
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
منـه غَنيـتُ وكيـف لَـمْ يُغْنِ البَشَرْ
ملـكٌ حَـوَى كـلَّ المَفـاخرِ والخَطَـرْ
عَبَّــت لنــا مــن راحَتَيْـه أَبْحُـرٌ
كــادت رِحـابُ الأرضِ منهـا تَنْفطِـر
قُـل للسـحابِ الجَوْنِ مَا هَذَا الحَيا
هَلاّ رأَتْ عينــاك ذا صــَوْب المطـر
إن شـئتِ يَـا سُحْبَ السما فاسْتَمْطِري
مــن بحــرِه الزَّخّـارِ دُرّاً مُنتثِـر
رِزقُ الــوَرى مــن راحـتيه نافـذٌ
والمــوتُ يَسـْطو للنفـوسِ إذَا سـَر
إن كنـتَ يَـا ذا جـاهلاً مـل قلتُـه
قِـفْ وَهْلَـةً عنـدي تَجِـدْ كُنْهَ الخَبر
ذا فيصــلٌ كــم فُصـِّلت مـن حـردِه
أعنـاقُ مـالٍ مَـا لَهَـا عنـه مَفَـرّْ
أَحْيَـى النَّدى منذ انْتَشا لا غَرْوَ إِنْ
أَفْنَـى العِـدى رَبُّ المَلا مـولىً أَغَرّ
شمسُ الهُدى مُرْوِي الصَّدَى نابُ الرَّدى
بـدرُ الـدُّجَى مِـنْ نـورِه قَدْ اكْفَهَرّْ
قُطْـب العُلـى مِقبـاسُ نـارٍ للـوَغَى
مُنْشـِي رُقـاتِ الفقرِ من سُحْبِ البِدَر
إن قلـت يَـا صـَرْفُ القَضا من عَزْمه
لا ضـيرَ ذا نفـسُ القضـاءِ والقَـدَر
قَـدْ حـارَتِ الأَفطـارُ مهمـا شـاهدتْ
آيــاتِه الكــبرى عُجابـاً تُسـْتطر
تكبــو لَــهُ الفرسـانُ لا بـالثَّرى
فِـي حَلْبَـةِ المَيْدانِ يَعْرُوها الغِيَر
تَهـوَى ملـوكُ الأرضِ نحـوِي بعـضَ مَا
أبـدتْ بِـهِ أعـداهُ مـن حسن السِّيَر
مـا أَحْنَـفٌ فِـي الحِلْم بل مَا حاتمٌ
فِـي الجودِ بل مَا حَيْدَر يوم الذُّعُر
إن قــام للأَقْيــالِ شـادٍ بالثّنـا
أَضـحتْ لَـهُ الآيـاتُ تُتلـى كالسـُّوَر
مـن أَيْـنَ نورُ الطُّورِ قلْ لي مُخبِراً
هـل آيـةٌ قَـدْ شـُقَّ منها ذا القَمَر
لا تَعْجبــوا إن أَبْهَرتكــم طَلْعَــةٌ
فالحسـنُ ذا لَـمْ يَحْـوِه وجهُ البشر
هَــذَا مَليــكُ الحُسـْنِ هَـذَا يوسـفٌ
لـو حُـورُ عَـدْنٍ راودتْـه مَـا غَـدَرْ
لـو أبصـرتْه نِسـوةُ المكـرِ الَّتِـي
قَـدْ أُفْتِنـتْ لَـمْ يَكْفِها قَلْعُ البصر
خَــرَّتْ لَــهُ الأقمـارُ طَوْعـاً سـُجَّداً
لمــا رأتْ وجهـاً لَهَـا منـه سـَفَر
لـو قـابلتْ شـمسُ الضـحى وجهاً لَهُ
رُدَّ الســَّنا منهــا كَليلاً مُكْفَهِــر
مـا أَجْهَـلَ المُـدَّاحَ فِـي وصفِ الَّذِي
لـولاه مَـا كَـانَ المديـح المُسْتَطِر
بـاللهِ أَوْعـوا سـَمْعَكم مَـا شـُنِّفت
أُذنـايَ مـن مـدحِ المليك المُبْتهِرْ
