
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَأَسـْلُو حـادِي الـبين جَـدَّتْ رَكـائِبُهْ
ونـاحتْ عَلَـى دَوْحِ المنايـا نَـوادِبُهْ
لَعمرُك من يَسْلُو وذا الدهرُ فِي الوَرى
عَلَــى عجـلٍ بـالموتِ تسـعى كتـائبُهْ
هَيــا كلُنــا للمـوتِ حـانوتُ خمـرةٍ
يطــوف بِـهِ عِزْرِيـلُ والخلـقُ شـارِبه
نُجــانِب أســبابَ المنايــا وإننـا
لَنَهلــك بالأســباب فيمــا نُجـانبه
يَلَـذُّ الفـتى بـالعيش والعيـشُ خُدعة
ومـن يختـدع والـدهرُ جَلَّـتْ مصـائبه
أَيُصـــبِح مســـروراً هَنيئاً بعيشــةٍ
أخــو شــَرَهٍ والمـوتُ لا شـكَّ طـالبه
ويرتـاح فِـي الـدنيا لنَيْـلِ حُطامها
وَقَــدْ هلكَـتْ قبـل المَنـال أقـاربه
فَنَغــدو ونُمسـي والليـالي تسـوقنا
إِلَـى مَنْهـلٍ كـأسُ المنايـا مَشـاربه
حثيثــاً تجـري الليـالي ومـن تكـن
مَطيَّتُـــه الأيـــامُ قُصــَّتْ حَقــائبه
ومــن كــانت الأيـام للسـير نُجْبَـه
بلغْـــنَ إِلَيْــهِ مســرعاتٍ نجــائبُه
فيـا نفـسُ إن المـوتَ أعظـمُ واعظـاً
وَقَـدْ نَشـِبت يَـا نفـس فيـك مَخـالبه
إذَا مَــا دَجـا ليـلٌ رجَوْنـا صـباحَه
وَلَـمْ نعلـمِ الإصـباحَ مَـاذَا عـواقبه
ونحـرِص فِي الدنيا عَلَى الرزق جهدَنا
وَلَيْـسَ يفـوت المـرءَ مَا الله كاتبه
تُخادِعنـــا الآمــالُ وهْــي كــواذبٌ
وَقَـدْ يخـدعُ الإنسـانَ مـن هـو كاذبه
نُراقــب مــن وَقْـع الأَسـِنَّة والظُّبـا
ويقتلنــا بــالرغم مـن لا تراقبُـه
ويَفْجَوُّنـــا رَيْــبُ المَنــون بِغِــرَّةٍ
كمــا فَجـأتْ مَلْـكَ الزمـانِ نـوائبه
فبــالأمسِ قَــدْ كَـانَ المُمَلـكُ فيصـلٌ
بعـرشِ سـماءِ المجـدِ تَزْهـو كـواكبه
فأمسـى ونـاعِي الـبين ينـدب صارخا
أَلا إن عــرشَ المجــدِ هُـدَّت مَـواكبه
رويـدكَ يَـا نـاعي المنـون فجعْتَنـا
بمـن فِـي مِهـادِ المجدِ قَدْ طَرَّ شاربه
بمــن كـانت الأقـدارُ صـَحْباً لعَزْمِـه
فإنـا نـراه اليـومَ والعجـزُ صاحبه
بمـن كَـانَ قَهّـاراً عَلَى الخلقِ غالباً
فهـا هـو مقهـورٌ وذا المـوتُ غالبُهْ
بمــن قَلَّـب الـدنيا بتصـريفِ رأيـه
فصــارت أيادينــا أسـيراً تقـالبه
فلــم أرَ قبــلَ اليـوم أنّ غَضـَنْفَراً
تقلِّبـــه أيـــدٍ وأيـــدٍ تَنــاوَبُه
مُســَجَّى عَلَــى ظهـرِ الأَريكـةِ هـادئاً
وتنســج أكفــانَ الحتــوفِ عنـاكبه
فهُبّـوا بنـي الإملاقِ طُـرّاً فقـد نَعَـتْ
أبـا الفضـلِ رحـبَ الساعدين نَواعبه
قِفـوا سـاعةً وابكُـوا زمـانَ حياتِكم
فهــذا أبـو الأيتـام فُلَّـت ضـَواربه
لقـد كَـانَ فِـي عيـن الخلافـة حاجِباً
فأضـحى بعيـن الأرض والقـبرُ حـاجبه
فيــا لَــكَ مـن بـدرٍ بـأُفْق سـمائِه
