
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَوْفَــى الزمــانُ بوعـدِه المعهـودِ
كَرَمــاً كمــا قَــدْ ســرَّنا بحُمـودِ
واستبشـــرتْ أوقاتُنـــا فكأنهــا
بظهـــوره قَـــدْ بُشـــِّرَتْ بخُلُــودِ
وبــه اســتنارتْ بهجــةً أيامُنــا
لكنهــا لَــمْ تَخْــلُ مــن تَنْكِيــدِ
ســَرَّت بإنجــاز الوعــودِ قلوبَنـا
لكنهـــا قَـــدْ كَـــدَّرت بســـُعود
هجمــتْ بنـو عبـسٍ عَلَيْـهِ مُـذْ غـدا
مســـتقبِلَ المِحْـــراب للتَّهْجِيـــد
فغَــدا مُعَفَّــر بــالتراب مُضــَرَّجاً
بـــدمائِه يكســـوه ثــوبُ صــَعيد
لبسـوا ثيـابَ العـارِ ثُـمَّ تَجلبَبُوا
بمطـــارِفِ التَّعنيـــف والتفنيــدِ
لَهْفِــي عَلَيْــهِ لــو رأيـتُ مُصـابَهُ
كنــتُ الفــداءَ بطــارِفي وتَليـدي
عينـــي تجـــود بــدمعِها لكنّــه
قلــبي لَــهُ أقســى مـن الجُلمـودِ
إذ خـان بالسـلطان سـيدِنا أبي ال
فضـــلِ المليــك الأَرْيَحــيِّ ســعيدُ
أَضــحى ســَليباً مـن ممـالكه وَقَـدْ
ركــب الجـوادَ مشـرَّداً فِـي البِيـد
حَتَّــى أتـى بـالحزمِ فـانفتحتْ لَـهُ
أبوابُهـــا بـــالعِزِّ والتمجيـــد
فاستصـرخ الملـكَ الأَغـرَّ أبا النَّدى
قُطْــبَ المعــالي مُظْهِــر التوحيـد
فـــأتتْه غــاراتُ الإِلــه منوطــةً
مــن فيصــلٍ بالنصــر والتأييــد
تَطــوِي السَّباسـِبَ والوِهـادَ يَحفُّهـا
طيــرُ المنيــةِ فِــي أَكُـفِّ الصـِّيدِ
وبهــا السـَّوابِقُ كـالبوارِقِ سـُرَّباً
يحملـــنَ كـــل غَضـــَنْفَرٍ صــِنْديد
فانحـلَّ مَـا بـالحزمِ من عزم العِدى
واســـتنكفتْ أطمــاعُ كــل مَرِيــد
ودَنَــتْ قُطــوفُ الأمـنِ يانعـةً وَقَـدْ
لبــس الزمــانُ جلابــبَ التَّوطيــد
فهنـاك أُلقيَـتِ العَصـا وأَنـاخ بـي
حــادِي الهـوى ووضـعت ثَـمَّ قُيـودي
وبســـطتُ مــدحِي للمُملَّــك فيصــلٍ
مــولى الأَنــام خَليفــة المعبـودِ
ومــددتُ كفــي فِــي جـواهرِ فضـلِه
فنظمتُهــــــا بقلائدٍ وعُقــــــودِ
فابتزَّهــا منــي الزمـانُ فأصـبحتْ
فِـــي جيـــدهِ مقرونـــةً بســُعود
وَطفِقــتُ أَكْــرَع فِـي مَـواردِ جُـودِه
فتلاطمــــتْ أمواجُهـــا بخـــدودي
فغَرفـتُ مـن بحـر المـواهبِ والسخا
يَــا حبَّــذا مــن مَنْهَــلٍ مــورود
ولئن ســَطا دهــري عَلَــيَّ بمِخْلَــبٍ
حســبي حِمــىً بلــوائه المعقــود
وإِذا أنــاختْ بــي ركــائبُ فاقـةٍ
نُخْـــتُ المطــيَّ بظلِّــه الممــدود
وإِذا الســحائبُ عَـزَّ يومـاً قَطْرُهـا
هَطلـــتْ غَــوادِي راحــتيْه بجــود
مِنَنــا حَملــتُ بعـاتقي مـن وفـرةٍ
فَتنظَّمـــتْ بِســُموطِها فِــي جِيــدي
يَا ابن الملوكِ أبا الملوكِ ومن همُ
فِـــي وَجْنَــة الأيــام كالتَّوريــد
قـد شـيَّدُوا ركـن المعالي وابْتَنَوا
للمجــدِ بيتــاً مُحكَــم التشــييد
قــامت دعــائمُه بســَعْيِك واسـتوتْ
أركــــانُه بمقامـــك المحمـــود
لا بِـدْعَ أَنْ كـلُّ الـورى قَـدْ جُمِّعـوا
فِــي واحــدٍ بالحَصــْر والتجديــد
لا زلــتَ فِــي وجـهِ الليـالي غُـرّةً
وبــك الزمـانُ ومَـنْ بِـهِ فِـي عيـدِ
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).