
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتــتْ تَسـحبُ الأَذيـالَ والليـلُ أَقْنَـمُ
تــدوسُ رداءَ الغُنــجِ عُجْبــاً وتَبْسـِمُ
تشــقُّ عُبــابَ الليـلِ والليـلُ زاخـرٌ
وتحــذَر ضـوءَ الصـبحِ والصـبح أَرْثَـم
فحيَّــت بطــرفِ الجفــنِ ثُــمَّ تبسـَّمت
فلــم أَفهـم التسـليمَ لـولا التبسـم
تُســارِقني بــاللَّحْظِ مرتاعـة الحَشـا
كمــا رِيــع بالبيـداءِ رِيـمٌ وأَعْصـَم
فقلــتُ لَهَــا والليــلُ مُــرْخٍ رِداءه
رُوَيـــدَك إن الليــل للســر أَكْتَــم
أتيــــتُ ولا واشٍ يُبــــدِّد شـــملَنا
ولا طارقــات الليــلِ بالوصـلِ تعلـم
بَعُــدْنا عــن الأحيـاءِ فلا عَلَـمٌ يُـرَى
ولا نحــن فِــي نـادٍ فيُخْشـَى التكلـمُ
فقـالت وطـرفُ الجفـنِ يَطْـرف بالبكـا
ودُرُّ ســقيطِ الــدمعِ بالخــد يُنْظَــم
فمـا لـي أرى جُنْـحَ الشـبيبةِ أَبْيضـاً
وعهــدِي بِـهِ فَـرْعٌ مـن الليـلِ أَفْحَـمُ
أتتْــكَ صــروفُ الـدهرِ سـُوداً فبَيَّضـَتْ
عِـــذارَك فالأيـــامُ للحُـــرِّ تَهْضــِم
لقــد علــم الأيــامُ أن ذوي النُّهَـى
تُضــام وأن الــدهرَ للنــذلِ يُكــرِم
تُســـائِلُني والـــدمعُ يملأ بَحْرَهـــا
وأســنانُها حزنـاً عَلَـى الكـفِّ تَكْـدُم
أم القـومُ إِذ حَلُّـوا بمَسـْقَطَ واعْتَدَوا
عَلَـى الملـك عِصـياناً وللحرب أَلحمُوا
يقولــون للهيجــاءِ إِنَّــا شــَرارُها
إِذَا شــَبَّت الهيجــاءُ للحــربِ نُضـْرِم
ونحــن أُبــاة الضـيمِ مـن آل حـارِثٍ
نَعــافُ قَـذاء الـوِرْدِ إِنْ مَجَّـهُ الفـم
نرى المُلْك بَيْنَ الناس فِي الدهرِ دُولةً
وأن بنــاءَ المجــدِ بالجِــدِّ يُخْــدَم
أمـــا علــم الأقــوامُ أن أمــامَهم
سَماســِرة العَلْيــاءِ للحــربِ تُــرْزِم
وأن بنــي ســلطانَ للحــربِ نارُهــا
شـُموسُ سـماءِ المجـدِ بـل هُـم وأَنْجُـم
يَهشــُّون للهيجــاءِ إِنْ جَــنَّ خَطْبهــا
بنفــسٍ لَهَــا طــولُ البقــاءِ مُـذمَّم
ملـوكٌ لهـم فِـي الملـك سـاسُ عَراقـةٍ
لــدى أحمــدٍ ذَاكَ الإمــام المقــدَّم
فبـات رجـالُ الحَـرْثِ يَسـْرُون بالـدُّجَى
يَجوسـون قصـرَ الملـكِ والليـلُ مظلِـم
فهَبَّــت ريــاحُ النصـرِ وَهْنـاً فنَبَّهـت
مَليكــاً لَـهُ فِـي الحـرب رسـمٌ مقـدَّم
مليــك بنَثْــرِ الهــامِ يخطُـب سـيفُه
وصــدرَ عُصـاة القـومِ بالرُّمـح يَنْظِـم
ففَــلَّ جيــوشَ الخصـمِ قَسـْراً وأَدْبَـرَتْ