تَغَشــَّتْه بعــد التِّــمِّ ليلاً سـَحائبه
ضــياءٌ ضــياءُ الشــمسِ دون سـَنائِه
كَسـتْه مـن الليـلِ البَهيـم غَيـاهبه
تَبــدَّى وأفْـقُ الفضـلِ غـارتْ نجـومُه
فأَضـحى عَلَـى العـافِين ترمي ثواقبُه
مَليــكٌ تحلـى الـدهرُ فخـراً بجـوده
وَقلَّــدنَ أعنــاقَ الرجــال مَـواهبُه
تَبــدَّتْ بِــهِ الأَيَّــامُ غـراً سـَوافراً
وولّــت بِــهِ والــدهرُ سـودٌ جَلابِبُـه
بِــهِ عمِــرت أرضُ المكـارم وارتـوتْ
بــأَنوائه وارتــدَّ للجــود ذاهبـه
أفيصــلُ مَــن للفضـلِ بعـدَك يُرتَجـى
إذَا المـرءُ قَـدْ ضـاقت عَلَيْهِ مَذاهبه
أفيصــلُ مَـن للحلـمِ بعـدك والسـَّخا
ومـن يَجْبُـر الملهـوفَ إن عُـضّ غاربه
أفيصــل إن الجــود أصــبح ثاويـاً
بجنبيــك فِــي قـبر تَضـيق جـوانبه
فمـن لـذوي الحاجـاتِ فيصـلُ إن أتى
لبابـــك محتــاجٌ لتُقضــَى مــآربه
فيـا عيـنُ قَـدْ آن البكـاءُ فـأَذرِفِي
بفَيْضـان دمـعٍ يفضـحُ السـحبَ سـاكبه
ورَوِّي ثَـرَى قـبرٍ بِـهِ الفضـلُ ثاويـاً
رَواءً يُعيــد القفـرَ خُضـراً سَباسـبه
حــرامٌ عَلَــى نفــسٍ وأنـت فَقيـدُها
ســُلُوٌّ ومــن يســلو وفَقْـدُك سـالبُه
فلــولا تَأَســِّينا لَفاضــَتْ نفوســُنا
بتَيْمــورَ مَـنْ للمُلـكِ شـَبَّتْ ترائبُـه
تَجلَّــى عَلَــى أُفْـق الخلافـةِ مُشـرِقاً
فضــاءَ بِــهِ شـرقُ الفَضـا ومغـاربه
أتانــا وثغـرُ الـدهرِ أَبْـرَز نـابَه
فلمـا بـدا بالـدهرِ زالـت شـَوائبُه
بَشـوشٌ غَضـيضُ الطـرفِ عـن كـل مُـذنبٍ
مُحِــب لأهــل الفضــل بِيـضٌ منـاقبه
تَحلَّـت بِـهِ الـدنيا وَلَـمْ تـكُ عاطِلاً
ولكنمـــا خيــرُ الحُلــيِّ أطــائبه
فـإن كَـانَ طـودُ المجـد هُـدَّ بفيصـلٍ
فـــإن بـــتيمورٍ تطــول شــَناخِبه
تَكَهَّـــل إِكليــلَ الخلافــةِ يافعــاً
وقُلِّــدْنَ ســيفَ المجـد طفلاً مَنـاكبه
ومــن كَـانَ تيمـور الخليفـةَ بعَـده
تُخَلَّـــد ذِكــراه وتعلــو مراتبــه
مليــكٌ بعـرشِ العـدل أصـبح راقبـاً
يَحُــفُّ بِــهِ نَفْــل الصــلاح وواجِبـه
كَســَتْهُ يــدُ الإيمــانِ ثــوبَ جلالِـه
وَحلاّه فــرضُ الــدين تَمْــر رَغـائبه
تَربَّــع فِـي دَسـْتِ العدالـةِ واسـْتَوى
بكرســيِّ ديـنِ اللـه فـاعتزَّ جـانبه
تُســيل يميـن الجـودِ منـه مَواهبـاً
فتَجــري بســُبْروت العُفـاة مَـذانبه
هـو الطـود فاشـدُد سـاعِديْك بحبلِـه
فقـد خـاب مـن كَـانَ المليك يُجانبه
ويـا دهـرُ هَـذَا المَلْكُ فانزِل ببُوحِه
ولا زال قَهْــراً فيـك تَجـري مَطـالبه
فلا زلـــتَ محفوظــاً بظــل أمانــةٍ
ولا زال قهــراً فيـك تَجـري مَطـالبه
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).