
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَبِّر العقــلَ للنفــوسِ زِمامـاً
واعقِـلِ النفـس لا تَـذَرْها سـَواما
إن ســَوْمَ النفــوسِ للمــرءِ داءٌ
فاعتقِِلْهـا عـن المَراعـي نِظامـا
لا تــذَرْها بمَعْـرَكِ الجهـل تزهُـو
إن جهــلَ النفـوسِ أدهـى سـَقاما
فهْــي شــيطانُك الغَــوِيُّ فصـُنها
إن صــونَ النفـوسِ أعلـى مقامـا
إِنْ تـذَرْها لـدى الجهالـةِ هـامتْ
أَوْ تَرِدْهــا التُّقَـى تَحِـنُّ هُيامـا
تخبِـــط الأرضَ بالمَناســـمِ جهلاً
لَيْـسَ تـدرِي مَـاذَا يكـون أَمامـا
شـامتِ الـبرقَ مَوْهِنـاً فاسـتطارتْ
لَيْـسَ كـلُّ العـروق تهمِـي رِهامـا
عَرَّهــا زِبْــرِج الغــرورِ فَهشــَّتْ
إن كيــد النفــوسِ كَـانَ غَرامـا
تــأنفُ الـوِرْدَ والفُـرات بِفيهـا
وتَحُــزُّ المقــالَ تبغِــي جَهامـا
هَــوِّني الســعيَ لا تُراعِـي بـدَهشٍ
ليـس لمـعُ السـرابِ يَشـْفِي أُواما
واذْرِفـي الـدمعَ بالتَّعقـل واهْمِي
مــاءَ حــزنٍ بوجنتَيـكِ انسـِجاما
وأَميطِــي قَـذاءَ عينيـك مـن بَـيْ
نِ زوايـــاهُ تُـــدرِكيه رُكامــا
دُونَـكِ الجِـدُّ فـافرِغي الجهدَ فِيهِ
لَيْـسَ ذا الهَـزْل للنفـوس قَوامـا
أنـت بـالغورِ ترزميـن اشـْتِياقاً
واشــتِياقي بشــِعْب وادي تِهامـا
تَنْــدُبِين اللِّــوَى وأَنـدبُ نَجْـداً
كــلُّ عيــنٍ تبكـي لشـَجْوٍ غَرامـا
مَـا شـَجاني ذِكْـرُ المَرابـعِ لكـنْ
رَشــقتني يــدُ الزمــانِ سـِهاما
كلمـــا قـــوَّم الإلـــهُ قَنــاةً
جَــرَّد الــدهر للقنــاة حُسـاما
وَيْـكَ يَـا دهـرُ أَقْصـِر الخَطْوَ عني
إنّ مــن قَــوّمَ الإلــهُ اسـْتقاما
واتــقِ اللــه إن للــه خَلْقــاً
إِنْ يمـرّوا بـاللَّغْوِ مَـرّوا كِراما
هكـذا الـدهرُ بعكـسِ الأمـر شَرْعاً
كيْـفَ نرجـو مـن الزمـان إمامـا
مَــنْ لِغِـرٍّ يَسـُومه الـدهرُ خَسـْفاً
يَقْـدَح المـاءَ كـي يَشـُبّ الضِّراما
يَفْتِلــنَّ مَنْســَج العَنــاكِب حَبْلاً
يَتَّخــذْ منــه للزمــان خِطامــا
أَيُّهَــا المُنْكِـحُ الثُّريّـا سـُهَيلاً
تَجمـعُ الشـرقَ بـالمغيبِ ازدحاما
عَمْـرَك اللـهَ لَـوْ رَقيـتَ الثريـا
لَـمْ تجـدْ غيـرَ فيصـلٍ عنـك حامى
يبـذُل النفـسَ والنَّفيـس إذَا مَـا
نَســْرُ بَغْـيٍ عَلَـى الرعيـة حامـا
مَلــكٌ شــَبَّ فِــي السياسـةِ طفلاً
وامتطـى غـاربَ العُلـى والسَّناما
حِليـة الـدهرِ حَمْيـة الـدين هَذَا
واهـبُ الجَـزْل بـل ثِمال اليتامى
يَـألف السـُّهْدَ يُكـرم الوَفْد يحمى
بيضــةَ الـدِّين خيفـةً أن تُسـاما
قَـــرَّه اللـــه للخلافـــة رِدْءاً
ســَدُّ يــأجوجَ دونَــه إِنْ تَسـامَى
جـامعُ الفكـرِ شاسـع الذِّكْر يَقْظا
ن إذَا الفَســل بالجهالـةِ نامـا
قَــدْ تسـامتْ براحـتيهِ المَعـالي
واطمـأنتْ لَـهُ الليـالي احتراما
واختمتــه قناصــل الـرومِ لمـا