كمــا تُـدبِر الأغنـامُ إنْ قـام ضـَيْغَم
وأضــحتْ تُخــومُ الأرضِ تَحْسـو دمـاءهم
فمـــا منهـــمُ إِلاَّ قتيـــلٌ ومُكْلَــمُ
وأمســَوا وَقَـدْ عَـدّوا جيوشـاً تجمَّعـتْ
عَــوابسَ فِـي الهيجـا ليـوثٌ تحكَّمـوا
فلا زالــت الصــَّمْعاءُ تلثِــم هـامَهم
وســيفُ جنــودِ اللــه فيهــم محكَّـم
تــرى الأرض بــالقتلى تَئِطُّ وتَنْــزَوِي
ونَــرزم مــن ثِقْــلِ الـدماءِ وتَبْغَـم
وَقَــدْ علــم الطيـرُ الجَـوارح أنهـا
لَهَـا مـن جسـومِ القـومِ كـأسٌ وَمَطْعَـمُ
كَــأَنَّ بُــزاةَ الطيــرِ فَـوْقَ رؤوسـِهم
عَصــائبُ رهبــانٍ عَلَــى الـدَّيرِ حُـوَّم
بهـذِي الليـالي السود يَا خِلُّ إِذ دَجَتْ
طَفِقـــتَ بأكمـــامِ المَشــيب تَلثَّــم
فـويلِي عَلَـى تِلْـكَ الليـالي وبُؤسـِها
تُــبيِّض هــامَ الطفــلِ كَرْهـاُ وتُهـرِم
أعارتْــك يَــا خِلِّــي نُحــولاً وشـَيْبة
وكنـــتَ برَيْعــانِ الشــّبيبة تَنْعَــم
أم الثـأر مـن عبـسٍ منـى جئتَ زائراً
بكنْــف إمــام العـدلِ للحـرب تُقـدِم
بجيــشٍ تَجيــش الأرضُ منــه وتنطــوِي
سباســـبُ حَصـــْباها ســِباعٌ وأَرْقَــم
إِذَا ســار فِــي ليــلٍ تَخَفَّـت نجـومُه
وللأرضِ مــن قَــدْح الســَّنابكِ أَنْجُــم
فلا تســـــمع الآذانُ إِلاَّ زَمازِمـــــاً
صـــَهيلاً لجَـــوَّالٍ وأُخـــرى تُحمحِــم
وأَصــْهبَ معكـومٍ عَلَـى الجَـرْي يرتمـي
يَجُـــذَّ بمِصـــْراعِ الشــّكيم ويَقْضــَم
ونــوقٍ كســُفْن البحـرِ فَـوْقَ رِحالهـا
رجــالٌ بجِلبــاب المَنــونِ تَلثَّمُــوا
تُجـــاذبُ أَنســاعَ الرِّجــال كَأَنَّهــا
ســَفينٌ بمــوجِ البحـرِ تجـري وتَلْطِـمُ
وبِتْنــا كَــأَنَّ النصـر تَحْـتَ رِحالنـا
ولكنمــا الأقـدارُ فِـي المـرءِ تَحكـمُ
عَلَــى أن نفـسَ المـرءِ تَعْجَـب إِن رأت
لكثرتهــا بأســاً إِذَا الــرب تُحـدِم
وجِيـــءَ بأشــياخِ العُبــوس وكُبِّلــت
وَقَـدْ أُدرِجـوا فِـي السجن والأنفُ أَرْغَم
فلـــم تــر إِلاَّ أن نــزورَ ديــارَهم
عَلَــى أننــا جيــشٌ عَديــدٌ عَرَمْــرَم
فكُنــا كمــا كَــانَتْ عصــابةُ أحمـدٍ
بيــوم حُنيــنٍ حيـنَ لـن تَغْـنَ عنهـمُ
فلا ضــيرَ أن الســيفَ ينْبُــو وإنمـا
تـرى الليـثَ عـن أكـلِ الفَريسة يُحجم
فلا يحســـِب الأعـــداءُ أنّ مليكَنـــا
وهــيَ نــاكِلاً عـن عزمِـه حيـن يُـبرِم
ولكنمـــا شـــأنُ القــديرِ إِذَا رأى
