
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنفـس مَنظـوم يُزيـل العَنا
وَيفـرج الكـرب إِذا اِلتَفّـا
فَريـدة فـي مدح خير الوَرى
عطّـــرت الأَقلام وَالصـــحفا
بَديعـة المعنـى دعَتني بأن
أجيـل فيها الفكر والطرفا
فحيّــر الفكــرة تشـطيرها
أَن أَبتنـي فـي نعتها حرفا
فَلا تســمني أَبَــداً وَصـفها
فلســت أَسـطيع لَهـا وَصـفا
لـفّ بهـا نشـر غَريب الشَذا
حمـدت فيـه النشـر واللفّا
تخفـى عَلـى مثلـي آياتهـا
وَهـيَ عَلـى الحـاذِق لا تخفى
يهـتزّ لا عَجَبـاً ولكـن هَـوى
قارئهـا بَيـنَ الـوَرى عطفا
يَحســبها مِــن رقّـةٍ خمـرة
مَمزوجــة يشــربها صــرفا
مـا برحَت قرطاً بإذن العلى
وَلَـم يَـزَل تَشـطيرها شـنفا
حســبك منهـا خطـرة كُلَّمـا
مـرّت عَلـى القلـب لَها رفّا
بِخـاتم الرسـلِ فَشـا عرفها
اللَــه مــا أَطيَبَـه عرفـا
يـا أَيُّهـا المـدّاح بشراكم
بَلغتــمُ الرحمـةَ وَاللّطفـا
قَـد جَعَـل اللَـهُ عَلى مادحي
نــــبيّه جنّتـــه وَقفـــا
يـا مهبطَ الوحي أَجِر مُذنباً
قَـد شـفّه الوجـد الَّذي شَفا
وَيـا شَفيع المُذنِبينَ اِستَجِب
دَعــوة حــيّ آنـس الحتفـا
حبّـك فـي الحشـرِ لنـا عدةٌ
فَلا نعــدّ الـبيض والزغفـا
وكــلّ نـار ينطَفـي جمرهـا
وَجمــر وَجـدي بـك لا يطفـى
خُذني إِلى تربك يشفى الضنى
أَلَيــسَ فـي تربـك يُستَشـفي
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.