
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَطرقـت مَهمـا دارَ فـي خلدي
ذكـرُ الشـَباب وَعهـده النضرِ
إِطراقـة المـأموم وَهـوَ شـجٍ
قلـقُ الضـَميرِ مبـدّدُ الفكـرِ
وَالعَيــن داميــةٌ فأدمُعهـا
تَنهــلّ مِـن بيـض ومـن حمـرِ
وَلَواعـجُ الزفـرات فـي صـعد
تمتَـدّ بيـن الصـدر والنحـرِ
قُـل لِلعَـذول إِلَيـك عن عَذلي
ذَهَـب العـرام وَأَنـت لا تَدري
رَحــل الشــباب وَربّ مرتحـل
وَلّــى وخلّــف أَطيَـب الـذكرِ
أَمعاهــد الأَحبـابِ هَـل خـبر
تسـري بـه الأَرواح مـا تسري
مـا لي إِذا فيكَ الخُطوب جَرَت
غيـر الـدُموع عليهـم تَجـري
ذَهَبـوا فَمِنهُـم من قَضى وطراً
بِاللّامعــات الـبيض والسـمرِ
ذَهَبـوا فَمِنهُـم من قَضى وطراً
بِالصـافِنات الـدهم والشـقرِ
كـانوا وَكُنّـا فـي نَدى وَوَغى
ســاقين مـن حلـوٍ ومِـن مـرِّ
كـانوا وَكُنّا ما الخُطوب سَطَت
نفـري مـن الأَحـداث ما نَفري
كَــم ســائِل لبّيــت دعَـوته
وَدَفعــت عنـه الشـرَّ بالشـرِّ
وَمـــروَّعٍ ســـكّنت روعتـــهُ
وَغَمرتــه بالنــائل الغمـرِ
كَـم شـدت لِلراجيـن مـن أَملٍ
وَجــبرت للعـافين مـن كسـرِ
حَتّـى إِذا اِفتَرَس الزَمان يَدي
وَوقعـت بَيـنَ النـابِ وَالظفرِ
لَـم أَلـقَ مِمّـن كنـت أَكلـؤه
لـي كـالئاً يـأوي إِلى وَكري
لَم يَبقَ لي في الدهر من جلد
يَسـطيع حمـل نَـوائِب الـدهرِ
قَـد خـانَني مـن كنـت أحسبهُ
يَبقـى مَعي في العسر واليسرِ
ذَهَبَـت بِصـبري الحادِثات فَلا
أَســـف أَردّده عَلــى صــَبري
لا تطلبـــنّ علالــتي أَبَــداً
إِنَّ النَــوائِب أَحرجـت صـَدري
كَيـفَ التعلّـل وَالزَمـان مَعي
متلـــــــوّن كتلـــــــوّن
وَطَـوارِق الأَسـقام مـا برحـت
تَنتــاب كـالأَحزاب فـي مصـرِ
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.