ذليلاً فيعفـــو أَوْ قويـــاً فيَنْقـــم
فجَــذَّت صـروفُ الـدهرِ حينـاً بمِقْـوَدي
عَلَـى أننـي فِـي الحـرب شـهمٌ غَشَمْشـم
ســقتْني يــد الأيـام صـاباً وعَلْقَمـاً
فلا ضــيرَ إن الــدهر للحُــرِّ علقــم
فــإن تُصــب الأعـداء يومـاً مَقـاتِلي
فــإن الفــتى للمــوتِ حتمـا مُسـلّم
فلـم تُـوهن الأعـداءُ بالقتـل صـَعْبَنا
فمــوتُ الفـتى بالمهـدِ فينـا محـرَّم
فلا تجزعــي يَــا هنــدُ إنّ شــَبيبتي
تــولتْ فــإن المـرءَ بالشـيبِ يحلُـم
فــإن تقطعــي وَصــْلي فإنــك مُخلِـف
وإن أَك وصــــّالاً فــــإني متمِّــــم
وإن كنــت بالســلوان عنــيَ نـاكلاً
فـإني لحبـل الوصـل يَـا هنـد مُصـرِم
ألـم تعلمـي يَـا هنـد أني عن الصبا
كــبرتُ وأن الأمــر إن طــال يُســأَم
فليــتَ مَشــيب الــرأسِ كَـانَ مقـدَّماً
لتُعلِمَنــي الأيــامُ أَنْ لســتُ أنــدم
وإنــي شـديدُ العـزم إِنْ عَـضَّ غـارِبي
زمـــانٌ لرَيْعــان الشــبيبةِ يَخــرِم
ســوى ســُخْط مــولاي المعظــم إنــه
شــديدٌ عَلَــى وُســْعي عظيــم معظَّــمُ
فواشــِقوةَ الأيــامِ إن كنــتَ غاليـاً
فمــن كَــانَ فِـي سـخطٍ فأَيـانَ يَسـْلَمُ
وأنَّـى ينـال الصـفحَ مـن كَـانَ مجرِماً
كمــا عَظُمــتْ ذنبـاً رِيـامٌ وأَجْرَمُـوا
يَبــوءون بالعصــيانِ والـدهرُ مُطـرِق
ألا فِــي طـروقِ الـدهر دَهْيـاءٌ صـَيْلم
إِذَا مَــا أراد اللــه أمـراً بخَلْقـه
فلا تســمع الآذانُ مَــا ينطِــق الفـم
ومـن يركـبِ العَشـْوَاءَ والليـلُ مظلـمٌ
فــإن لَــهُ ســُودَ المَهالــكِ مَقْحَــم
كمـا قَـدْ سـعتْ بالجهـلِ والبغيِ حِمْير
وطــال لهـا فِـي القتـل كَـفٌّ ومِعْصـَم
ومَــدَّت عَلَــى وجـهِ البَسـيطَةِ باعَهـا
كَــأَنَّ لهــم مــالَ الخليفــة مَغْنَـم
فكـم مـن ضـعيفٍ بـات يشـكو من الأذى
ودمعتُــه فِــي الخـد والنَّحـر تَسـْجُم
ينـــادي غِيـــاثَ الخلـــقِ بنُصــْرةٍ
فإنــك يَــا مــولاي بــالخَلْقِ أرحـم
وإنـــك للمظلـــومِ غـــوثٌ ومَلْجَــأ
تُجيــب المنــادِي إن دعــاك وتَرْحَـمُ
فــإن بنــي نَبْهــانَ قــوم تَجبَّـرُوا
تَضـــِجُّ بقــاعُ الأرض غَوْثــاء منهــمُ
لقـد حَلَّلـوا مـالَ اليتـامى ونافَسوا
ملـوكَ بنـي سلطانَ فِي الملكِ واحتَمُوا
ألـم يعلمـوا أن الملـوك إِذَا سـَطَوا
يُجَــذُّ بهــم أنــفُ العزيــزِ ويُهْشـَم
وأنهــمُ إِنْ دخلــوا الــدار عنــوةً
