
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا نَفــــس صـــاعِد وَلا حـــسّ
اللَـهُ مـاذا تريـن يـا نَفـسُ
مـا لي أَرى الدار وَهيَ خاويَة
لَيـسَ بِهـا مـن قطينهـا جـرسُ
فَلا أَنيــس كَأَنَّمــا اِنقلبــت
وَحشــا بِقَفــراء هَـذه الإِنـسُ
قَـد رمـض الـوعس حين قلت له
أَيـنَ مهـا الجزع أَيُّها الوعسُ
دَعهـا فَتِلـكَ الآثـار قَد طمست
فَمـا بِهـا مـن رسـومها دعـسُ
كَـأَنَّ مـا بـي سـرى بها فعفت
وَأَصــبحت وَالبلـى لهـا حلـسُ
ضـنيت حتّـى لَـو رام لي أَثرا
لامــس وهــم ضـلّ بـه اللّمـسُ
كـانَت كؤوسـي بـالأَمس مترعـةً
وَاليَــوم لا خمــرة وَلا كــأسُ
عَـدا علـيّ الأَسـى فَما نفع ال
قلـب حُسـامي ولا وقـى الـترسُ
فَلا أُبـالي بعـد الحمـى أَبَداً
يخـفّ طـود الهُمـوم أَو يَرسـو
وَلا أُبـالي بعـد الحمـى أَبَداً
يـورق عـود الغَـرام أَو يَعسو
مَضـى زَمـان والأنـس يمـرح بي
وربّ شـــجو يجـــرّهُ الأنـــسُ
ضـاقَت عَلـيّ الدُنيا بما رحبت
فكــلّ رحـبٍ مـن أَرضـها حبـسُ
أَســوان لا أَهتَـدي إِلـى عمـل
كــأنّ عِلمـي فـي نَظَـري حـدسُ
فــأين أَلقيــت نــاظِريّ أَرى
يَرمقنـــي مـــأتم وَلا عــرسُ
يَـرى لَـديّ الـراؤون كـلّ غنى
وَلَيـسَ عِنـدي مِمّـا رأوا فلـسُ
أُحـاوِل السـعد أَن يَلـوح وير
تـــدّ زَمــاني وكلّــه نحــسُ
عليـك منّـي السـَلام يـا أَمَلي
ربّ رَجــاء قــرّ بــه اليـأسُ
أتّهـم النطـق بـالجُمود وَمـا
جــفّ بـأعلى يراعـتي النقـسُ
كَيـفَ وَذو النطـق كُلَّمـا هدرت
شقشــقة منــه قلـت مـا قُـسُّ
اللَـه مـاذا جَـرى بـه قلمـي
وَمـا الَّذي قَد حَواه ذا الطرسُ
حَـوى مِـن القَـول كـلّ شـارِدَة
أَلســنة القَـوم دونَهـا خـرسُ
تَصـبو إِلـى واحِد الرّجال نهى
يعـزى إِلَيـهِ السـَخاء وَالبأسُ
ذاكَ هُـوَ السـَيّد الحلاحـل وَال
نطـس إِذا قيـل في الوَرى نطسُ
أَحكــم أسّ العلاءِ ثــمّ بَنــى
وَهَـــل بنـــا إِن وهــن الأسُّ
تفرّقــت عنــه كــلّ منقبــة
وَاِجتمـعَ البـدرُ فيـه والشمسُ
تَعنـو إِلـى نوره الوَرى أَبَداً
كَأَنَّمــا الخلــق كلّهـم فـرسُ
إِذا رقـى منـبر الخِطابَة فال
أصــوات مِـن هيبـةٍ لـه همـسُ
أَو حـلّ في الدستِ قال قائلُهم
شــَهلان فـي بردتيـهِ أم قـدسُ
هَـذي المَعـالي هيَ الفُصول له
وَهــوَ لَهــا دون غيـره جنـسُ
أخــيّ جاءَتـك وَالحَيـاء لهـا
خطـى وبـرح الجـوى لهـا لبسُ
تذكرك الوعد كي يباكرها الط
طيــب يَزهــو وَيَـذهب الرجـسُ
أَربعــة بعــد خمســة قفلـت
ووعـد مـن أَصـطفيه لـي خمـسُ
تَكســو ثَنـاء وَتكتَسـي مـدحاً
فَهاكهــا تَكتَسـي كَمـا تَكسـو
وَاِسلم لك المدح وَالثَناء معاً
وَالوَيــل للشـانئين والتعـسُ
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.