
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتتْـكَ ودمـعُ العيـنِ بالـدمِ يَقْطُـر
وجمـرةُ نـارِ الوجـد بـالقلب تُسَعَّرُ
تَهــزّع فِــي زَهْــوِ الشـبابِ تَخيُّلاً
وتَمْــرح فِـي ثـوب الفَخـارِ وتَخْطِـر
وتَعْــثر فِـي ذيـل الـدَّلالِ وتنثنـي
وَلَـمْ تـدرِ فِـي أَيِّ المَهـاوِي ستعثرُ
ومــن كَـانَ مَسـْراه بـدَهْماء دامـسٍ
يُــرَدُّ عَلَـى العُقْـبى ولا هـو يَشـْعر
تَبصـَّر فمـا ظلـتْ مساعِي ذوي الهدى
ومقـدام أهـلِ العـزم فِيهَا التَّبصُّر
أخا العزمِ قَدِّم إن سموتَ إِلَى العُلا
مـن الـرأيِ حَزْمـاً لَمْ يَغُلَّه التأخُّر
وفَكِّــر زمانـاً فِـي النتيجـة إنـه
مَــا ضــل فِيهَــا ســاعياً يتفكَّـرُ
أخـا العـزمِ قَـدِّر للسـوابقِ إنهـا
عَلَيْهــا حَــواتيمُ الأمــورِ تُقــدّر
أخا العزم إن تنهضْ إِلَى الحق إنني
إِلَــى الحــق نَهّـاضٌ وللحـق أَنصـُر
وإنــي لعَشــّاق لمــا قَـدْ تَرومُـه
ولكننــي أخشــى أمــوراً وأحــدَر
ومـا أنـا ذو جزمٍ عَلَى الدِّينِ مُشْفِق
إِذَا لَــمْ أُقــدِّر للأمــور وأنظــر
أُدبِّــر أمــراً فِيــهِ إصــلاحُ أمـةٍ
تكــون بِــهِ هَلكــي فمـاذا أُدبِّـر
فـــأيُّ ظهــورٍ للديانــة يُرْتَجَــى
وطلاّلُ ديــنِ اللـهِ فِـي الأرض أَظْهَـر
أمَـا فِـي ظـروفِ الدهر للمرءِ عِبرةٌ
وأيُّ اعتبــارٍ للفــتى حيـن يُبصـر
تمــر علينــا بالليــالي عجـائبٌ
وهــذِي الليـالي بالعجـائبِ أَجـدَر
زَواجِـرَ عـن شـقِّ العصـا بَيْـنَ أمـةٍ
وذو العقــلِ بالأيـام لا شـك يُزْجَـر
أيحفِـر ذو العقـل السـَّديد بظِلْفِـهِ
شـِفارُ المنايـا تَحْـتَ مَـا هو يَحفر
ويَنبِــذ ديــنَ اللـه بَيْـنَ أُسـاودٍ
تُمَـــزِّقُ أَشـــْلاهُ جِهــاراً وتَنشــُر
فلِلَّــهِ مــن أمـرٍ يُحـاميه دونَنـا
بَصــيرٌ عَلَـى دفـعِ الرَّزايـا مُشـَمِّر
عَليــمٌ بــأَدْواءِ القلــوبِ مُجــرِّب
لَـهُ خـاطر مـن سـنا الصـبح أنـور
خـــبيرٌ بعِلاّتِ الأعـــادِي وكيــدِهم
فـإن دبـروا أمـراً فبـالردِّ أَجْـدَرُ
غَيــورٌ تحــوم الأُسـْد حـول حِمـائه
ومهمـــا رَعايــاه ســامَ فــأَغْيَر
يقســِّم ســاعاتِ الحيــاةِ تفكُّــراً
ليَصــْدَعَ كيــد الملحــدين ويَقْصـُر
يَكيــدونه خَــدْعاً ومكــراً وإنــه
لأَدْهَــى دَواهِــي الكائنـاتِ وأمكَـر
عَلَـى مُعضلاتِ الدهرِ حِرْصاً عَلَى العُلَى
يُكابِــد دَهْيــاء الخطــوبِ ويَصـْبر
فمـن كَـانَ فِـي أمـر الرعيـةِ شأنُه
حَفيظـاً عَلَيْهِـم كَيْـفَ يُجْفَـى ويُغْـدَر
حريــص عَلَيْهِـم أنْ يُكـادُوا بخَدْعَـةٍ
عطــوفٌ رؤوفٌ فِــي الخُطـوبِ غَضـَنْفَر
حليـم غَضـيض الطرفِ عنهم إِذَا جَنَوا
وأعظـمُ قَهْـراً فِـي القَصـاص وأَقْـدَر
فــأموالُه ســُحْبٌ عَلَيْهِــم مَــواطِر