يَهــدّوا أعـالي الراسـياتِ ويَهْـدِموا
فلــم تُغنِهـم يـومَ اللقـاءِ حصـونُهم
ولا الشّنْشــِنة الشـمّاء عنهـم ستعصـِم
أَتتْهــم جنــودُ اللـه غَوْثـاً لخلقِـه
بأيــديهمُ كــأسٌ مــن المـوتِ مُفْعَـم
فهَيْهَـــاتَ لا يُغنــي مَنيعــاً ســلاحُه
إِذَا ســُلَّ مــن كــفِّ الخليفـةِ مِخْـذَمُ
ولا يمنـــع المقـــدورَ درعٌ ومِغْفَــر
فـــإن قضــاءَ اللــهِ أمــرٌ محتَّــم
تؤيـــده الأقـــدارُ أَنّـــى تــوجهتْ
كتــائبُه والنصــرُ بالســيفِ يُقْســَم
يظـــن بنـــو نبهــانَ أنّ عديــدَهم
ســيُجديهمُ نفعــاً وأنْ لَيْـسَ يُهْزَمُـوا
وأن الــبروجَ الشــُّمَّ تحمِـي ذِمـارَهم
إِذَا مُـــوِّقت فِيهَــا رمــاحٌ وأَســْهُم
فمـــا راعَهـــم إِلاَّ صــُموع ومِــدْفَعٌ
تُخـــرِّق هامـــاتِ الرجــالِ وتَقْصــِم
وأَروعُ يُزْجِــي الجيــشَ شــهمٌ بكفِّــه
مُهنَّـــدُ مشــحوذُ الغِرَاريــنِ لَهْــذَم
تَجــرَّد مــن عــزمِ الخليفـة مُصـلَتاً
يقطِّـــع أعنـــاقَ الكُمــاةِ ويَحْطِــم
فلا يمتطـــي العليـــاءَ إِلاَّ غَشَمْشــم
ولا يركــــب الأهــــوالَ إِلاَّ مصـــمِّم
فكــم لُجّــةٍ بالســيف خـاض عُبابَهـا
ســليمانُ والمــوتُ الــزُّؤامُ مُخيِّــم
فحــام عَلَــى أهـل النـزار حِمـامُهم
كمــا حــام بــازٍّ بــالفَلاة وقَشـْعَم
فظلــوا حَصــيداً والرَّصــاصُ يَنوشـُهم
وفرشــانُ عبــسٍ بالحديــد تَعمَّمــوا
يـودون أن يُقضـَى عَلَـى القـوم نَحْبُهم
حَــزازاتُ مهضـومٍ عَلَـى القلـب تُضـْرَم
وحَمــدان ذَاكَ الســَّهم ضــاق ذِراعـه
مــتى قــام مِقـدام الكتِيبـة مُعْلَـم
تَعــرَّى عــن الـبيت المَنيـع تخوُّفـاً
وأَســْلَمه رغمــاً لكــي هــو يَســْلَمُ
فظـلَّ سـَليب المُلـكِ فِـي الأرض تائهـاً
يُخمِّــــن أيَّ الأرض فِيهَــــا يُيمِّـــم
لقــد راعــهُ بالســيف سـيفٌ وإنمـا
إِذَا شــِيمَ سـيفُ الحـق هَيْهـات يُكْهِـمُ
أخــو الحــربِ خَـوَّاض المَكـارِه أَرْوع
لَــهُ ســِمةُ العليــاءِ ســيف ومِخْـذَم
يقـــوم بأعبــاءِ الأمــور مُناصــِحاً
ويَهشـــِم أنــف المعتــدين ويُرغِــم
فكــم ســُورةٍ أضــحتْ بكــل غريبــةٍ
عَلَـى الخَلْـق تُتلـى والزمـانُ يُـترجِم
مَـدى الـدهرِ فِي أعلى المنابر أَنْشِدتْ
بإقــدامِ ســيفٍ حيــن تُشـْدَى وتُرْسـَم
فلا زال فِــي أمــر الخليفـة مُعلِنـاً
