــادنه الصــبية
إن القــدود المأدبيـة
والعيـــون العجرميــة
أشـواقها ستظل في قلبي
وإن أوديــــت حيــــة
ولسـوف تبقـى للصـبابة
فــي ثـرى رمسـي بقيـة
وهـــواي ســـوف يظــل
يهزأ بالقبور وبالمنية
يــا أخـت رم وكيـف رم
وكيـف حـال بنـي عطيـة
هـل مـا تـزال هضـابهم
شــماً وديرتهــم عذيـة
سـقيا لعهـدك والحيـاة
كمــا نؤملهــا رضــية
وتلاع وادي اليتـم ضـاح
كـــة وتربتــه غنيــة
وســفوح شــيحان الأَغـن
بكـــل يانعــة ســخية
أيـام لـم يـك للفرنجة
فــي ربوعــك أســبقية
والعلـج مـا انتصبت له
فــي كـل مومـات ثنيـة
أيـن السـوام وسـرح قو
مـك بالعشـية يـا عجية
ومراحكــم لـم أنكرتـه
معــاطن الابـل المريـة
وجفتــه حيهلـة الامـاء
وهســة العبـد الونيـة
مـاذا أصـاب بنـي أبيك
أمـا لهـم فينـا بقيـة
صـمتاً فـان العي في بع
ض المواقـــف شــاعرية
وتحـامق الضـعف الهضيم
نهايــة فـي العبقريـة
لمـا رأيـت الكـذب سـر
تفــوق الفئة الســرية
ورأيـت كيـف الصـدق يذ
هـب مـن يقـول به ضحية
ونظـــرت أحلاس الوظــا
ئف سـادة بيـن البريـة
أيقنـت أن الأَلمعيـة في
ازدراء الألمعيـــــــة
وحللـت عقلـي مـن عقال
الهاجســين بحسـن نيـة
وسـبرت أغـوار السـراة
وقســـتهم بالسرســرية
فوجــدت رهــط الهــبر
قـد بـز الأَماثل أريحية
لا تنخــدع بــالبنطلون
ولا تثــق بجمــال زيـه
مــا كـل زخرفـة ابـاء
وكـــل خطــب عنجهيــة
كم فارس هو في الحقيقة
عنـــد راتبــه مطيــة
ومدجـــج قـــاد الــس
ريـة وهـو قواد السرية
هـات اسـقني ما للحياة
بغيــر عربــدة مزيــة
واسـبأ لنـا إن الزقاق
مبــاءة الأمـم السـبية
واشـرب علـى نمطـي كما
تـأتم بالشـيخ المعيـة
تـرك التقـى خيـر بعلم
اللّـه مـن نسـك التقيه
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.