
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قولـوا لعبـود على القول يشفيني
إن المرابيــن إخـوان الشـياطين
وأنهــم لا أعــز اللّــه طغمتهـم
قـد اطلعوا رغم تنديدي بهم ديني
فــذا يقـول غريمـي كيـف تمهلـه
وذاك يصــرخ لـم تحبسـه مـديوني
كأنمــا النـاس عبـدان لـدرهمهم
وتحــت إمرتهــم نــص القـوانين
يـا رهـط شيلوخ من يأخذ بناصركم
يجنـي علـى الحـق والأخلاق والدين
ومــن يســهل أمـراً فيـه مصـلحة
لكـم فملعـون حقـاً وابـن ملعـون
فمــا كظلمكـم ظلـم الفرنـج ولا
كفتككـم بـالورى فتـك الطـواعين
أأســجن النـاس ارضـاء لخـاطركم
وخشية العزل من ذا المنصب الدون
أم رغبــة بتقاضـي راتـب ضـربوا
نقــوده مـن دمـاء فـي شـراييني
هـذي الوظيفـة إن كـانت وجائبها
وقفـاً عليكـم فعنها اللّه يغنيني
إن الصــعاليك اخـواني وإن لهـم
حقـاً بـه لـو شـعرتم لم تلوموني
فـالعزل والنفـي حباً بالقيام به
أسـمى بعينـي مـن نصـبي وتعييني
يـا شـر مـن منيت هذي البلاد بهم
ايـذاؤكم فقـراء النـاس يـؤذيني
إن الصـعاليك مثلـي مفلسـون وهم
لمثـل هـذا الزمـان الزفت خبوني
والأَمر لو كان لي لم تفرحوا أبداً
مـن أجـل ديـن لكـم يوماً بمسجون
فبلطـوا البحـر غيظاً من معاملتي
وبــالجحيم إن اســطعتم فزجـوني
فمـا أنـا راجـع عـن كيد طغمتكم
حفظـاً لحـق الطفـارى والمسـاكين
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.