بســيفٍ يَقُــدُّ الجســمَ ثمــت يَصــْرِم
تـــولى قتــالَ المعتــدين بســيفه
فأضـــحتْ بــروجُ المعتــدين تُهــدَّم
أصـيبت بنـو نبهـانَ بالقتـل وانثنت
قُــذال كمــا ذِيــل الجبـانُ وتُهْضـَم
فمـن نازعَ السلطانَ فِي الملك لَمْ يجد
عـن القتـل مَـا يَحميـه عنـه ويَعْصـِم
فمــن كـأَميري فِـي الملـوكِ مُبرهِنـاً
يـرى ظـاهِراً مَـا فِـي النفـوس ويفهم
تُـــواتيه بالإذعـــان كـــلُّ خَفيــةٍ
تَــدِقُّ عَلَــى فهــم العَليــم وتَعظُـم
هـو الفَيْصـل المِقـدام والشـيد الَّذِي
تُعــانقه العَلْيــاء شــوقاً وتَلْثــم
هو الفيصل المعروف فِي البأْس والندى
تَــذِلُّ لَــهُ الأبطــال رُعبــاً وتُحجِـم
كَــأَنَّ قضــاءَ اللــه قــال لفيصــل
بمــا شــئتَ فِـي الأيـام أنـت محكَّـم
ضـــمينٌ لكفَّيْــك المنيــةُ والمُنَــى
فـإن شـئتَ أن تُفْنِـي وإن شـئت تُنعِـم
قطعـتَ يـد الإقتـارِ بـالجود واللُّهـى
فإنـــك للإقتـــار ســـيف ومَرْهـــم
إِذَا مَـا رأيـت الوفـد عَجَّلـت نَيْلهـم
فلــم يبــقَ فِـي كفيـك فَلْـس ودرهـمُ
كَــأَنَّ ذوي الحاجــاتِ حولَــك عُكَّفــاً
ركــودٌ عَلَــى الـبيتِ الحـرام وحُـوَّم
ضـــمنتَ لأهــل الأرض نيــلَ عطــائِهِم
فصــــرتَ لأرزاق العبــــاد تُقســـِّمُ
ســبقتَ ملــوك الأرض عفــواً وقُــدرةً
فـــأنت عَلَـــى كــل الخَلائق أَكــرَم
تَقيـــك بــدُ الأقــدار كــلَّ مُلِمــة
وتَفـــديك بــالأرواح عُــرْب وأعْجُــم
عزيــزٌ عَلَــى قلــبي فراقُــك سـاعةً
فــإن شــفا المهمـومِ منـك التَّبسـُّم
كفــى المــرءَ قتلاً أن يكـون مبعَّـداً
فبُعــــدك داءٌ للقلــــوب مُبَرْســـِم
جفــاؤُكَ فهْـو الـداءُ لا شـكَّ والقَنـا
فحَسـْبُ الفـتى بالسـخط لـو كَانَ يَعْلم
فكيـفَ يَلَـذُّ العيـشَ مـن بـات فِي قِلّي
وكيـف يـذوق النـومَ مـن فيـك مُجـرِم
فلا ربحـــتْ نفـــسٌ دَهتْـــك بِغيلــةٍ
ولا ســـعدتْ نفـــس لنُعْمــاك تكتُــم
ولا عــاش بالحُســنى كَفــورٌ لفضــله
فغــن كَفــور الفضــل أَطْغَـى وأَظْلَـم
وهــيَ جَلَـدِي عـن وُسـْع فضـلِك شـاكِراً
فــإن لســاني عــن ثَنــائك يُفْحَــم
فليــس ســوى عجــزِي إِلَيْـكَ وسـيلتي
عـن الشـكرِ فـالإقرارُ بـالعجز أَسـْلَم
مـتى يخلُـص العبـدُ الأسـير من الولا
إِذَا كَـانَ مـن نَعْمـائك اللّحـمُ والدم
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).