
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُلِـمُّ والشـوقُ أَشـفَى داءه اللَّمَم
لعـل جـرحَ النَّـوى بالوصل يَلْتَئمُ
أُهـاجَه وَلَـعٌ يـومَ النَّـوى فغـدَتْ
أَحشــاؤُه بسـَعيرِ الوَجْـدِ تَضـْطَرِم
فلَــجَّ مـن شـَغَفٍ بـالرَّكْبِ يُزْعجـه
والـبينُ يَصـْرعه والشـوقُ يَحْتـدم
يَــبيت مـن فُرقـة الأحبـابِ وَلَـهٍ
يُقَطِّـع الليـل سـُهْداً والدموعُ دم
تـذكَّر العهـدَ دهـراً كَانَ فِي دَعةٍ
وزَهْــرة العمـر والأيـامُ تبتسـم
مُــتيَّم كلمــا جَـدَّ النِّيـاق بِـهِ
تجــددتْ بـالهوى أيـامه القُـدُم
رَعَـى الإلـه ليـالٍ كنـتُ أَعْهَـدها
تقــادَمتْ مســرعاتٍ كلُّهــا حلُـم
أيـامَ غصـنُ التصـابي مُـورِق نَضِر
وكأســُنا بالتَّصـافي سـائغٌ شـَبِم
أُطـارِحُ الحِـبَّ صـَفْوَ الودِّ مُمتزِجاً
بخـالصٍ مـن رحيـقِ الوصـلِ يَنْسجم
إخـال بـرقَ الهوى فِي غيره كذباً
وحبُّـه فِـي صـميمِ القلـب مرتسـِم
أَأَكــذِب اللـهَ فِـي غيـره كَلَفـي
هيهـاتَ واللـهِ لَيْـسَ الحبُّ ينقسِم
أُشـرِّف الـرأسَ سـَعْياً فِـي مَحبَّتـه
إِذَا سـعتْ فِي رِضى معشوقِها القَدَمُ
أيـامَ ذَاكَ الحِمَـى عُودِي عَلَى دَنِفٍ
تـبيضُّ مـن حبـه الهاماتُ واللِّمم
إن بَـدَّل الهجرُ أحوال المُحِبِّ فلا
يَصـــُدُّني مَلَــلٌ عنــه ولا ســَأم
أَوَّه مــن زمنـي أَوَّاه مـن سـَكني
بَيْنَ الهوى والنوى أضنانيَ السَّقم
أَرانـيَ الحـبُّ أني فِي الهوى قبَسٌ
بــرأسِ أَرْعَــن للعشـّاقِ أَوْ عَلَـم
نشرتُ شَرْعَ الهوى بَيْنَ الورى عَلَماً
فكـلُّ أهـلِ الهـوى فِي قَبْضَتي خَدمُ
تراهـمُ حـولَ نـاري يهتـدون بِهَا
يَغْشـوهُم مـن لَظـى أشواقيَ الضَّرَمُ
بخمرتـي سـَكِروا من نَهْلتي شَربوا
أنـا مليـك الهـوى والمُدَّعون همُ
سـقيتُهم مـن غـرام الحـب صافيةً
فحيـن مَا شربوا من قهوتي هُدِموا
يَقـودني صـَبْوَتي والهجـرُ يُزعجني
فبـاعِثي للهـوى الأشـواقُ والهمم
شـددتُ رَحْل الصِّبي والشوقُ راحِلتي
فظلْـتُ فِـي مَهْمَـه العُشـّاق أقتحِم
وجَـدَّ بـي الهـوى وَجْـدي وبَرَّح بي
فـإن بَـرْحَ الهـوى للصـبِّ يَخْـترم
فخطتي فِي الهوى بَيْنَ الورى مثلاً
مـن دونهـا هِمـمُ العشـاقِ تزدحِم
أحبابَنـا لـو علمتـم فيكمُ كَلَفي
داويتُــم تَلفــي فيكـم بقُربكـم
صــبرتُ محتسـِباً فيكـم ومرتقِبـاً
وِصـالَكم فمـتى ذا الهجـرُ ينحسِم
فراقِبوا الله فِي قتلي بكم كَلَفاً
إِن الهوى والنوى بَيْنَ الحَشا أَلَم
أَسـاءني الدهرُ فِي هِجْرانكم وكذا
شــِعاره للأديــب الحــرِّ يهتضـِم
يَشــُنّ غــارته مــن كـل مُعضـِلة
فلـم تكـد بمـرور الـدهر تنفصِم
لكنمــا ثقــتي بـالله محتسـِباً
تــوكُّلاً وبحبــلِ اللــه أَعتصــم
وهــل يضـيق زمـانٌ بـأمري عَلَـى
كرسـيِّه فيصـلٌ غـوثُ الوَرى الحَكم
مملَّــكٌ دولــةُ الأقــدارِ تخـدمه
موفَّـقٌ مـن رقـابِ الخَلْـق ينتقـم
باسـمه مُـدِّدت الأحكـامُ وانفصـلت
لـذاك فيصـلٌ فِـي الأَكـوانِ يحتكمُ
قَـدْ مَهَّـدن دولـةَ الإسـلامِ دولتُـه
لـولاء قَـدْ كـادتِ الأحكـامُ تنهدم
تسـيل مـن كـرمٍ مثل النسيم عَلَى
زُهْـر الريـاض بِـهِ الأخلاق والشِّيم
فــتى بِـهِ جـادتِ الأيـامُ مكرِمـة
مــن بعـده رَحِـم الأيـامِ يَنْعقِـم
نشـأتُ فِـي ظلـه والـدهرُ مقتَبِـلٌ
وَلَـمْ أزل فِـي غنى والدهرُ منهزِمُ
بــوَبْلهِ نبتــتْ أجسـامُنا ونَمَـتْ
أرزاقُنـا فكـذاك النَّبْـتُ والدِّيَم
سـقتْه غادِيـةٌ بـالجود قَـدْ سُقِيتْ
أَعراقهـا ونَمَتْهـا السادةُ البُهَم
سـُلالةٌ نُتِجـت فِـي المجد وانتشأتْ
أكـارِمٌ لَـمْ تزل فِي الملك تَنْتَظِم
ليــوثُ مَلحَمــة أقطــابُ مملكـةٍ
بحــور أنديــةٍ بـالعُرف تَلْتَطِـم
ســماءٌ مجــدهُمُ أقمـارُ مطلعِهـا
وغُـرّة فِـي جـبين المَكرُمـات هـمُ
مـن دَوحـةٍ نبتـتْ بالفضل واتَّسقتْ
أَغصـانُها بـذُرَى العَلْيَـاء ترتسِم
هــمُ الأئمــة أعلامُ الهـدى وهـمُ
قَســاوِرٌ أســودُ الحــرب تلتحِـم
لا زال ملكهــمُ فِـي الأرض متسـعاً
وحـودُهم والعُلـى والمجد والكرم
نجـومُ مملكـةٍ تزهـو السماء بهم
والأرضُ والبحـر والأكـوان والأمـم
فكلُّهـم فِـي عقـودِ المجـد واسِطةٌ
بِمُلْكهِـم تبـدأ العَلْيـا وتَختتِـم
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).