مـا قـولُكم مَـا شعركم فِي مدح من
ظلّـت لَـهُ شـُهْبُ السـما حَـذْوَ الأَثر
هـذِي عصـا موسـى الكَليم استلْقَفتْ
مَــا زَخرفتْـه كـفُّ غـاوٍ قَـدْ سـَحَرْ
بـل هَـذِهِ شـهبُ السـما قَـدْ أُعدِدتْ
فِيهَـا رُجـوم تقـذف الشـِّعرَ الهَذَر
قـل مَـا تَشـا فِي مدحه يَا ذا تجِدْ
مثـل الَّذِي أهدى إِلَى البحر الدُّرر
إن قـالت العُـذّال قَـدْ أَطنبـتَ فِي
مــدحِ المُفَـدَّى فيصـلِ فـاخفِض وذَر
قلـتُ اقصُصـوا رؤيـاكمُ فِـي وصـفهِ
تكفيكـم الـذكرى فهـل مـن مُـدَّكِر
أم فيكــمٌ وَقْــرٌ عَلَــى آذانكــم
أم أنتــمُ عمـيٌ فمـا مـن مُعتبِـر
هَــذَا مليــكُ الأرضِ سـلطانُ المَلا
ذا فيصــــلُ الأحكـــامِ كلا لا وَزر
لــو رامــتِ الأفلاكُ يومــاً ضــَرَّه
أَضـحتْ ببطـن الأرض يكسـوها العَفَر
كــم مــن خُطـوبٍ حَيَّـرت ألبابَنـا
طـارت شـَعاعاً مـذ رماهـا بالشّرر
ملـكٌ يُجـبر الخَلْـقَ من هولِ الرَّدى
حَتَّـى الـدَّرارِي لـو أرادتْ والقمر
هَلاّ أتــاك اللــهُ تصـريفَ القضـا
أم جئتَ بالأنبــاءِ فِيهَــا مُزْدَجَـر
فالــدهرُ لا يَعْــروه نقــصٌ لا ولا
يَغْشـاه مَـا أُبقِيـتَ ضـَيمٌ أَوْ ضـَرر
بـاللهِ يَـا فرسـانَ عصـري هـل لَهُ
مثـلٌ بهـذا الـدهرِ أَوْ مَا قَدْ غَبَر
فاسـحبْ ذيـولَ التِّيه يَا دهري فقد
أَصــبحتَ فِــي كفّـي مليـكٍ مقتـدِرْ
مــولاي لا تخشــى أَراجِيفــاً أتـتْ
فالـدهرُ فِـي كفيـك يسـطو بالعِبَر
فاضـربْ بسـيفِ الدهر هاماتِ العِدى
قَــدْ مَـدَّك المـولى بعـزٍّ فانتصـرْ
بُشـْراك هَـذَا الـدهرُ أَوْفَى بالمُنَى
والسـعدُ لاحـتْ شمسـُه تَعْشـُو النظر
هــذِي الأمــاني أشـرقتْ أنوارُهـا
جـاءتْ إِلَـى عَليـاك يُزْجِيها الظّفَر
إن رامــتِ الأيــامُ ولّــى أَصـبحتْ
بـالعز تسـمو بِـي أيـاديه الغُرَر
وَيْلاه مـن حَـوْرِ الليـالِي قَـدْ عَدَتْ
فاصـدعْ بعـدلٍ منك يمحو ذا الكَدر
أنـت الرَّجـا مَـا مـن شفيعٍ يُرْتَجى
مَــن ذا شـفيعٌ للكريـمِ إِذَا غفـر
لا زلــتَ بالتأييــد مَكْلُـوّاً عَلَـى
رغـمِ الأعـادي مَـا شَدا طيرُ السَّحَر
فــانعمْ بعــزٍّ دائمٍ طـولَ المَـدى
مَـا عاشـَتِ الحُسـّادُ تَصـْليها سـَقَر
دُم بالهنـا فِي العِزَّةِ القَعْساءِ مَا
قَـدْ غَـرَّدتْ وَرْفـاً عَلَـى غُصن الشَّجر
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).