
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــا للحمــائمِ بالغصـون تُغـرِّدُ
أَشـجاكِ نـوحِي أم شـجاكِ المَعْهَـدُ
قَـدْ كنتُ فِي وَلَعِ الصبابة والجَوى
واليــومَ بـالتفريق وَيْـك أُهَـدَّد
لــم يكـفِ أنـي بالصـدودِ معـذَّب
حَتَّــى غــدوتُ بكــل بـابٍ أُطـرَد
فالهجرُ أَفْتَلُ مَا يكون عَلَى الفتى
إنْ كَـانَ طبعـاً فِـي الهوى يَتودَّد
مـن كَـانَ ذا نفـسٍ عَلَيْـهِ عزيـزة
صــَعْبٌ عَلَيْــهِ قَطْــعُ مَـا يتعـوَّد
إن كَانَ داعِي الهجرِ يَا وُرْقُ الَّذِي
أبكـــاكِ إن مَــدامِعِي لا تَجمُــد
نُـوحِي عَلَـى فَنَـن الغصـونِ تَرَنُّماً
وتَــردَّدي فلعــلَّ نوحَــك يُســْعِد
لـو أن نار الوجدِ من جَمْرِ الغَضَى
خَمَــدت ولكــنْ نــارُه لا تَخْمَــد
كـم ذا أَهيـم هَـوىً ونارُ صبابتي
فِــي كــل آنٍ بالحَشــى تَتوقَّــد
وأُعــانق البانـاتِ شـوقاً إنهـا
كقُـــدودِهم أغصـــانُها تَتَــأَوَّدُ
وأُغـازل الظَّبَيـاتِ فِـي كُنُسـاتِها
فــأقول مَـا للظـبيِ غُصـْنٌ أَمْلَـد
فـأَتيهُ بالبيـداءِ أَنْتَشـِق الصَّبا
فلمــلَّ عَرْفـاً مـن شـَداهم يوجَـد
مُتَبَــدِّدَ الأفكــارِ طـوراً أَرْتَـدِي
ثــوبَ الســُّهادِ وتــارة أَتَوَسـَّد
يـا جِيـرةً بـانُوا فبـانَ تَصـَبُّري
هــل نظــرةٌ منكـم بِهَـا أَتَـزَوَّد
غـادرتُموني فِـي الهوى كَلِفاً وَقَدْ
خَلَــق التجلــدُ والهـوى يتجـدَّد
يـا سـادةً هـل بـالحِمَى لي عودةٌ
فيعـود مَـا قَـدْ كنـتُ منكم أَعْهَد
رَعْيـاً لـذاك العيـشِ كَانَ بقربِكم
رَغْـداً وعيشـي مـن رِضـاكم أَرْغَـد
حمَّلتمـوني بالجَفـا مَـا لَـمْ أُطِق
صــبراً عَلَيْــهِ جَهْـدَ مَـا أتجلَّـد
ونَقَضــتُم عهــدَ المـودةِ بيننـا
وتركتُمـــوني هائمـــاً أَتــرَدَّد
يــا حـادِيَ الرُّكبـانِ مَهْلاً إننـي
بَيْــنَ الهَــوادج مُطْلَــق ومُقيـدُ
قـد كنـتُ فِـي مهدِ الجَفا متقلِّباً
والآن فِــي أَســْر الفـراقِ مُصـفَّد
فكِلاهمــا نــارانِ نـارٌ بالجفـا
تُــورَى ونــار بــالفراقِ تَوَقَّـد
إن الزمــان ببَيْنِنــا ذو حالـةٍ
كــم حالــة للــدهرِ لا تتعــدَّد
يَقْضــِي بتفريــقِ الأَحبــة شـَرْعُه
ولجمــعِ شــَمْل الأَكْرَميــن يُبـدِّد
فـي حـالتين مـن الزمان مَعاشُنا
وكلاهمــا فِــي حالــةٍ لا تُحْمَــد
إنْ أقبلــتْ أيــامُه أَوْ أدبــرتْ
هِمَـمٌ فـذا لهـوُ المعـاشِ الأَنْكَـد
إنـي لَمِـن نكـدِ الزمان عَلَى شَفىً
لـولا المليـكُ بـن المليكِ الأَوْحَد
إنْ تشـكُ نفسـي ضـِيقَ دهـرٍ أسرعتْ
ليمينِــه فأَنالَهــا مَــا يُوجَـد
ملــكٌ لَــهُ ثـوبُ الجلالـةِ مَلْبَـسٌ
ولــه عَلَـى ظهـر المَجَـرَّةِ مَسـْنَدُ
هــو رحمــةٌ للمســلمين ونعمـة
للمجتـــدين وآيـــةٌ لا تُجْحَـــد
مُتكفِّــل لبنـي الزمـان برزقِهـم
فيــداه فِـي كـرمِ تَغُـور وتُنجِـد
هَـذَا هـو الملـك الَّـذِي عَقِمت بِهِ
أُمُّ الممالــك إنهمــا لا تُولِــد
شـمسُ العَـوالم أنـت سِرُّ الله فِي
هَــذَا الزمـانِ ونُـوره المُتجسـِّد
فالاســمُ يُعـرِب عـن صـفاتِك إنـه
هــو فَيْصـَلٌ عَضـْب الغِـرار مُهنَّـد
مــولايَ إنـك فِـي القضـاءِ مُحكَّـم
وبســَيفِ نصـرِ اللـه أنـت مُؤيَّـد
مُـدَّت إِلَيْـكَ يـدُ المَمالـك رغبـةً
وأَتتْـكَ فِـي حُلَـل المهابـةِ تَسْجُد
إن الخلافـةَ فِـي بنـي سـلطانَ قَدْ
أَضــحتْ تُراثــاً فيهــمُ تــتردَّدُ
قـد شـَيَّدوها بالقَواضـبِ والقَفـا
وبِهـا مِنا نَصَبوا الخيامَ ومَهَّدوا
إن غـاب عنهـا سـيدٌ منهـم أتـى
مــن بعِــده منهـم إليهـا سـيد
يَتنـاوبون بعرشـِها حَتَّـى انتهَـتْ
فِـي واحـدٍ فهْـو الجميـعُ المُفْرَد
لـولا أبـو تيمـورَ مَا كَانَ الأُولَى
مـن قبلِـه مَلَكـوا وَلَـمْ يكُ أَحْمَد
فلتهْـنَ يَـا ملـكَ الزمـانِ فإنها
سـِيقتْ إِلَيْـكَ فـأنت فِيهَا الفَرْقَد
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).