
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا در درك جعفـــر يــا جعفــر
دعنــي بغــي ضــلالتي أتعــثر
وإذا فقيـه القـوم أسهب واعظاً
وبـه اهتـدى غيـري فدعني أكفر
وأنـخ علـى باب الصراحة ناقتي
حــتى يمــوت بغيظـه المتـذمر
واضــرب بــه وبفقهـه وبـوعظه
عـرض الجـدار فـذا بـذلك أجدر
عبــود قــال فمالنـا ومقـاله
السـكر فـي نظـر الشريعة منكر
والخمـر رجـس والكؤوس برأس من
شـربوا بهـا يـوم الحساب تكسر
إن الألــه الحــق جــل جلالــه
مـن أن يقـول بقـول شيخك أكبر
فهلــم نشـربها فلـون حبابهـا
ذهــب كشــعر الشركسـية أَشـقر
وتعـال عنـد المنتشـين بطبعهم
مـن حـان أَلحـان الربابة نسمر
الطـامعين وليـس مـن أمـل لهم
والقــانطين وكلهــم مستبشــر
الآخــذين مـن الحيـاة بصـفوها
والتـاركين لغيرهـم مـا يكـدر
نــور نســميهم ونحـن بعرفهـم
منهـم وفـي عيـن الحقيقة أَنور
أو لـم تر العرفاء كيف تهودوا
أو لـم تـر المتعلميـن تنصروا
والبــائعين بلاد هــم بقلامــة
قـد أقدموا والمخلصين تقهقروا
باعوا العقائد بالقلائد وانبرى
منهـم لـبيع تـراث يعـرب أزعر
وتـوهم التعسـاء سـؤددهم كمـا
ظنـوا ومثلـك بالحقيقـة أخـبر
هيهـات لـو تغني الظواهر ربها
أسـداً لكـان الثعلـب المتنمـر
فـدع الرصانة والرزانة والحجا
بــرءوس عبـدان الفلـوس تنقـر
وهلـم عنـد الضـاربين بطبلهـم
للنـاس أمثلـة الصـراحة نسـمر
الراقصـين علـى حبـال جـدودهم
رقصــاً كرقــص الأمـس لا يتغيـر
الثـابتين علـى مبـاديء قومهم
الحــافظين ذمـام مـن لا يخفـر
نـور لئن كـانوا فـإن وفـاءهم
ممــا يحــار بـأمره المتبصـر
لا يكــذبون ولا تبــور فعـالهم
ولقلمـا ظهـروا بما لم يضمروا
مـا زال مـن كنـا نؤمـل خيرهم
قد أصبحوا عن راي وزمن يصدروا
يـا هبر شعبك بالحياة من أمتي
أضـحي الأَحـق وبالكرامـة أجـدر
يا هبر هات لي الربابه وانطلق
بي حيث قومك اسهلوا أم أصحروا
أنـا مثلكـم أصـبحت لا أرض ولا
أهـــل ولا دار ولا لــي معشــر
ولقــائل لـك بـالعراق وملكـه
واق يعيــذك مـا تخـاف وتجـذر
فهنــاك لا بلفـور يزعـج وعـده
أحـداً وليـس هنـاك مـن يتبلفر
وهنــاك لا بيــك تخـاف جنـوده
يومــاً ولا ككــس هنـاك وهـوبر
وهنـاك لا أو هـل هنـاك دسـاكر
يـا شـيخ بـالهيف المرنح تزخر
وعيـون مـا ينفـك يزعـم أنهـا
عينــاه فـي نظراتهـن الجـؤذر
هيهـات مـا بعد الصريح وأهلها
للحصــن لا شــرقي ســال مغيـر
مـا فـي العراق ورب زمزم أَعين
إلا ومــن خلـف الزجاجـة تنظـر
عمــص ويحسـبها السـخيف لأَنهـا
ســقيت بدجلــة بابليـة تسـحر
فـأقم بأربـد لا تغـادر سـاحها
إلا إلـى القـبر الـذي به تقبر
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.