
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الصــبرُ أَجمــلُ والتَّجمُّـل أَنْسـَبُ
والصـمتُ عـن كُنْـزِ اللّجاجةِ أَصْوَبُ
وبحـدِّ عزمِـك فاحتمـلْ مَضَض الجَفا
إن كَـانَ خِلُّـكَ عـن وِصـالك يَرْغـب
واســلِمْ لحكــمٍ يرتضـيه فإنمـا
حكــمُ الأحبــةِ للنفــوسِ محبَّــب
واصـبِر عَلَـى مَا حمَّلتْك يدُ النَّوى
واطلـب مـن الأيـام مَـا هي تطلب
واقنَـعْ بمـا يـأتي الزمانُ فإنه
زمــنٌ كقلـبِ المـرءِ قَـدْ يتقلَّـب
وإذا الحـبيبُ سـَقاك كـأس صدودِه
فـامزُجْه صـبراً عـلَّ كأسـَك يَعْـذُبُ
وعلـى سـبيلِ رِضـى الأَحبّة فاسْتَقِم
لَـوْ عـن وصـالك أَعْرَضوا وتَجنَّبُوا
فَلَـــرُبَّ ســـانحةٍ تمــر عَشــيَّةً
ولعــل رَبْعَـك بعـد جَـدْبِك يُخصـِبُ
إن المحــبَّ وإنْ تباعــدَ ســاعةً
فَلَرُبَّمــا بعــد التباعـدِ يقـرُب
إنْ لَـمْ يكن بالصبر أَغْتَبِقُ الجَفا
فبِــأَيِّ كــاسٍ مـن هـواكم أشـرب
فالشــوقُ يجـذب زَفْرتـي فأردُّهـا
خــوفَ الرقيــبِ لزفرتـي يَـترقَّب
ولَــرُبَّ يـومٍ قـادني شـوقي إِلَـى
عَتْــب الحـبيبِ فلا أرانـي أعتِـبُ
فـأرى المُحالَ تَغَيُّري فِي الودِّ إذ
طبــعُ المَحبــةِ للمــودة يجـذِب
لولا التجاذبُ فِي الطبيعةِ لَمْ يقم
كَــوْنٌ وأحكــامُ الطبيعـةِ تعلـبُ
مــا للهـوى يَسـْطُو بعَضـْبٍ لَهْـذمٍ
ولمهجــتي بـدمِ الصـَّبابةِ تُخضـَب
يـا عـاذلي والعذلُ مَجْلَبة الضَّنَى
إن الجفـا بعـد التواصـُلِ يَصـْعُب
لـو كنت تَدرِي مَا حملتُ من الهوى
لَعلمــتَ أن الحــب أَمــرٌ مُتعِـبُ
لـو نـارُ وَجْـدِي بالبحـارِ لأَصبحتْ
غَــوْراً ومــاءُ صـبابتي لا يَنْضـَب
يا مُتْلِفِي بالهجرِ حَسْبُك ذا الجَفا
فــالحبُّ يقتـل والتَّجـافِي يَسـلُب
عَجَبـــاً لقلــبٍ لا يــرِقُّ وإنــه
أَقْسـَى مـن الصـخرِ الأصـَمِّ وأَصـْلَبُ
إن الغـرامَ إذَا تَحَكَّـم فِي الفتى
فهـو البَلا إنْ لَـمْ يجـد كل يطلبُ
أَتكلَّــف الســُّلوانَ وهـو يَعُزُّنِـي
إن الســلوَّ عــن الأحبــة يَعْـزُب
للــهِ مــن زمـنٍ حكمـتَ ببَيْنِنـا
مَــا أنــت إِلاَّ للفــراق مُســبِّب
لا زلـتَ مُغْـرىً بالتَّشـتُّتِ والقِلـى
فِــي كــل يـومٍ للعجـائبِ تَجْلِـب
إنَّ الزمـــانَ أبٌ لكــل عجيبــةٍ
تـأتي وَمَـا تَلِـد الليـالي أعجَب
أَيْـنَ الفـرارُ مـن الزمانِ وأهلِه
فجميعُهــم شـَرَك المَكـائِدِ يَنْصـِب
لا تــأمَنَنَّ مــن الزمــانِ فـإنه
لا يــأمنُ الــدهرَ الخئونَ مجـرِّب
مـــا هَــذِهِ الأيــامُ إِلاَّ عِبْــرَةٌ
حـارَ اللـبيبُ لهـا وضاق المَذْهَب
لـم يبـقَ لـي وَزَرُ أَلـوذُ بِهِ سوى
كَنَـفِ الخليفـةِ مَـنْ إِلَيْهِ المَهْرَب
ملـكٌ يجيـر مـن الزمـانِ وأهلِـه
مــن كــل مَــا يَخْشــَى ويَرْهَــب
فـإليه يُلجَـأُ فِـي المَخاوِف كلِّها
وإِليـه فِـي كـل المَكـارِم يُرْغَـب
ســـِرٌّ بَـــدَتْه ضــمائرٌ قدســيّة
وَنَمَتْــهُ شــُوسٌ للخلافــة تُنْــدَب
فهــمُ نجــومٌ للهُــداةِ وللعُلـى
وهــمُ رُجــومٌ للطُّغــاةِ وأَشــْهُب
مــن آلِ أحمــدَ ســادةٌ عربيــةٌ
بزغــتْ شموســُهُمُ فـزال الغَيْهَـبُ
لازالــتِ العَليــاءُ فيهـم دُولـةً
مَـا دار فِـي أُفْـقِ المَجـرَّةِ كوكب
يَتَــابعون أئمــةً قَــدْ يَهتــدِي
بهُــداهمُ شـرقُ العُلـى والمَغْـرِب
فَلَـك يـدور عَلَـى البَرِيَّـةِ قُطْبُـه
مَلِــك تُـدار بِـهِ الأمـور وتُنْسـَب
لَـمْ أخـشَ نائبـةَ الزمـانِ وفيصلٌ
بيـد الزمـانِ عَلَى النوائب يَضْرِب
فبفيصــلٍ رســختْ عَلَـى أعتابِهـا
قــدمُ للمَالــكِ إِذ بِــهِ تَتَرَتَّـب
فهـو الَّـذِي سـَفَرت كـواكبُ مجـدِه
وبفضــلِه فَــوْقَ المنـابرِ يُخْطَـب
وهـو الَّـذِي قَـدْ عشـتُ فِي أكنافِه
ونشــأْت فِــي نَعْمَــائِه أَتقلَّــبُ
مُـدَّت عَلَـى الـدنيا سـُراْدقُ حلمِه
وبصــَفْحَةِ العَليــا نَـداه يُكتَـب
مَـا ضـامني زمـنٌ ولا تَرِبـت يـدي
مــذ صــرتُ تَحْــتَ وَلائِهِ أَتحســَّب
كـم نعمـةٍ طَفَحـت علـيَّ وكـم يـدٍ
ولكــم فضــائل لا تُعَــدُّ وتُحْسـَب
فعليـه شـُكري مَـا حييتُ وإِنْ أَمُتْ
فلســانُ شـكرِي بالمـدائح يُعـرِب
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).