أنْ رأت معجزاتِــه لــم تُرامــا
يســبق النطـقَ حَدْسـُه إن تـراءى
أَلْسـَنُ القـومِ فِي المَلا قَدْ ترامى
يحســـب الجــاهلون لمــا رأوه
أَسـْفَر الـوجهَ للنزيـل احتِشـاما
إِنمــا البشــرُ للنصـارى حَـرام
لَيْـسَ بشـرُ الوجـوهِ يُـدْعَى حراما
فالأَفــاعي أشــدُّ لِينــاً وأَدْهَـى
صـاحبُ الغـدرِ مـن يُريك ابتساما
إن ليــلَ الشـبابِ أَهْنـا صـَباحاً
وبيــاضُ المَشــيب أدهَــى ظلامـا
لـو ترقـتْ عقـولُهم فَهْـمَ مَـا قَدْ
أَنكــر الجـاهلون قـالوا سـلاما
لَـوْ علمنـا بعـالَم الغيـب مَاذَا
مَـا ركبْنـا مَـدى الحيـاةِ أثاما
يُنكـر العقـلُ فِعْـلَ مَـا عَـزَّ عنه
فهمُــه أَوْ يكــون غِــرٌّ تَعــامَى
لَيْــسَ مــن حَقَّـق التجـاربَ طفلاً
مثـلَ مـن يحسـب الـدَّبور نُعـامَى
إن رأى مَــا يَســرُّه كَـانَ لَيْثـاً
أَوْ دَهتْــه الخطـوبُ صـار نعامـا
يَرفــع الفعـلَ بالنواصـبِ عَسـْفاً
عنــده نصــدرُ القُعــودِ قِيامـا
يحسـب العـارِضَ الهَتـون إذَا مَـا
ثــارتِ الريــحُ بـالفَلاة قتامـا
سـَلِّم الأمـرَ إِنْ خَفِـي عنـك واصْمت
تجــدِ الصــمتَ للنفــوسِ زِمامـا
كــلُّ مـن لَـمْ يـر الهلالَ عِيانـاً
ســَلَّم الأمــر للبَصـيرِ اعْتِصـاما
أَيْـنَ أهـلُ العقـولِ من أهل نعما
ن ومـن لَـمْ يخـشَ فِـي الإله مَلاما
راقِبوا الله وأحْسِنوا الأمرَ فيما
بَيْنكـم والمليـكِ تبقُـوا كِرامـا
واعلمـوا أنـه الوحيـد المُرَجَّـى
آخــرَ الــدهرِ للملــوك خِتامـا
كــم دهَتْـه مـن النصـارى خطـوبٌ
صـرتُ أخشـَى تكـونُ منهـم لِزامـا
فتجلَّـــى لكَشـــْفِها فاضـــْمحلَّتْ
تَقْـرَع السـِّنَّ إذ تـولت عَلَـى مَـا
كـــلُّ مــن رام كيــدَه أَوْ أَذاه
أَوْبقتْــه يـدُ الزمـان اخْتِرامـا
لَيْـسَ فِـي الدهرِ من يُدانيه عقلاً
أَوْ فَعـــالاً ونـــائِلاً أَوْ كلامــا
لَيْـسَ فِـي الـدهرِ مـن يُشار إِلَيْهِ
إن دَجَـا الخَطْـبُ يكشـفنَّ اللِّثاما
فاحمَـدوا اللـهَ أهـلَ نعمان طُرّاً
واشــكروه كمــا كَفـاكم ضـِماما
لا تكونـوا كخـابطِ الشـوكِ يَجْنِـي
ثَمــراً يانِعــاً فيُلفــي حُطامـا
رَبِّ أَيِّـدْ مليكَنـا الفَـرْمَ وأظْهِـر
شـِرْعَة الـدينِ واحمِهـا أن تُضاما
واسـبلِ السـِّتْر يَـا إلهي عَلَى من
قـام فِـي الدين ناصحاً واستقاما
ربِّ واشـدد عُـرا المحقِّيـن واقطع
شــَأْفَة البُطْـل هَلْكـة وانتقامـا
واحــمِ ســلطانَنا إلهــي وصـُنْه
مَـا عَلَـى الـدين بالحماية قاما
ثُــمَّ صــَلِّ عَلَـى رسـولِك مَـا قَـدْ
حَنَّــتِ النــوقُ بـالحُمول رِزامـا
أَوْ تَغنَّــى وُرْق الحمــائمِ وَهْنـاً
ينــدب الإِلْــفَ والِهـاً مسـتَهاما
وعلـــى الآلِ والصــحابةِ جَمْعــاً
كلمــا حَــرّك النسـيمُ الخُزامـى
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).