مـن الفضـَّةِ البيضـاءِ والتِّبْرِ تُمطر
إِذَا قَــلَّ وَفْـرُ المـالِ دونَ وُقـورِه
تَكلَّفــه دينــاً لكيمــا يــوفِّروا
حَنانَيْــكَ مــن دهـرٍ تَـروم عِنـادَه
تَـذكّرْ عظيـمَ الفضـلِ إن كنـت تَذْكُرُ
فمـن أكـبرِ الأشـيا خِصـامُكَ فيصـلاً
وكُفْرانُــك النَّعمــاءَ لا شـكَّ أكـبر
عزيـزٌ عَلَـى الأيـامِ فيصـلُ أن يُـرى
مثيـلٌ لَـهُ والمِثـلُ عـن ذَاكَ يَقْصـُر
غريــبٌ يُـراه اللـهُ للخلـقِ رحمـةً
فمـن قابـل الرَّحْمـوتَ بالسُّخط يَخسر
فيـا أمـةً قـامتْ إِلَى الحق فاقعُدي
فـإن اقتحـامَ الصـخرِ للعظـم يَكْسِرُ
ومهمـا تُهاجُ الأُسْد فِي الغِيل تَفْترِس
وإن شـُمَّتِ الأنفـاسُ فِـي الأُجْـمِ تَزْأَر
فإيــاكِ أن تَلْقَــيْ أُميمـةُ دينَنـا
وأرواحَنــا وســطَ الحَبـائلِ تُقهَـر
ويــا أمـةً تسـعَى لتُحيـي رسـومَها
فإحيـاؤكِ السـاعاتِ بـالعلم أَعْـذَر
فرِفقـاً أُبـاةَ الضـَّيمِ رفقـاً بأمـةٍ
عَلَـى مَنْهَـجِ التوحيـد تَنْهَـى وتأمُر
تُقِـــر بتوحيـــد الإلــه وإنمــا
محمــدٌ خيـرُ الرُّسـْلِ دينـاً وأَفْخَـر
وإن الَّـذِي أَنْبـأ بِـهِ الخلـقَ كلَّـه
مــن اللــهِ تنزيــلٌ وحكـمٌ مقـدَّرُ
فـدَعْها أخا الهيجاءِ واحفظْ حياتَها
ولا تــكُ هَــدْفاً للــدَّمار فتُــدْمَر
فلـــو أن قتلاً للســعادةِ ينتهــي
ولا دونَــه فَــوْقَ الممــات مكــدِّر
شـَنَنّاً لَـهُ الغـارات والليـلُ دامسٌ
وخُضـْنا حيـاضَ المـوتِ والصبحُ مُسفِر
ويِعْنـا إِلَـى المـولى حيـاةً ثمينة
لِنَبتـــاعَ جنــاتٍ وفيهــا نُعمَّــر
ولكنّمـــا دونَ الممـــات مَذَلّـــةٌ
نُورِّثهــا الأبنــاءَ والمـوتُ أَيْسـَر
أنعــرِض للإلحــادِ دينــاً ونبتغِـي
شــعائرَ ديـنِ اللـه تُحْيَـى وتُنشـر
أمـورٌ يَحـارُ الفكـرُ فِيهَـا وإنهـا
نَتـــائجُ دهــرٍ للبَرايــا تُحيِّــر
فيــا مُنشــِداً هَـوِّنْ عَلَيْـكَ فإنهـا
نُفَيثــات صــدرٍ مـن لسـاني تَخطَّـرُ
فخـذْها هِجانـاً لا تـرى للسـَّبَّ قيمة
فــإن غـراسَ السـبِّ بـالقلبِ يُثمِـر
فمــا هــي إِلاَّ طعنــةٌ مــن مثقـفٍ
بقَلــبِ ذوي الإتقـانِ بالـدمِّ تنفِـر
فلا يحســِب القــراءُ رَوْعـي تفجَّـرت
يَنــابيعُه والثغــرُ منهــم مُفْغَـرُ
فلســتُ أخــا قلـبٍ يُـروَّع بالظُّبـا
ولا من لَظى الهَيْجا إِذَا الحربُ تُسْعَر
ولكـن ظـروفُ الـدهرِ تُعـرِب للفـتى
بمـا بَيْـنَ جنبيهـا جَهـاراً وتُنْـذِر
وإنـي عَلَـى مَـا قلتُ إن كنتُ مخطئاً
أتــوب لـربِّ العـرشِ واللـه يَغْفِـر
وأُملـي ظـروفَ الكـونِ بَدْءاً ومُنتهىً
عَلَـى سـببِ التَّكوينِ مَا الكون يَعمر
صـــلاةً وتســليماً يَعُمــان أهلَــه
وأصــحابَه راح العَشــيرُ وهَجَّــروا
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).